الإمارات عرقلت تحالف سني موسع في العراق

الإمارات عرقلت تحالف سني موسع في العراق

قالت مصادر إعلامية، إن الإمارات عرقلت تشكيل تحالف سياسي سني واسع في العراق يضم كل التكتلات والشخصيات السنية في البلاد.

وأوضحت المصادر أن الإمارات تتحفظ على انضمام بعض الشخصيات السنية العراقية القيادية في «الحزب الإسلامي» العراقي، الجناح السياسي لجماعة «الإخوان المسلمون»، لكن هذا التحفظ غير موجود لدى وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج، «ثامر السبهان»، الذي يتولى الملف العراقي حاليا.

وبحسب ما أوردته صحيفة «العربي الجديد» فإن الانقسامات والخلافات بين القوى والأحزاب العراقية الممثلة للمكون العربي السني، مستمرة بالعراق، على الرغم من مرور أكثر من خمسة أشهر على مؤتمر جامع لها في أنقرة، برعاية دول خليجية عدة وتركيا والأردن.

وكان أحد أبرز أهداف المؤتمر تمثّل بإنهاء حالة الانقسام الداخلي وتشكيل كتلة موحدة لخوض الانتخابات، بشكلٍ ينعكس إيجاباً على مدن شمال وغرب العراق التي تتطلع للتعافي من حقبة احتلال تنظيم «الدولة الإسلامية» لها، لكن مشاكل داخلية لا تزال تعيق تحقيق الهدف المنشود حتى الآن.

وبحسب الصحيفة، فإن ضيق الوقت المتبقي على إجراء الانتخابات البرلمانية العامة في العراق والتي من المؤمل أن تفرز حكومة وبرلماناً جديدين، يقلص أكثر فأكثر هامش التحرك من أجل تجاوز الانقسامات، كما تساهم تدخلات خارجية، بينها إماراتية، في تعقيد جهود الإعلان عن كتلة موحدة.

وتتمثل المشاكل الداخلية التي تعيق الإعلان عن كتلة سياسية قادرة على تمثيل المحافظات الغربية والشمالية ذات الأكثرية العربية السنية، برفض شخصيات وقوى سياسية الانضمام إليها.

وتحظى بعض تلك القوى بثقل بالشارع العراقي السني، ويرجعون رفضهم إلى أسباب عدة، أبرزها رفض فكرة معالجة الطائفية السياسية بالعراق بمشروع طائفي جديد، ويدعون لكتلة وطنية مدنية من الممكن أن تجذب بالمستقبل القريب قوى كردية أو شيعية أو مسيحية، فضلاً عن اعتقادهم بأن «التخندق» الطائفي يدفع لـ«تخندق» مقابل أكثر شدة، كما أنه يرسخ الواقع الطائفي العراقي في الحكم لأجيال طويلة.

وشهدت العاصمة التركية أنقرة مطلع شهر مارس/آذار الماضي، مؤتمرا لخمس وعشرين شخصية سياسية سنية من أحزاب وكتل مختلفة برعاية تركية وأردنية وقطرية وسعودية وإماراتية، واستمر المؤتمر لمدة يومين، وكان يهدف لتوحيد البيت السياسي السني وإنهاء حالة التناحر والفرقة بينهم، والتي انعكست بشكل سلبي على الوضع الأمني والإنساني والاجتماعي في محافظات العراق الغربية والشمالية فضلاً عن بغداد والبصرة وبابل.

وقال قيادي بارز في تحالف القوى العراقية ببغداد لـ«العربي الجديد»، إن جهود كسب الطرف السني المعارض الذي يتزعمه رئيس البرلمان السابق «محمود المشهداني»، باءت بالفشل وتم عقد لقاءات في العاصمة الأردنية عمان، خلال الأيام الماضية، بهدف إقناعه بالانضمام إلى الكتلة الموحدة الناتجة عن مؤتمر أنقرة، والتي أطلق عليها اسم «تحالف القوى الوطنية العراقية».

ولم تسفر هذه الجهود عن أي نتيجة حتى الآن، بحسب المصدر، الذي أكد أن هناك نية لتجاهل الطرف السني المعارض في حال أصر على موقفه والبدء بتنظيم عمل الكتلة التي تم بناؤها على أسس مؤتمر أنقرة، لكن القيادي نفسه كشف عن أن بعض القوى تصر على الدخول في كتلة واحدة لعدم تشتت الأصوات.

الكاتب