تسريب "مكملين" أول تأكيد رسمي لدور دحلان في تمويل الثورات المضادة بأموال الإمارات

تسريب "مكملين" أول تأكيد رسمي لدور دحلان في تمويل الثورات المضادة بأموال الإمارات

خاص - شؤون إماراتية

 

 

جاء تسريب قناة "مكملين" الفضائية لمكالمة هاتفية مسربة من داخل جهاز المخابرات المصرية، بين مسؤول الملف الفلسطيني في المخابرات اللواء وائل الصفتي، والقيادي السابق في حركة فتح محمد دحلان، رجل المهام القذرة للإمارات، ليكشف بتأكيد رسمي دور دحلان في تمويل الثورات المضادة بأموال الإمارات.

إذ لعب "دحلان" في السنوات الأخيرة العديد من الادوار وقاد عدة عمليات مشبوهة في المنطقة العربية والاسلامية، باعتباره، ذراع الإمارات في دعم الثورات المضادة، أبرزها في انقلاب تركيا، وهو ما كشفه تحرير موقع "ميدل إيست آي" البريطاني الشهير ديفيد هيرست.

كما لا يزال يلعب دورا قذرا في ليبيا، بدعم الجنرال الانقلابي خليفه حفتر، مكنه بالرشاوي الاماراتية لقبائل ليبية تحرس منطقة الهلال النفطي من الانسحاب منها لكي يسيطر عليها "حفتر"، فضلا عن محاولة الامارات ومصر وضع دحلان محل الرئيس محمود عباس في الرئاسة الفلسطينية ليزيد التنسيق مع الصهاينة ويحارب حماس.

دحلان وفلسطين

التسريب الذي بثته قناة "مكملين" المصرية وتضمن هجوما مصريا شرسا على الرئيس الفلسطيني محمود عباس وعدد من القيادات الفلسطينية، ومختلف الفصائل التي تمثل الشعب الفلسطيني، لم يكشف فقط التوافق المصري الاماراتي مع دحلان.

ولكنه كشف الحميمية في العلاقة بين مسئول المخابرات المصرية ودحلان لحد الحديث عن العلاقات الاسرية، وضرورة سرعة التحرك لأن "عباس" الذي وصفوه بأنه "مثل الجمل"، غير قادر علي لجم حركة حماس التي قالوا إنها "متجلية وتحقق انتصارات "، وفتح بأنها "منيلة ومتسخمة بنيلة".

وقد حاول وزير الخارجية سامح شكري، التغطية على التسريب، زاعما في حوار مع موقع "المونيتور" الأمريكي، أن علاقة السيسي ورئيس السلطة الفلسطينية حميمية"، وقال شكري: "حينما تكون العلاقة بهذا الشكل أستبعد أن تكون هناك أي إشارة سلبية تصدر من الرئيس أبو مازن تجاه مصر"، في إشارة لما قاله مسئول المخابرات المصرية في التسريب من انتقادات للرئيس عباس.

وفي مايو 2016، كشف مصادر رفيعة المستوى لموقع "ميدل إيست آي" أنَّ الإمارات ومصر والأردن "تتآمر لاستبدال محمود عباس بالعدو اللدود محمد دحلان في الرئاسة الفلسطينية".

وقالت إن الأهداف الرئيسية للخطة الإماراتية هي: توحيد وتعزيز حركة فتح من أجل الانتخابات المقبلة ضد حماس، وإضعاف حماس من خلال تقسيمها إلى فصائل متصارعة، وإبرام اتفاق سلام مع إسرائيل بدعم من الدول العربية، والتخطيط لعودة دحلان.

وكشفت المصادر أن أحد القوى الرئيسية المحركة للخطة هو محمد بن زايد، ولي عهد أبو ظبي، الذي طالب عند مرحلة ما باعتقال عباس، وأنه ينسق مع المصريين الذين يضغطون بدورهم علي حماس ويفرضون شروطا للتعامل معها.

وفي يونية الماضي، فضح رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، خالد مشعل، بطريق "غير مباشر" مخطط الامارات لفرض "دحلان" لقيادة فلسطين "لطبخ القضية".

وأوضح "مشعل"، أمام حفل إفطار في العاصمة القطرية (الدوحة) على شرف إعلاميين عرب إن "هناك مخططات إقليمية يتم الإعداد لها لمحاولة صياغة المشهد الفلسطيني الداخلي وصناعة قيادته الجديدة والتحكم فيها وفق مقاسات إقليمية وليس وفق متطلبات الفلسطينيين ومصالحهم".

وكان تلفزيون فلسطين الرسمي قد بث يوم الأحد في 4 أيلول/ سبتمبر الجاري؛ مقطعا من كلمة للرئيس محمود عباس، أبدى فيها تحديه لبعض الدول العربية من دون أن يسميها، بشأن خطواتها لترتيب البيت الفلسطيني الداخلي قائلا: "لا أحد يملي علينا موقفا".

دحلان وانقلاب تركيا                                                                                         

ظهر دور الامارات ورجلها دحلان في انقلاب تركيا، حينما نقل رئيس تحرير موقع "ميدل إيست آي" البريطاني الشهير ديفيد هيرست، عن مصادر في المخابرات التركية قولها إن "محمد دحلان هو المتهم الرئيسي في التواصل مع فتح الله كولن"، وأن "الإمارات تعاونت من خلال محمد دحلان مع بعض الشخصيات داخل تركيا لتدبير انقلاب ممن لهم علاقة بكولن".

ولفتت المصادر المخابراتية إلى أن "دحلان نقل الأموال إلى كولن عبر رجل أعمال فلسطيني مقيم في الولايات المتحدة"، مؤكدة أن هذا الرجل معروف للمخابرات التركية.

كما أكدت أن "الإمارات سخرت قناتي سكاي نيوز، والعربية لأجل الانقلاب في ليلة 15 يوليو وكان عنوانهما الرئيسي أن الانقلاب قد نجح"، وهو ما اثار سخرية لبث اخبار كاذبة عن نجاح الانقلاب وهروب أردوغان ومقتل رئيس أركانه.

وبحسب مصادر "ميدل ايست آي"، فإن أبو ظبي شعرت بالرعب في أعقاب فشل الانقلاب وأطلقت عملية للنأي بنفسها عن دحلان، والتبرؤ من اتصالاته التي أجراها مع مدبر المحاولة الانقلابية فتح الله غولن.

قبل هذا وفي 19 يناير الماضي نشرت مجلة «جارتشك حياة» التركية، تقريرًا يفيد بوجود مخطّط انقلابي متعدّد الجنسيات ضد الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان»، وذكرت المجلة أن الإمارات، بدعم من روسيا وإيران، وبإشراف دحلان، هي من يقود هذا الانقلاب.

وسبق أن بثت قناة "مكملين" تسجيلا لدحلان يتحدث خلاله أمام حلف الناتو برئاسة الولايات المتحدة، ويحرض ضد تركيا متهما إياها بدعم تنظيم داعش وتمرير المقاتلين والسلاح إلى سوريا، في محاولة تحريض واضحة ضد تركيا في المحافل الدولية.

دحلان وانقلاب ليبيا.

ويعد التدخل الاماراتي لدعم "سيسي ليبيا" عبر دحلان هو المخطط الأقوى والاقدم الذي لا تزال حلقاته مستمرة، كانت اخر حلقاته هي خرق قرار مجلس الامن بعدم تزويد الانقلابي "حفتر" بالسلاح، ورشوة قبائل لبيبة لتسمح له بالتقدم نحو الهلال النفطي دون قتال، وترفيعه – مثل السيسي – الي منصب مشير بعد قفزه من لواء الي فريق أول الي مشير.

حيث كشفت حكومة طرابلس وصحف غربية أن سيسي مصر والامارات اتفقوا مع سيسي ليبيا (حفتر)، على توفير السلاح والجنود اللازمين له، وتسهيل زيارة له الي روسيا للحصول على السلاح واتفاقه مع تشاد بتزويده بالمرتزقة، وكذا من متمردي دافور السودانية مقابل المال.

وتزامن هذا مع التنسيق الاماراتي – الفرنسي من أجل محاربة ما يسمي الارهاب في أفريقيا، ومنع صعود الإسلاميين في دولها، والكشف عن غرفة عمليات فرنسية داخل قاعدة فرنسية "بنينا" الجوية في مدينة بنغازي، بها خبراء عسكريين من الامارات.

وقد أشار راديو فرنسا بوضوخ إلي ان حلفاء حفتر هم الامارات والقاهرة اللذان يحاربان الإسلام السياسي ودعما حفتر عسكريا، وأنهما دعما تحالفه مع تشاد في الجنوب، حيث حصل بعد زيارته الاخيرة لها، وهي الثالثة منذ 2014، علي العديد من المقاتلين التشاديين ليقاتلوا داخل جيش خليفة حفتر.

وفي سبتمبر الجاري أكد الكاتب البريطاني ديفيد هيرست، أن مصر والإمارات تحاولان جاهدتين الحيلولة دون وصول الإسلاميين إلى السلطة في ليبيا، رغم أن حكومة الوفاق ليست إسلامية، وتحاولان إسقاطها لمجرد أن الجماعات المسلحة المحسوبة على الإسلاميين خضعت لسلطتها.

وأضاف هيرست، "إن مصر والإمارات تعملان على اقتطاع دويلة تابعة لهم في المناطق النفطية في شرق ليبيا، بينما ينهمك باقي الليبيين في قتال تنظيم الدولة"، أما لماذا المناطق النفطية فهذه قصة اخري تشير لرغبة الامارات التي تستهلك حاليا اخر احتياطاتها النفطية في الحصول على مركز لإمدادها بالنفط، وتعويض إنفاقها على قوات المتمرد "حفتر".

الكاتب