اعلامي مصري يهاجم بلاده لدعمها دحلان مجاملة لابوظبي

اعلامي مصري يهاجم بلاده لدعمها دحلان مجاملة لابوظبي

انتقد  رئيس تحرير صحيفة “المصريون” المصرية جمال سلطان سماح سلطات بلاده انعقاد مؤتمر للقيادي الفلسطيني المفصول من حركة فتح والهارب محمد دحلان في القاهرة بشأن “الخطاب الديني”، معتبرا أن القاهرة أخطأت عندما  سمحت بهذا المؤتمر مجاملة لأبوظبي.

وقال سلطان في مقاله الذي حمل عنوان :” دحلان يناقش في مصر قضية الخطاب الديني؟!” : “في مطلع هذا  الأسبوع عقد مؤتمر فكري وسياسي في منطقة العين السخنة على خليج السويس لأنصار القيادي الفلسطيني المثير للجدل والمفصول من منظمة فتح “محمد دحلان” ، وكان المؤتمر بعنوان بالغ الغرابة وهو “تجديد الخطاب الديني وقضية فلسطين”، وهو ابتذال وابتزاز، فهو ابتذال لقضية فكرية عميقة تتعلق بالفكر الديني في مصادره وأسسه وقواعد أصول الفقه وقواعد الاعتقاد وتنزيل أحكامه على الواقع المتغير الجديد ، وهي قضية تعالجها بالأساس المجامع العلمية والمفكرون المسلمون المتخصصون ، وليست ساحات الجدل السياسي والصراعات والاستقطابات الحزبية ، على النحو الذي يعرفه الكافة في الخصومات بين محمد دحلان وقيادات فلسطينية عديدة” .

وتابع سلطان: “هو ابتزاز لقضية تجديد الخطاب الديني ، بمحاولة إلصاقه بتعسف كوميدي بقضية فلسطين، ويبدو أن  البعض ما زال قابعا هناك قبل عقود من السنين عندما كانت قضية فلسطين هي باب المتاجرة السياسية من الأحزاب والحكومات والرؤساء ، وكل مغامر أو منقلب أو قافز على السلطة في بلده يتمسح بربط فعله بقضية فلسطين ، قبل أن يكتشف الجميع ـ بعد عمر طويل ـ أنه كان صديقا مخلصا لإسرائيل وخير عون لها على تحقيق أهدافها وتمديداتها في المنطقة “.

وأردف الإعلامي المصري: “مؤتمر محمد دحلان ، وهو مستشار أمني للشيخ محمد بن زايد نائب رئيس الإمارات ، والحاكم الفعلي لها ، يأتي بعد أيام من منع السلطات المصرية دخول القيادي الفلسطيني المعروف جبريل الرجوب ، أهم خصوم محمد دحلان ، إلى مصر ، وهو مسئول فلسطيني رفيع ، وليس مجرد شخص عادي ، وتم إعادته من مطار القاهرة إلى عمان بطريقة مهينة ، ثم عقد المؤتمر بعد ذلك الذي حضره أنصار دحلان ، كما حضره دحلان نفسه بطبيعة الحال ، وتحدث إلى أنصاره في العين السخنة ، كما شارك في المؤتمر الشيخ أسامة الأزهري ، المستشار الديني الخاص للرئيس عبد الفتاح السيسي”.

وأشار سلطان أن الملف الفلسطيني، “ملف يحتاج إلى حكمة وبعد نظر وقدرة عالية على بناء جسور الثقة مع كل الأطراف الفلسطينية”، مؤكدا أن “مجاملة “أبو ظبي” لا ينبغي أن تكون على حساب تلك المصالح الاستراتيجية لمصر ، ولا معنى لأن تصطف مصر مع شخص مثل محمد دحلان ، يحظى بكراهية شديدة في أغلب الأوساط الفلسطينية ، ودخل في صراع مسلح مع خصومه الفلسطينيين داخل فلسطين وخارجها”.

ورأى سلطان، أن “مصر أكبر من أن تنحاز لقائد ميليشياوي مثل محمد دحلان ، لا بأس أن تكون هناك جسور تواصل معه ، باعتباره رقما ، ولو محدودا في الملف الفلسطيني ، ولكن لا معنى أن تنحاز إليه السلطات المصرية بهذه الطريقة وتضخم شأنه وترهن مصالحها الكبيرة به”، وفق نهايات مقال سلطان.

الكاتب