عبد الخالق عبدالله .. يقدم مقترحا للازمة الخليجية

عبد الخالق عبدالله .. يقدم مقترحا للازمة الخليجية

قدم الأكاديمي الإماراتي عبدالخالق عبدالله مقترحا لتهدئة الأزمة الخليجية مع دخولها الشهر الثالث دون وجود حلول في الأفق.

وعلق عبدالله في مقالة له على "سي إن إن" على خسارة دول الحصار من الأزمة الحاصلة، وقال "لم تكن المقاطعة بدون ثمن للدول التي قررت المقاطعة".

وأضاف أنه "بقدر ما انكفأت الدوحة إلى الداخل، وجدت الرياض والقاهرة وأبوظبي والمنامة نفسها منهمكة في الموضوع القطري بأكثر مما كانت تتوقع، وتشتت تركيزها السياسي والدبلوماسي بعيداً عن ملفات وقضايا إقليمية ساخنة أخرى".

ووفقا للكاتب، فقد تفاجأت هذه العواصم بالموقف الأمريكي الملتبس، والموقف الأوروبي المتردد

وقال: "انشغلت هذه الدول خلال الشهرين الماضين بخوض معركة إعلامية شرسة مع منصات إعلامية قطرية بما في ذلك الجزيرة أكثر تلك المنصات ضراوة. كما وجدت هذه العواصم نفسها في خضم معركة كبرى لكسب الرأي العام العالمي".

وكشف أن الوسيط الكويتي اصطدم بتعقيدات الموضوع القطري. "الوسيط الكويتي هو الوسيط الوحيد المطلع على ملف الموضوع القطري القديم والجديد بكامل التفاصيل، ولديه خبرة ومصداقية أكثر من أي وسيط من خارج البيت الخليجي، كما يتمتع الوسيط الكويتي بدعم قوى إقليمية ودولية لها مصالح حيوية في المنطقة، ويمكن أن تكون طرفاً ضامناً في أي حل مستقبلي للموضوع القطري".

وأشار عبدالله إلى وجود فسحة لتخفيف حدة الاحتقان السياسي والإعلامي والنفسي في المشهد السياسي الخليجي

وقال إن "أول خطوة في سياق تخفيف التوتر هو الاتفاق على فترة من الصمت الإعلامي ووقف فوري للحملات الإعلامية التي انحدرت لهاوية غير مسبوقة من الفجور في الخصومة بمشاركة صحف وقنوات رسمية، ومواقع التواصل الاجتماعي وبدفع قوي من شخصيات خليجية رسمية ناطقة باسم حكوماتها".

وأكد أن "وقف الشحن الإعلامي اليومي هو أول وأهم خطوة وربما كان شرطا من شروط عودة الوسيط الكويتي للقيام بدوره".

وطالب عبدالله دول الحصار بأن "تتقدم بمبادرة تسمح بحرية انتقال الأفراد وإعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل 5 يونيو. وزعم أن "السماح لانتقال الأفراد لا يعني التراجع بل هو بادرة إنسانية كريمة وضرورية لإعادة اللحمة الخليجية والتأكيد على الانسجام الاجتماعي الخليجي الذي هو مكسب شعبي تراكم على مدى 37 سنة من المسيرة التعاونية الخليجية"، على حد تعبيره.

كما دعا قطر لأن تعلن "انتهاء مرحلة التمارين العسكرية مع تركيا، وتقرر مع حكومة أردوغان البدء في مغادرة القوات التركية الأراضي القطرية في خطوة سياسية تصالحية هدفها تخفيف مخاوف العواصم الخليجية تجاه الأطماع التركية في الخليج العربي".

وقال: "لقد انحازت تركيا لقطر وأقحمت نفسها في الخلاف الخليجي وأججت الموضوع القطري وتسببت في أقلمته بعد أن كان الخلاف خليجي- خليجي".

وكشف أنه "كلما استمر الموضوع القطري زادت فرص أقلمته بل وتدويله، فالخليج العربي منطقة استراتيجية تستقطب الاهتمام الخارجي القريب والبعيد بأجنداته تختلف عن الأجندة الخليجية. وربما كانت الولايات المتحدة أهم طرف دولي معني بالموضوع القطري ويمكن أن تكون تدخلاته سلبية وإيجابية ويرغب في ترتيب البيت الخليجي وفق رؤيته ومصالحه".

وعبر عبدالله عن مخاوفه من الإجراءات الأمريكية حيال الأزمة الخليجية وانعكاسها على دول الحصار.

وقال إن "الكونغرس الأمريكي متحفز ويهدد عبر رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي تقديم تشريع جديد لوقف مبيعات السلاح لدول الخليج، كما تهدد لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الأمريكي بفتح ملفات علاقة جميع دول الخليج بالإرهاب".

وأكد على ضرور "أن يبقى الموضوع القطري ضمن البيت الخليجي، ومن مصلحة دول مجلس التعاون إيجاد أرضية للحوار سريعاً، ومن المهم تفعيل دور الوسيط الكويتي حالاً، وأخيراً من الضروري عودة اللحمة الخليجية وتحقيق الحد الأدنى من الوفاق والتوافق الخليجي الذي كان حتى وقت نموذجاً فريداً وملهماً في المنطقة العربية".

و"عبدالله" الذي ينبري عادة للدفاع عن مواقف وسياسات بعض الشخصيات في الدولة، لا يعبر دائما عن نفسه وإنما عن هذه المواقف والسياسات. لذلك، يعتقد مراقبين أن اللغة التراجعية التي تحدث فيها تعكس تغيرا واضحا في تعاطي وقراءة دول الحصار إلى مآلات الأزمة التي خرجت عن سيطرتهم من اليوم الأول على حد تعبير المراقبين.

وسبق لعبد الله أن دافع وبرر سياسات إماراتية رسمية في تصريحات وتغريدات ولم يكن يعبر عن نفسه فقط، وفي اليوم الذي عبر فيه عن نفسه وانحاز إلى أكاديميته اختطفه جهاز الأمن نحو أسبوعين، قبل بضعة شهور، على حد وصف ناشطين خليجيين

ودافع "عبدالله" بشراسة عن دول الحصار في الأزمة الخليجية الراهنة، بل ذهب أبعد من ذلك عندما أظهر نفسه "ملحقا" لسفير الإمارات في واشنطن يوسف العتيبة عندما حاول تسويغ تصريحات الأخير بشأن "العلمانية". ولكن "عبدالله" سكت تماما ولم يدافع عن العتيبة في فضيحة اختلاس نحو 4.5 مليار دولار من صندوق التنمية الماليزي، وهو الأمر الذي يُحسب "لعبدالله"، يقول ناشطون

الكاتب