محللون أمريكيون .. يتنقدون سياسة الامارات الخارجية

محللون أمريكيون .. يتنقدون سياسة الامارات الخارجية

توقع محللون أمريكيون استمرار الأزمة الخليجية التى قطعت فيها السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها الدبلوماسية والتجارية مع قطر، وقالوا ان القطيعة والخلافات ستكون ببساطة عنوانا للنظام الجديد في المنطقة.

وأضاف المحللون، أنه لا يوجد أى دليل على أن السعودية والإمارات وتحالفها في المنطقة مستعدون للتفاوض حول العقوبات التى فرضوها بدون أسباب مقنعة على قطر منذ  يونيو الماضي، بما في ذلك مزاعم دعم الإرهاب، وقالوا ان محاولات عزل قطر لم تنجح بل أسفرت عن معادلات جديدة في تحالفات المنطقة، بما في ذلك زيادة نفوذ تركيا وعودة العلاقات بين قطر وإيران إلى مستويات معقولة.

واكد خبراء أمريكيون من معهد ( ثنكبروغرس) أن قطر لم تمثل تهديدا للسعودية أو الإمارات ولكنها أرسلت إشارات متعددة إلى المنطقة بأن لها خيارات كثيرة للرد على الحصار. ووفقا لآراء العديد من المحللين الأمريكين، فإن هناك إشارات مزعجة بشكل لا يصدق من أنه سيكون من الصعب إصلاح العلاقات داخل مجلس التعاون الخليجي في أى وقت قريب وأنه من المرجح أن تزداد علاقات قطر مع تركيا وإيران

وتحدث محللون أمريكيون عن نزاعات داخل الامارات بشان العلاقة مع إيران. وقالوا ان دبي تحث أبوظبي على استمرار العلاقة التجارية القوية مع طهران، وقالوا بأنه لا يوجد أى أمل في الوقت الحاضر في تشكيل تحالف سنى ضد إيران.

وسخر المعلقون الأمريكيون من محاولة السعودية والامارات فرض نموذجها في الحكم على دول المنطقة بسبب عدم وجود نماذج حقيقية للحكم في هذه الدول تستطيع الصمود أمام النقد أو المعارضة الجدية.

وفي الواقع، توصل العديد من المحللين في واشنطن إلى استنتاج مهم للغاية هو أن محاولة عقاب قطربسبب عدم معارضتها لأشكال سياسية معينة تثبت أن السعودية أو الامارات لا تريد التسامح مع أى شكل من الأشكال السياسية المعارضة

واستنتج المحللون أن التصريحات الأخيرة الصادرة عن العديد من المسؤولين الخليجيين تشير إلى أن الخلافات والشقوق ستتعمق أكثر في عام 2018 بعد سنة من المعارك السياسية المريرة التى قسمت منطقة الخليج العربي إلى معسكرين.

ولاحظ محللون أمريكيون اتساع قائمة اعداء تحالف السعودية والإمارات إلى تركيا والاتهامات الرسمية لاسطنبول بمحاولة فرض النفوذ على العالم العربي بما في ذلك التصريحات والتغريداتالتى نقلتها منصات اعلامية أمريكية عن العديد من مسؤولي الإمارات، بان إيران وتركيا لن تلعب أدوارا قيادية في العالم العربي، وذلك ردا على موافقة السودان وتركيا بالتعاون في مشروعات الموانئ العسكرية والمدنية في البحر الأحمر، وهي منطقة كانت الامارات تطمح في تكون نقطة جديدة لتوسيع النطاق العسكري

وقال خبراء إن السعودية والإمارات تنظران في الاتجاهات الخاطئة في محاولة لتحديد التاثيرات غير المبررة، وعدم الإشارة إلى الانتشار المتنامي لروسيا في المنطقة وعلاقات موسكو الوثيقة مع إيران وتركيا ومصر وزيادة نفوذها العسكري في سوريا وربما ليبيا.

وأكد محللون أمريكيون أن السعودية والإمارات اتخذتا خطوات جدية كبيرة في محاولة لتخريب مجلس التعاون الخليج العربي الذى يضم قطر وأطرافا خليجية أخرى محايدة مثل الكويت وعمان عبر تشكيل لجنة جديدة لدول المنطقة.

وأضاف الخبراء إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لعب بشكل غير مباشر في توسيع الخلافات وإبعاد الأطراف عن نقاط الاتفاق في منطقة الخليج والتركيز على محاربة إيران ولكن سياسته فشلت في جذب دول المنطقة إلى معركة مع طهران بما في ذلك مصر التى أبدت اهتماما ضيئلا في إظهار العضلات أمام إيران بسبب انشغالها في الحرب الكبيرة ضد عناصر تنظيم (الدولة الإسلامية) على أراضيها.

 وعلى النقيض من ذلك، حاول عبد الفتاح السيسي تقوية العلاقات مع الرئيس الروسي فلادمير بوتين حيث وقعت مصر وروسيا اتفاقيات في وقت سابق لبناء منشات نووية واستئناف الرحلات بين البلدين.

وتوقع المحللون الأمريكيون استمرار ما يسمى بالأزمة الخليجية التى قطعت فيها السعودية والامارات والبحرين ومصر علاقاتها الدبلوماسية والتجارية مع قطر.

وأكد المحللون الأمريكيون أن الولايات المتحدة لم تكن وسيطا فعالا في الأزمة ولكنها أسهمت، أيضا، في إشعال نيران الخراب في الخليج مع رسائل ترامب المختلطة المضمون، حيث أشاد ترامب بقطر ثم زج اليها اتهامات غير مدروسة كما صدرت تصريحات متضاربة من البيت الأبيض ووزارة الخارجية. ولغاية الان، لم تتحدث الحكومة الأمريكية في لغة واضحة بشأن أزمة الخليج ولم تصدر عن واشنطن تحركات أو اجراءات فعلية صادقة للمساعدة في حل الأزمة

الكاتب