الكاتب الفرنسي آرنود ديلاندي .. هكذا دعمت الامارات " حفتر "

الكاتب الفرنسي آرنود ديلاندي .. هكذا دعمت الامارات " حفتر "

في مقال لموقع "ميدل إيست آي" البريطاني ، بقلم الكاتب الفرنسي آرنود ديلاندي ، أوضح فيه الدور الاماراتي المشبوه في ليبيا وحقيقة دعمها لقائد الانقلاب " حفتر " .

وتحدث المقال عن هجوم قوات حفتر على مقاتلي سرايا الدفاع عن بنغازي وتحالف حرس المنشآت البترولية، "الذي استطاع فيه السيطرة على معظم المدن الساحلية بالقرب من محطات النفط قبل ذلك بعشرة أيام، وترك هذا الهجوم المضاد السريع الناجح المراقبين متشككين؛ كيف يمكن لجيش خسر منطقة كاملة في أيام قليلة أن يستعيدها بسرعة كبيرة".

وقال ديلاندي إن "هناك أسبابا عديدة لفشل حفتر في احتواء الهجوم على محطات النفط في البداية، فعلى غير شاكلة المحاولة الأولى في ديسمبر 2016، استطاعت سرايا الدفاع عن بنغازي وحرس المنشآت البترولية تحريض بعض المليشيات من مصراتة، بما في ذلك لواء المرسى، وهذا هو السبب الأول".

ويوضح أن "السبب الثاني هو قدوم قافلة سرايا الدفاع عن بنغازي وحرس المنشآت البترولية من بلدة زيلا من الصحراء، حيث كانت سرايا الدفاع عن بنغازي متمركزة فانضمت إلى الهجوم بسرعة، وهاجمت عدة مواقع لجيش حفتر، الذي كان محدودا في العدد، خاصة في درنة، فكان الهجوم مفاجئا، وواضح أن الطائرات دون طيار التابعة للإمارات لم تكتشف القافلة القادمة من الصحراء".

أشار إلى أن "السبب الآخر لفشل الجيش الوطني الليبي هو نقص الدعم الجوي بسبب الاستنزاف الكبير في القوات الجوية الليبية، والمزودة بطائرات عمرها 30 عاما، وكانت طائرة (ميغ 23) أسقطت في قنفودة في بوصنيب في يناير، بالإضافة إلى طائرتي هليكوبتر روسية من نوع (مي-35)، واحدة منهما تركت في راس لانوف".

وينوه ديلاندي إلى أن "سلاح الطيران الذي يقوده حفتر ليس لديه سوى خمس طائرات (ميغ 21) و(ميغ 23) وبعض طائرات الهليكوبتر من نوع (مي-8) و(مي-35) لمقارعة سرايا الدفاع عن بنغازي وحراسة المنشآت النفطية، أما الطائرات التي أرسلتها روسيا في شهر  فبراير، فلم تتم إعادة تجميعها بعد، ويبدو أن الطيران الإماراتي في قاعدة الخادم الجوية في المرج لم يتدخل".

ويذكر الكاتب أنه "بعد عشرة أيام وعدة هجمات مضادة، استطاعت مليشيات حفتر السيطرة على المدن واحدة تلو الأخرى، بالإضافة إلى المطار في راس لانوف، وأدى الدعم الجوي دورا حاسما، حيث وجه عدة ضربات بعضها كان دقيقا جدا خلال ليلة 13-14 مارس".

ويتساءل ديلاندي: "كيف يمكن لجيش ليست لديه سوى خمس طائرات قديمة أن يقوم بهذا العمل الكبير خلال 10 أيام بعد خسارة مساحات واسعة؟ وكيف كان بإمكان طائرات بهذا العمر القيام بهذا العمل كله دون صيانة مكثفة كانت ستخرج الطائرات من الخدمة؟".

مساعدة أبوظبي والقاهرة                                                

ويذهب الكاتب إلى أن "الفرضية الوحيدة المعقولة هي أن الجيش الوطني الليبي استفاد من مساعدة الإمارات أو مصر أو كلاهما، فمنذ بدايات عملية الكرامة التي أطلقها حفتر في مايو 2014، وعملية فجر ليبيا، الهجوم المضاد الذي أطلق في  أيلول 2014، من تحالف من الإسلاميين والمليشيات المحلية، دعمت مصر حكومة طبرق وحفتر، وفي  أغسطس 2014، قامت طائرات غير محددة الهوية بقصف المعسكر في وادي الربيع ومخزن للذخيرة تابع للواء حطين، وهو مليشيا تقاتل للسيطرة على العاصمة الليبية بالقرب من مطار طرابلس الدولي".

ويفيد ديلاندي بأنه "بعد ذلك بأسبوع قالت صحيفة (نيويورك تايمز) بأن أربعة مسؤولين أمريكيين بارزين أكدوا أن مصر والإمارات قامتا بغارتين جويتين سرا ضد المليشيات المتحالفة مع الإسلاميين، الذين كانوا يقاتلون للسيطرة على طرابلس، أما مصر والإمارات فأنكرتا تدخل بلديهما في ليبيا".

ويكشف الكاتب عن "قيام 6 طائرات مصرية من طراز (أف-16) في فبراير 2015 بغارات جوية على معسكرات تدريب ومخازن أسلحة تابعة لتنظيم الدولة في درنة؛ ردا على مقتل 21 مصريا قبطيا في مدينة سرت في  ديسمبر 2014  يناير 2015"..

ويشير ديلاندي إلى أن "طائرات مجهولة في فبراير 2016 قامت بقصف منطقة باب طبرق في درنة، وهي منطقة يسيطر عليها مجلس شورى المجاهدين، وتسبب القصف بقتل مقاتلين وأربعة مدنيين، وبحسب المصادر الليبية، فإن الطائرات أصابت مخازن أسلحة تابعة لمجلس شورى المجاهدين في منطقة مدنية متسببة بسلسلة من التفجيرات الكبيرة، وأنكر العقيد حمزة مفتاح من الجيش الوطني الليبي تورط قواته، ولذلك توجه الشك للطيران العسكري المصري أو الإماراتي".

ويورد الكاتب أنه "تمت مهاجمة قافلة من 15 سيارة في  فبراير من طائرات مجهولة في وادي شمخ بالقرب من بني وليد، وأنكرت أمريكا والجيش الوطني الليبي القيام بالهجوم، تاركين الشك يحوم حول مصر والإمارات".

ويشير ديلاندي إلى أن "الإمارات قامت بنشر 8 طائرات (إير-تراكتر) و3 طائرات دون طيار في قاعدة الخادم الجوية، ونشر مقاتلو مجلس شورى المجاهدين صورا لما قالوا إنها قنبلة أمريكية تستخدمها الطائرات الإماراتية، وفي الواقع كانت القنبلة من نوع (أم كي -82) تركية الصنع، وقد تكون أول الأدلة على مشاركة طائرات (إير تراكتور) في القتال في ليبيا، وهي طائرة هجوم خفيفة، وتستخدم بشكل أساسي للتجسس، ويمكنها استخدام القنابل الموجهة".

ويلفت الكاتب إلى أن "مجلس شورى المجاهدين نشر في شهر  سبتمبر معلومات عن الغارات الجوية، حيث قال إن طائرات (إيه تي 802 إير تراكتور) استخدمت في 27 عملية قصف، ونشر المجلس في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر صورا لطائرات إماراتية من نوع (إيه تي 802) وطائرات دون طيار (وينغ لونغ) في أجواء قنفودة".

ويبين ديلاندي أن مجلس شورى المجاهدين نشر في  نوفمبر معلومات عن غارات شهر أكتوبر، حيث استخدمت طائرات (إيه تي-802) 13 مرة، وطائرات (وينغ لونغ) 41 مرة في عمليات قصف، وهو ما يساوي 85% من عمليات القصف على بنغازي في ذلك الشهر، ومع منتصف شهر  نوفمبر، تم تنفيذ 44 غارة جوية في قنفودة، كان منها 23 غارة إماراتية، بحسب مجلس شورى المجاهدين".

ويختم الكاتب مقاله بالقول: "منذ بداية العام يتم تشغيل الطائرات الإماراتية عن طريق مرتزقة يعملون لصالح مؤسس شركة (بلاكووتر) والمدير التنفيذي السابق لها إريك برنس".

الكاتب