" الصورة الكاملة للانقلاب في الإمارات "

" الصورة الكاملة للانقلاب في الإمارات "

 

في عام ٢٠٠٩ كنت مسئولاً  في حكومة الإمارات، وحدث صراع بيني وبين جهاز أمن الإمارات بشأن بعض القضايا ، فاجتمعت بوزير الدولة لشئون مجلس الوزراء وسلمته خطابا موجها إلى الشيخ محمد بن راشد رئيس مجلس الوزراء عبرت فيه عن قلقيّ الشديد على مستقبل الإمارات في ظل التوغّل الأمني الحاد في كل قطاعات المجتمع المدني، وقلت ما قلت آنذاك وأهم ما فيه :”إن لم يتم تقنين دور جهاز أمن الدولة ومحاسبته فلسوف يعتقل الشيوخ ويرهب المسئولين وقد تم!! عبر اعتقال أحد أعضاء أسرة القواسم الحاكمة الشيخ سلطان بن كايد القاسمي رئيس دعوة الإصلاح فك الله أسره ، فاعْتقال رئيس دولة الإمارات عبر فرض الإقامة الجبرية عليه ثم الانقلاب عليه.

أكتب هنا وأشعر بالأسى حول الهوان والرعب الذي يلف شعب الإمارات فلا يقف أحدهم إزاء تلك العملية الانقلابية الغادرة بحق رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد الرجل الطيب المحبوب من قبل شعبه، الذي لولا أنه عارض توجهات الجناح العسكري الغربية في الإمارات لما تم الانقلاب عليه، وإنّ نجاح الانقلاب وتنصيب الشيخ محمد بن زايد رئيسا للدولة يعني نقلة نوعية في حكم الإمارات من عصر المشيخة إلى عصر حكم العسكر لا فرق بينه وبين انقلاب السيسي.

أزعم ذلك لأن العسكر أصبح هو الذي يسيطر على مقاليد الحكم في الإمارات، وقادتهم وأفراد العسكر يتقلدون أرفع المناصب السياسية والاقتصادية والاستثمارية والتربوية والاجتماعية وغيرها، تحضيرا لاكتمال المشهد بحكم البلاد عبر القائد الفريق أول الشيخ محمد بن زايد.

توفي الشيخ زايد رحمه الله عام ٢٠٠٤م فكان أول رئيس لدولة الإمارات العربية المتحدة ، وقبل وفاته بسنتين ونصف مرض ومن الطبيعي أن يتقلص حضوره الشعبي والإعلامي علي غير عادته،وبالرغم من هذا ظل يتواصل مع بعض المسئولين ويستقبل الزوار في مقر إقامته المعروف، وأحيانا فجأة يتجول بسيارته الخاصة بين أفراد الشعب،،وهذا الذي يتم في أغلب دول العالم ذلك لأن رئيس الدولة منصبه سيادي وقومي ويعد ملكية عامة فمن حق الشعب أن يطّلع على حالة رئيسه الصحية وواجب على الحكومة أن تطلعهم على الحقيقة.

من المفيد هنا أن نستعيد ذاكرتنا في عام ٢٠٠٣م قبل وفاة الشيخ زايد بعام، حينما تم محاصرة مقر مرضه من قبل بعض أبنائه أيضا بقيادة الشيخ محمد بن زايد! فصدرت بتاريخ ٣٠ نوفمبر ٢٠٠٣م مراسيم استثنائية أقْلقت الشارع أهمها تعيين الشيخ محمد بن زايد نائبا لولي العهد ويتولى منصب ولاية العهد حين خلوّه ليتخطى أخيه الأكبر سلطان، وهو المرسوم الذي أربك نظام الحكم المتعارف عليه في الإمارات وأفرز احتقانا بين أفراد آل نهيان.

نجحت المحاولة الأولى فتكّرر المشهد ولكن بمذاق عسكري أمني  شديد التعقيد والاستبداد، ذلك أنه تم التحضير له أثناء ثورات الربيع العربي عام ٢٠١١ م ،لأسباب كثيرة  أهمها الخلاف الناجم بين سياسة  الرئيس خليفة بشأن التعامل مع ثورات الربيع العربي وتوجهات محمد بن زايد المتحفز للحكم.

نتابع الأحداث ونتساءل لماذا يمتنع الشيخ خليفة على غير عادته عن التواصل مع شعبه والإعلام لمدة تزيد عن ثلاث سنوات متتالية وهو الرئيس صاحب النفوذ والصلاحيات المطلقة القائد الأعلى للقوات المسلحة، وظل في منصب ولاية العهد لمدة  ٣٣ سنة دون أن يعتذر عنها، ومرض خلال فترة ولايته للعهد لكنه لم يكن ليمتنع عن التواصل مع شعبه.

من الطبيعي إذا أن يفرز هذا المشهد الغامض عددا من التكهنات والتحليلات فمنهم من زعم بأنّه توفي، ومنهم من أكد بأنّه تم الطلب منه التخلي عن الحكم فرفض فتم إخضاعه للإقامة الجبرية ، ومصادر ذكرت بأنه تعرض لحقنة صهيونية سامة شبيه بالتي اغتالت الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات والمحاولة الفاشلة لاغتيال خالد مشعل رئيس حماس، والتي نقلت عبر دحلان المستشار الأمني للشيخ محمد بن زايد ومؤشرات هذا السم مكشوفة أهمها الموت البطئ لأعضاء الجسم مع فقدان الوعي والتركيز والاستسلام للخصم.

مصادرنا في الداخل ماذا تقول؟

  • حالة وفاته مستبعدة لأنها تحقق غاية خصومه وبالتالي لو تمت الوفاة لسارع نظام الإمارات بإعلان الوفاة والحداد، وهنا يتخلص النظام من أرق يومي وإحساس بالذنب
  • من المؤكد أنه يخضع للإقامة الجبرية “اختفاء قسري” ومحظور عليه التواصل مع العالم المحلي والخارجي ، وذلك لأسباب كثيرة أهمها عدم الكشف عن طبيعة مرضه واختفائه عن الشعب والإعلام المرئي ومنع الزيارات الداخلية والخارجية بكافة مستوياتها.
  • ظهور الشيخ خليفة بلحية بيضاء وبدت عليه ابتسامه شبيهة بابتسامة ياسر عرفات أثناء مرضه ثم منعه بعد ذلك كليا عن الإعلام المرئي يعزز من مشهد إخضاعه  لجرعة سامة إسرائيلية المنشأ للسيطرة عليه ثم التخلص منه وعزله عن الحكم.
  • معلومات تؤكد أن انقلابا أبيضا تم بتاريخ ٢١ فبراير ٢٠١٥ بمباركة أمريكية وبريطانية وبعلم حكام الإمارات، والسلطة رجحت عدم الإعلان الرسمي نظرا لتحفظ بعض الحكام على إعلان الخلع والإنقلاب وخشية الانتقاد من قبل المعارضين لسياسات النظام.
  • أصر الانقلابيين على تأكيد انقلابهم عبر تغيير مسمى قائد الانقلاب من درجة أولياء العهود” سمّو الشيخ” إلى درجة الحكام ورئيس الدولة “صاحب السمو محمد بن زايد.

مراحل وخطوات الانقلاب :

  • بداية أعتقد أن الانقلاب في الإمارات عقوبة ربانية تعرض لها شعب الإمارات لسببين أولهما حينما صمت على مشاهد الاستبداد والظلم منذ عام ١٩٩٢ ثم صمته بعد ذلك على مشاركة الجناح العسكري في الإمارات بالانقلاب على مرسي الرئيس المصري المنتخب.
  • جب أن نربط بين حدثين مهمين في الإمارات كانا الأسوَأين في تاريخ سياسة الإمارات، الأول  في عام ١٩٩٢م عام تأسيس معهد الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية بإدارة الدكتور جمال سند والذي كان له الفضل في توسيع نفوذ محمد بن زايد تمهيدا لاستلام الحكم، وتم ذلك عبر توطيد العلاقات مع المخابرات الأمريكية، وثانيا توطيد العلاقات مع إسرائيل عبر تعيين محمد دحلان عام ٢٠١٢م.
  • في الأعوام ( ٢٠١٣ ، ٢٠١٤، ٢٠١٥م ) دشن الشيخ محمد بن زايد مشروع تسويق نفسه كرئيس للدولة عبر سيطرته على الإعلام الرسمي، وأعلم المقربين منه برغبته بتسلم الحكم ، فعقد اجتماعات مع الرئيس الأمريكي ومسئُولين بريطانيين والسّيسي وملك الأردن وسلطان عمان وأمير قطر وملك السعودية وغيرهم من الرؤساء والمسئُولين في العالم.
  • خلال تلك المرحلة تم العرض على الشيخ خليفة التنازل عن الحكم أسوة بما تم في قطر لكنه رفض وعليه تم إقرار”الخطة ب” عزله بدواعي المرض ومن ثم إخضاعه للإقامة الجبرية.
  • شعورا منه بالذنب وبتأْنيب الضمير لاضطّراره على الخضوع لمشروع الإنْقلاب، مابَرح الشيخ محمد بن راشد في العامين ما قبل الانقلاب بمناسبة ذكرى جلوس الشيخ خليفة يغرّد بوسم سماه “شكرا خليفة”ودعي الشعب لتقديم الشكر والعرفان للشيخ خليفة!ويشير ذلك إلى حفلات وداعية لحكم الشيخ خليفة للبلاد.
  • تاريخ ٢٥ يناير ٢٠١٤م قام الشيخ عبدالله بن زايد عبر حسابه في “تويتر” بتهيئة الرأي العام عبر الدعاء للشيخ خليفة بالشفاء بسبب تعرضه لوعكة صحية لا يُعلم ماهي؟!! وتبعه بالتغريد وزير الدولة معالي أنور قرقاش، واستقبلت الحكومة التمنيات له بالشفاء من الرؤساء والمسئولين حتى من الهارب قذاف الدم المبعوث الشخصي للقذافي أثناء زيارته للإمارات  عام ٢٠١٤م، وغاية المسئولين الإماراتيين من ذلك تبرير الانقلاب الذي سيتم قريبا وإظهار  للرأي العام أن الشيخ خليفة مازال معلولا ولا يقوى على تولي مقاليد الحكم.
  • ي ذات الشهر من ٢٠١٤م  ولامْتصاص استنكار الشارع والإشاعات بشأن وضع خليفة، صرح الفريق أول الشيخ محمد بن زايد عبر تغريدة في “تويتر”! بأن صحة رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد مطمئنة، وأن حالته الصحية مستقرة بعد إجراء الجراحة وهو الآن يتعافى من الوعكة الصحية التي ألمت به، ولكنه لم يخرج على شعبه.
  • ضمن مشروع تهيئة الرأي العام بتاريخ ٥ يوليو ٢٠١٤م تم إدخال رئيس الدولة فجأة في مستشفى مغمور في منطقة العين “توام” لإجراء عملية جراحية له دون التصريح عن طبيعتها! على غير عادة الشيوخ الذين يجرون عملياتهم في الخارج! ولم يزره أحد سوى الشيخ محمد بن زايد!
  • عد ٣ أعوام من مشروع  الانقلاب وتهيئة الرأي العام وبتاريخ ٢٢ فبراير ٢٠١٥م، تم استغلال مناسبه “ايديكس”معرض ومؤتمر الدفاع الدولي الذي يحضره الرؤساء وكبار مسئُولي الدول لتدشين تولي الحكم بشكل فعلي وتم تغيير اسم محمد بن زايد قبل يوم من المؤتمر من “سمو الشيخ” إلى “صاحب السمو الشيخ “نفس مسمى رئيس الدولة الشيخ خليفة.
  • لم يحضر ولم يفتتح المؤتمر رئيس دولة الإمارات بالرغم من تصريح الشيخ محمد بن زايد في يناير من العام الماضي أن الرئيس بحالة صحية مستقرة
  • م ترهيب وتهديد كل من يُخالف الإنقلاب ويعترض عليه سواء من الحكام أو أبناء الشيخ زايد ، فقد يتعرض المخالف للتجميد أو الخلع من الحكم أو الاعتقال ولذا آثر الجميع السلامة حكاماً وشيوخاً ومواطنين.
  • تاريخ ٧يونيو ٢٠١٦ وبعد ثلاث سنوات ونصف تقريبا من الغياب ذكرت وكالة أنباء الإمارات أن الرئيس خليفة بن زايد غادر البلاد في زيارة خاصة دون ذكر الجهة! ذلك لأن الرئيس تعود أن يغادر الدولة في الصيف وعدم مغادرته سيعزّز من اتهام الإقامة الجبرية !   والمُغادرة والعودة بعد ثلاثة أشهر لم تشهد تغطية إعلامية حية ولا استقبال رسمي من مسئُولي الدولة سوى الشيخ محمد بن زايد.
  • تم الاستعانة لدعم مشروع الإنقلابات في الإمارات وغيرها بخبرات عالمية وعربية منها بلير ودحلان ومخابرات القوات المسلحة وجهاز أمن الدولة وبعض المسؤولين المقربين و تسويات مالية ضخمة مع بعض الدول والحكام لشراء صمتهم.

لماذا يصمت الجميع ؟

  • صمت المسئولين الإماراتيين لأسباب عديدة منها الخوف والترهيب الأمني وهذا حال سواد الشعب ، والتهديد بزوال الحكم وهو حال ضعاف حكام الإمارات ، وأخيرا الحاجة إلى علاج الأزمة المالية التي يتعرض لها البعض كَحاكم دبي مثلا.
  • أسباب الصمت العربي عديدة منها أن بعض الأنظمة العربية  لديها نفس الأطماع بالقفز على السلطة ونجاحها في الإمارات مؤشر قوي على دنو غاياتهم، وبعضها انقلابية كما هو حال السيسي وبعضها صمتت بفعل المال.
  • ما الصمت الدولي وبخاصة الغربي منه فقد تم بناء على تسويات وتنازلات من قبل انْقلابي الإمارات منها صفقات ماليّه واستثمارية ودعم بعض الأنظمة الإرْهابيه مثل بشار والسيسي وإقامة علاقات دبلوماسية مع العدو الصهيوني حيث تم فتح سفارة صهيونية بحجة بعثة تحت مظلة الوكالة الدولية للطاقة المتجددة ”إيرينا” بعد الانقلاب بقليل ديسمبر ٢٠١٥.

 

 

أسباب الانقلاب على الشيخ خليفة :

  • بعد تعيينه مباشرة رئيسا لأركان القوات المسلحة في عام ١٩٩٢م أسس الشيخ محمد بن زايد أول قاعدة عسكرية أمريكية في الإمارات وذلك الذي يخالف توجّهات الشيخ خليفة القومية.
  • في عام ١٩٩٢ أبّان حكم الشيخ زايد تم تعيين الدكتور جمال سند مديرا لمعهد الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية وكان له دور كبير في تقريب وجهات النظر بين المخابرات الأمريكية وشخصية محمد بن زايد دون علم الشيخ خليفة.
  • زاد من حدة الخلاف هو فرض ولاية العهد على الشيخ خليفه، ذلك أنه في عام ٢٠٠٣م وقبل وفاة الشيخ زايد بعام وأثناء مرضه أصدر مرسوما بتولي الشيخ محمد بن زايد ولاية العهد في حالة خلو المنصب.
  • خلافه مع محمد بن زايد في طريقة تعاطيه مع ملف الإخوان المسلمين في الإمارات وملفي سلطنة عمان ودولة قطر وملف ثورات الربيع العربي وبخاصة مصر.
  • خلافه مع محمد بن زايد في طريقة إدارته لملف المطالبين بالإصلاحات والحريات في الإمارات “عريضة ٣ مارس ٢٠١١”، وأشار إلى ذلك مبكرا موقع “ميدل إيست اي” حيث ذكر بأن هناك انقلابا في الإمارات عام ٢٠١١م  لنفس الأسباب.
  • أثناء ثورات الربيع العربي ٣٠ يناير ٢٠١٢ استقبل الشيخ خليفة بن زايد الرئيس التركي آنذاك عبدالله جول استقبالا رسميا حافلا وأكد على أهمية إقامة علاقات متميزة ودعا الجانبين لنقلة نوعية بين البلدين الصديقين مما أزعج ذلك الشيخ محمد بن زايد.
  • في ديسمبر ٢٠١٢م  استقبل الشيخ خليفة أمير دولة قطر في ظل تحفظ الشيخ محمد بن زايد على هذه الزيارة.
  • أصدر الشيخ خليفة  عددا من المراسيم التي أزعجت الشيخ محمد بن زايد، وبخاصة بشأن دائرة المالية التابعة لحكومة أبوظبي التي كانت تحت إدارة خليفة المباشرة عبر إبنه محمد بن خليفة قبل إقالته بعد الانقلاب.
  • في ديسمبر  ٢٠١٢ تم تعيين دحلان وعارض ذلك الشيخ خليفة فتم تعديل مسماه إلى مستشار نائب رئيس الدولة.
  • مشاركة محمد بن زايد في الانقلاب على الرئيس مرسي عام ٢٠١٣م  واستشهاد كثير من المواطنين في حرب اليمن صعد من حدة الخلاف ومن قبل مشاركة محمد بن زايد في انقلاب عمان.
  • رفض خليفة التنازل عن سياساته بشأن بعض القضايا الداخلية والخارجية، كما رفض التنازل عن الحكم طوعا مما دفع الشيخ محمد بن زايد إلى إقرار مشروع العزل والإقامة الجبرية.
  • برنامج الشيخ خليفة للتمكين السياسي بدأ منذ عام ٢٠٠٥ وغايته إقامة انتخابات مباشرة حرة  بشكل كامل، فكان يخالف توجهات محمد بن زايد.
  • عارض الشيخ خليفة الاعتقالات السياسية التي تتم بحق المواطنين والعرب والأجانب وبجميع أشكالها،فكانت هي البداية الحقيقية لتقليص نفوذ الشيخ خليفة في الحكم.

 

نتائج الانقلاب :

  • بعد الانقلاب قام محمد بن زايد بإعادة تشكيل المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي وأبعد كل من يشكل تهديدا له وبخاصة أبناء رئيس الدولة والمقربين منه.
  • قام بتعيين إبنه الشاب خالد بن محمد بن زايد لواء ورئيسا لجهاز أمن الدولة بمرسوم صادر باسم الشيخ خليفة المختفي! والجهاز كان له دور كبير في الإقامة الجبرية التي يتعرض لها الشيخ خليفة.
  • استمر بإصدار المراسيم والخطابات والتهاني وغيرها باسم رئيس الدولة المعزول.
  • عزز من القبضة الأمنية في الإمارات وصعد من مشاهد الترهيب والتنصت والتحقيق مع المواطنين والمقيمين وخصوصا المخالفين لِتوجهاته،كما استمر في إخضاع رئيس البلاد للإقامة الجبرية.
  • استفرد بالشارع الإماراتي  فكثّف من لقاءاته الميدانية مع الشعب وزاد من تواضعه للمواطنين لكسب وده، والتغطية على إخفاقاته السياسية والعسكرية.
  • عد عزل الرئيس أضحى يمتلك صلاحيات مطلقة ونفوذ واسع في أرجاء الدولة واتخذ لذلك قرارات جريئة استراتيجية منها سياسية واقتصادية ومالية و خدمية وعسكرية،غالبا من تلحق الضرر الكبير بمستقبل البلاد.

نوجز ما سبق فنقول الكشف عن وضع رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة أمر منطقي وفريضة شرعية وحق دستوري وواجب قومي ،فإما أن يكون مريضا لا يقوى على الحكم فيعتذر ويصدر مرسوما بتكليف أحداً غيره لإدارة البلاد ،أو أن يكون تحت الإقامة الجبرية فلا يتحمل تاريخيا وقانونيا عواقب تلك المراسيم التي تصدر باسمه فهي باطلة وهو منها براء.

وعليه فما لم يحدث العكس فيخرج الشيخ خليفه لشعبه ليعلن موافقته على هذا المشهد المحير،أو أن يتم عرض حالته الصحية على فريق طبي مستقل ليكشف حقيقة مرضه، ومالم يتم ذلك فإنا نجزم أن الانقلاب قد وقع والعزل تم والإقامة الجبرية سارية المفعول، وما لم ينتفض الشعب للدفاع عن رئيسه الشرعي  وقانونه ودستوره، فأخشى ما أخشاه أن يحولهم صمتهم هذا من شركاء في الوطن إلى مستخدمين ويتحول قادة الانقلاب من ظلمه إلى طواغيت .

الكاتب