التأمين الصحي في الإمارات بميزانية " صفر " بحلول عام 2017

التأمين الصحي في الإمارات بميزانية " صفر " بحلول عام 2017

أكدت وزارة الصحة ووقاية المجتمع أن ميزانيتها المخصصة لعام 2017 غير مدرج فيها أي مخصصات لتطبيق نظام التأمين الصحي للمواطنين، مؤكدة أنه حتى الآن لم يتم تحديد الجهة التي ستتولى إدارة منظومة التأمين الصحي وتتحمل ميزانيته.

وأوضحت الوزارة في تقرير برلماني صادر عن المجلس الوطني الاتحادي، أنها تواجه ثلاثة تحديات في الفترة الحالية تتمثل في «قلة الميزانية المرصودة والمخصصة للتعيينات، وقلة عدد الكوادر المتخصصة في الوزارة، واستغراق إجراءات التعيين وقتاً طويلاً للموافقة».

وتقدر ميزانية وزارة الصحة ووقاية المجتمع المعتمدة للعام الجديد، بإجمالي أربعة مليارات و226 مليوناً و942 ألف درهم، وُجّهت إلى قسمين، الأول ثلاثة مليارات و981 مليوناً و723 ألف درهم (مصروفات)، وتشمل مليارين و596 مليوناً و402 درهم تعويضات للموظفين (رواتب وأجور)، بجانب مليار و385 مليوناً و321 ألف درهم، مستلزمات سلعية وخدمية وإعانات، بينما خصص القسم الثاني للأصول، بإجمالي 245 مليوناً و219 ألف درهم.

و أفادت وزارة الصحة ووقاية المجتمع بأنه تم تشكيل لجنة بتوجيه من المجلس الوزاري للخدمات، برئاسة وزارة المالية، وعضوية كل من وزارتي الصحة والعدل، وهيئتي الصحة في أبوظبي ودبي، لوضع مشروع قانون اتحادي خاص بالتأمين الصحي للمواطنين، إلّا أنه لم يصدر حتى الآن، ولم يتم تحديد الجهة التي ستتولى إدارة منظومة التأمين الصحي وتتحمل ميزانيته، كما لم يتم رصد أي مبلغ للتأمين الصحي في ميزانية الوزارة لعام 2017، والميزانية المرصودة تحت بند التأمين الصحي، مخصصة للموظفين غير المواطنين العاملين في الوزارة.

وأكدت الوزارة، في التقرير البرلماني، أهمية التأمين الصحي للمواطنين، خصوصاً بعد أن أصدرت بعض إمارات الدولة وثائق تأمينية لمواطنيها، علاوة على أهمية هذا الأمر في ظل صدور المرسوم بقانون اتحادي رقم 16 لسنة 2016، بشأن إنشاء مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، الذي يتيح للمؤسسة فرض رسوم على الخدمات التي تقدمها عند إدارتها للمرافق الطبية الحكومية، إلّا أنها كشفت عن أن ميزانيتها المعتمدة للعام الجديد 2017، لم تحتوِ إلّا على برنامج واحد، وبمبلغ محدود لا يتناسب وحجم المشروع.

وأشار التقرير إلى أنه توجد بعض المراكز الصحية الخارجية «لا تعمل فعلياً بسبب عدم جاهزيتها من حيث الكوادر والأجهزة الطبية، مثل مستشفى راشد بن عمران في رأس الخيمة، الذي استلمته الوزارة من وزارة شؤون الرئاسة، لكن لم يعمل فعلياً حتى الآن».

وأكدت الوزارة أن وجود سقف محدد سلفاً للميزانية من قبل وزارة المالية يشكل تحدياً حقيقياً، قائلة إن «الوزارة لم تحصل في موازنة 2017 إلّا على 40% من الميزانية المطلوبة للأعوام الأربعة المقبلة (2017 ــ 2021)، وسيتم الحصول على بقية الميزانية على فترات، بحسب اتفاق تم مع وزارة المالية، والفرق بين الميزانية السابقة والحالية يزيد بنحو 450 مليون درهم ميزانية 2017، أما بخصوص تشغيل مستشفى راشد بن عمران، فقد تم وضع ميزانيته من ضمن ميزانية المشروعات الجديدة، وتم رفعها إلى وزارة المالية في نهاية عام 2015، ونظراً إلى ارتباط الوزارة بسقف الميزانية، لم تقم بأي إجراء في هذا الجانب».

وكشفت الوزارة عن أن أبرز التحديات التي تواجهها، في الفترة الحالية تتمثل في «قلة الميزانية المرصودة والمخصصة للتعيينات، وقلة عدد الكوادر المتخصصة في الوزارة، واستغراق إجراءات التعيين وقتاً طويلاً للموافقة».

وعبر مواطنون عن استغرابهم لهذا الوضع، في الوقت الذي تؤكد فيه القيادة على رؤية 2017 ومحورها الإنسان، وإعلام عام الخير، وتصريحات ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد لدى لقائه الثلاثاء (27|12) وفدا من هيئة أبوظبي للإسكان والتي أكد فيها أولوية ومحورية رفاهية الإنسان الإماراتي وتحسين نوعية حياته وتقدمها باعتبار هذه المستهدفات ركيزة مسيرة التنمية في الدولة والتي سوف تحقق الاستقرار بشتى مجالاته.

ورغم كل هذه التأكيدات والالتزامات فإن الوزراء عادة لا يرتقون لمستوى الأحداث والأهداف وخاصة في ميداني الصحة والتعليم كما تثبت التقارير الميدانية اليومية عن أداء هاتين الوزارتين.

الكاتب