انترناشيونال الأمريكية .. الإمارات اتخذت نهجا أكثر تطرفا على حساب الشعب

انترناشيونال الأمريكية .. الإمارات اتخذت نهجا أكثر تطرفا على حساب الشعب

ترجمة : ايماسك

قالت مجلة «إنترناشيونال بوليسي دايجست» الأمريكيَّة إن الإمارات انتهجت نهجاً أكثر تطرفاً في سياستها التي تتجاهل حساسية التعاطف العام للشعب الإماراتي مع القضايا الإسلامية لمواءمة سياستها في مكافحة الإرهاب مع الولايات المتحدة الأمريكيَّة.

وأشارت المجلة في تحليل كتبه جيمس دورسي الخبير في العلاقات الدَّولية، والذي يركز على جذور الأزمة الخليجية مركزاً على ماوصفها بـ"فلسفة الإمارات" للاستبداد، إلى أن في جوهر النزاع في الخليج هي استراتيجيات مختلفة لبقاء النظام فما وصفها- بالأنظمة الاستبدادية الخليجية، تبنّت استراتيجيات لبقائها؛ فاضطرت إلى تنويع اقتصادياتها وترشيدها وإعادة كتابة عقود اجتماعية لم تعد تضمن للمواطنين رفاهيتهم من المهد إلى اللحد مقابل تسليم حقوقهم السِّياسية.

جذور الاستراتيجيات

وأضاف: تكمن جذور هذه الاستراتيجيات في تصوراتهم بشأن كيفية التعامل مع عالم ما بعد 11 سبتمبر2001م وثورات 2011م. مشيراً إلى أن احتضان قطر صعود تيار الإسلام السياسي والسعي إلى التغيير والتماشي مع الثورات التي أطاحت بأربعة من قادة العرب، مع افتراض أن الدوحة كانت تعتقد أنها بمعزل عن ذلك، وهو ما شكل تحديًا مباشرًا لاستراتيجيات البقاء للأجهزة الأمنية (القمعية) لدولتي الإمارات والسعودية والبحرين ومصر أيضاً.

ومن بين الدول الأربع، كانت الإمارات أكثر تطرفاً وما ترتب على ذلك من جهود لضمان بقاء جهاز أمن الدولة، واختارت الإمارات أكثر من أي دولة خليجية أخرى أن تتجاهل الحساسية السابقة للتعاطف العام مع القضايا الإسلامية لصالح مواءمة سياساتها لمكافحة الإرهاب كليًا مع سياسات الولايات المتحدة، ووضعت نفسها كحليف عسكري لا غنى عنه، وقمعت المعارضة بوحشية.

ويهدف الإصلاح السياسي إلى ضمان الدعم العسكري الأميركي في بلد يشك في إحساسه بالأمن القومي جزئيًا؛ لاحتلال إيران ثلاث جزر خليجية تابعة لها «أبو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى» عام 1971، أي قبل يومين من حصول دولة الإمارات على الاستقلال.

وشكّل تغيير السياسة أيضًا ردًا على رفض قوات حرس السواحل والكونجرس الأميركيين، لأسباب أمنية قومية، في عام 2006 إدارة دبي لستة موانئ أميركية كبرى، وقال رئيس لجنة الأمن الداخلي في البيت الأبيض "بيتر كينج" في ذلك الوقت إن "إدارة دولة يوجد فيها أعضاء من تنظيم القاعدة لموانئ أميركية، ضربٌ من الجنون".

 

وشجع صعود الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بتعاطفه الواضح مع الاستبدادي العربي وإهمال التشجيع الأميركي التقليدي للقيم الديمقراطية، المسؤولين الإماراتيين على أن يكونوا أكثر صراحة في التعبير عن الفلسفة السّياسية لنظام الحكم.

فلسفة العتيبة وغباش

وقال «يوسف العتيبة»، السفير الإماراتي لدى واشنطن في مقابلة مع مجلة ذا اتلانتك: «لدينا أسلوبنا الديمقراطي، لدينا ما يسمى نظام المجلس، وهو عبارة عن منتديات مفتوحة يعبّر فيها الناس عن مظالمهم، ويقولون: "أنا بحاجة إلى هذا" أو "هذه مشكلة" وهو النمط البدوي للديمقراطية، هذا أسلوب جيفرسوني للديمقراطية؟»، وقال إن هذا الذي يتناسب مع ثقافتنا وهويتنا.

وقال في مقابلة تلفزيونية منفصلة: «إذا طلبت من الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والأردن ومصر والبحرين نوع الشرق الأوسط الذي يرغبون في رؤيته بعد عشر سنوات فإنهم سيعارضون قطر»، لافتًا إلى أن منتقدي قطر يدفعون بأنفسهم إلى أن يكونوا دولًا علمانية وقوية ومزدهرة ومستقلة.

ترويج «العتيبة» للنمط العلماني الغربي مناقض لكلمات النشيد الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، الذي يجسد الإسلام كجزء من هوية البلد: «عشت لشعب دينه الإسلام هديه القرآن».

وبعد يومين من تصريحات «العتيبة»، اعتقلت الإمارات رجلًا وامرأة من سنغافورا قبل إجراء جراحة «تحويل جنسي»، وهو ما يؤكد أنّ مقترح العتيبة عن العلمانية هو ما يجسده مفهومها في نشديهم الوطني، وخفّضت الأحكام فيما بعد وسُمح للسنغافوريين بالعودة إلى ديارهما.

وقالت المجلة الأمريكيَّة: وفي مقابلة أخرى، كان «عمر غباش»، سفير الدولة لدى روسيا، قد حضر بالقدر نفسه في دفاعه عن الاستبداد. وقال: «لا ندعي أن لدينا حرية الصحافة، ونحن لا نعزز فكرة حرية الصحافة. إن ما نتحدث عنه هو المسؤولية في الكلام»، ويبدو أنه يبرر موقف دولة الإمارات من الحجة الضمنية نفسها في تصريحات «العتيبة»؛ فحكام الإمارات يعرفون ما هو الأفضل لبلادهم.

وتختم المجلة بالقول يبدو إن العتيبة وغباس يرسمون الفلسفة الإماراتية لتبدو أكثر انسجاما مع مقطع إخباري طويل العهد في مقطع فيديو موسيقي بعنوان “$heikh it” من قبل مجموعة الهيب هوب الأمريكيَّة -الكويتية شفيق حسين وأبناء يوسف، المتطورة، دولة القرن ال 21.

تحكي قصة رجل مزّق بين عالمين، وهو شيخ عربي ولد في شبه الجزيرة العربية القديمة ويموت في الجديدة يعبد الله، ويحب الصحراء، وواحد من أغنى الرجال في العالم، وحكم أجداده العالم من على ظهور الجمال، أما هو فيركب الليموزين؛ لكنه ما زال يعيش في القبلية! انه الرجل الذي تخدمه، الرجل الذي تصطاد به، والرجل الذي تقاتل من أجله. وقبل كل شيء، هو الرجل الذي يدير شريط الأخبار

الكاتب