جمعة الفلاسي: شعاره "العدل أقوى من القانون"، خانه العدل وظلمه القانون!!

جمعة الفلاسي: شعاره "العدل أقوى من القانون"، خانه العدل وظلمه القانون!!

مواطن إماراتي حر شريف، طموح مبدع، اسمه "جمعة سعيد جمعة بن درويش الفلاسي"، من مواليد 1965م، عاش تأسيس الاتحاد وهو ابن التاسعة، كان خيرَ ممثلٍ للمواطنين والمستثمرين، ورجل الخير والثقة من الشعب والحكومة والحكام، الذي ينظر بعين المستقبل بإيمان عميق بأن الشدائد تذيع الفكر وتحمي الدولة.

مؤهلاته العلمية الأكاديمية:

*التحق بمعهد اللغة بجامعة (Western Michigan) بولاية Michigan في مدينة Kalamazoo بالولايات المتحدة الأمريكية سنة 1987م.
*درجة البكالوريوس في الإدارة الصناعية من جامعة (Central  Michigan)  بولاية Michigan بمدينة Mt. Pleasent بالولايات المتحدة سنة 1992م.
*حاصل على درجة الماجستير في إدارة الجودة من جامعة (Wollongong) الأسترالية في 10/01/2007م.

خبراته المهنية والعملية:

*عضو في الاتحاد الوطني لطلبة الإمارات في ولاية "مشيجان" بالولايات المتحدة الأمريكية سنة 1988م.
*التحق بالعمل لدى موانئ دبي العالمية عام 1992م.
*انتُخِب بأكثر من 230 صوت لعضوية جمعية الاتحاد التعاونية بدبي وأصبح أمين السر فيها (2000/2003م).
*تم انتخابه للمرة الثانية وبأكثر من 840 صوت لعضوية جمعية الاتحاد التعاونية، فأصبح رئيس مجلس الإدارة، ولكن بعد أسبوعين طُلبَ منهم تقديم الاستقالة بناء على أمر من نائب الحاكم سنة 2003م.
*ممثل مجالس الأحياء عن منطقة الراشدية والتابع لشرطة دبي سنة 2002م.
*عضو مؤسس في جمعية الإمارات لحقوق الإنسان تحت التأسيس 2005م.
*مؤسس -مع مجموعة رجال أعمال- مدرسة المهارات الحديثة الخاصة سنة 2006م.

مقولاته:

كان شعاره دوماً: (العدل أقوى من القانون)، ومقولاته كانت عديدة قوية صريحة جريئة على الحق، لم يخشَ في الله لومة لائم، انتقد بأدب ونصح برجاحة عقل.

من أشهر مقولاته: (لا أحمل في قلبي عداوة لأحد،، عدوي هو عدو وطني)".
كما يرى أنه: (لا يمكن إلقاء اللوم على الإعلام الذي أعتبره قد توقف في الثمانينات بسبب القبضة الأمنية، فأصبحت أوراق الجرائد والمجلات أفخر ما فيها بسبب القبضة الأمنية، ولا ألوم المذيعين الذين أصبحوا مهرجين بسبب القبضة الأمنية).
وكان "الفلاسي" يحمل منطق: (سيادة القانون فوق كل اعتبار.. هكذا أرادها قائد الإمارات،، وهكذا علينا أن نكافح من أجل أن يبقى الوطن).

ومما قاله: (لا نمتلك سلاح وسجون وقضاء وإعلام .. نحن نمتلك حق الشعب(.
وفي "تغريدة" عبر حسابه بعد اعتقاله -نشرها أحد أقاربه-: (قال لي الحارس النيبالي: أنتم تدفعون فاتورة حرية الشعب،، نعم نحن على استعداد لدفع فاتورة تحرر الشعب من القبضة الأمنية).
ويقول: (المطالبة بالحقوق المدنية هي أشد على الظالم من راجمات الصواريخ وقصف الطائرات)، ويوجّه تحذيره لجهاز الأمن: (كلنا يعلم بأن فرعون من اتخذ قرار عبور البحر رغم علمه بأنَّ فلقه كان لموسى، لذلك هم من يصنعون نهاياتهم بأيديهم، الكل موقن أن الشمس ستشرق غداً، البعض يحاول أن يقول بأننا في أول الليل ليس أكثر!!).

ويقول في آخر تغريدة له قبل اعتقاله مباشرة بيوميْن: (على امتداد تاريخ الإمارات، لم يفكر أحد من الشعب في قلب نظام الحكم، فلا أحد يريد ذلك، الكل يريد الإصلاح وسيادة القانون).

قضيته:

لم يعلمْ "جمعة الفلاسي" أنّ كلماته ستكون مفتاح زنزانته في دولة الحريات والسعادة، وأنّ تأييده وتوقيعه لعريضة الإصلاح سيقلب عليه السلطات التي كانت راضيةً عنه ومعجبة به في السابق!

فقد انقضَّ جهاز الأمن الإماراتي عليه يوم 20 يوليو/تموز 2012م، غُرة شهر رمضان المعظم، بحسب ما أفاد شقيقه "مروان"، الذي روى بعض تفاصيل الاعتقال: (منذ أربعة أيام وأخي مراقب من الأمن في جميع تحركاته بالسيارة، وبعد صلاة التراويح أثناء وصوله البيت ولحظة نزوله من السيارة قاموا بالقبض عليه، ثم جمعوا أفراد البيت من رجال ونساء وأطفال في غرفة واحدة وقاموا بتفتيش البيت وغرفة نومه، خرجوا بعد منتصف الليل يقتادونه، فقام أحد أفراد العائلة بإعطاء أخي "جمعة" نظارة الطبية والمصحف، ولكن قام رجال الأمن بإرجاع المصحف لنا وذهبوا به إلى مكانٍ مجهول!).

وكما فُعِلَ بزملائه معتقلي الرأي أحرار الإمارات، ضمن القضية المعروفة دولياً (الإمارات 94)، بقيَ بطلنا "الفلاسي" تحت التعذيب في الاختفاء القسري رفقة إخوانه حتى ظهَروا جميعاً يوم المحاكمة الهزلية في 02/07/2013م، ليكون نصيبه حكماً بالسجن 10سنوات مع 3 أخرى إضافية للمراقبة، ويُنقل إلى سجن الرزين "غوانتانامو الإمارات" الأسوأ سمعة بين السجون العربية.
وكان قبل اعتقاله، قد تعرض "جمعة الفلاسي" لاعتداءٍ بدنيّ من 6 مواطنين هاجموه بعنفٍ في شوارع دبي، بحادثة تشبه حالات العصابات، حيث صدمه اثنان من المواطنين أثناء قيادته لسيارته، وبعد أن سألاه عن اسمه فوجئ بهما ينهالان عليه بالضرب المبرح، بحجة أنه يهين الحكم الإماراتي ويشوّه صورة حكامه بانتقاداته المستمرة، ثمّ انضم إليهما أربعة آخرين بعد توجّههم لقسم الشرطة ليستمرَّ ضربه أمام قسم الشرطة دون أن يتدخل أحد من رجال الأمن، مما يؤكد بأن الحادث مدبر من قبل قوات الأمن.

كما سقط –لاحقاً- المعتقل "الفلاسي" مغشيًا عليه في سجن الرزين، وسمع صوت ارتطام جسده بعض النزلاء في السجن -مما أفقده الوعي-، وهرع المعتقلون بداخل السجن راكضين إلى جهة الصوت فوجدوه ممددًا على الأرض وقد شج رأسه ونزف دمًا وقد أُغمي عليه، دون معرفة السبب حتى الآن!

ردود الفعل من أسرته:

قالت زوجة المعتقل الحر عن حادثة سقوطه، بأنّ: (الطبيب غير موجود في عيادة السجن، لكنّ المعتقلين حملوا زوجي إلى العيادة لتطهير مكان الجرح وضمّده الممرض، الذي حاول أن يستعيد وعي زوجي بإعطائه سائلًا سكريًا ليستعيد وعيه ونشاطه، ولم يحضر الطبيب أبداً).
ابن المعتقل الحر "الفلاسي" يقول: (كيف أضمن أنّ والدي لا يُعذب؟ أتساءل يومياً عن الهدف من التمديد المستمر لوالدي والمعتقلين الآخرين)، مؤكدًا أنّ والده قد أمضى أكثر من 6 أشهر يعاني من ويلات الاختفاء القسري والتعذيب دون تهمة أو دليل، وتابع "الفلاسي الابن" عبر تغريدات له على موقع التواصل الاجتماعي:
*لقد تجاوز أبي نصف سنة وهو معتقل من دون تهمة.
*أكثر من نصف سنة وهو معتقل ولم يحقق معه غير 3 مرات، فما الغرض من التمديد؟ أهو التعذيب النفسي؟ أليس هنالك من مجيب؟!
*والدي معتقل ولا نعلم أين هو؟ لماذا هو مخفي عن الأنظار؟! هل يعذب؟
*لقد أكمل أبي نصف سنة في سجن انفرادي خارج القانون، ولم يتهم بأي تهمة حتى الآن.
*أي قانون هذا الذي يسمح باعتقال شخص من دون تهمة وسجنه لنصف سنة وإخفائه في سجون أمن الدولة وحبسه في سجن انفرادي؟!

ردود الفعل العالمية:

تستمر هذه الاعتقالات التعسفية وسط تعتيم تام من الإعلام المحلي لأي خبر من أخبار الاعتقالات وتحت مظلة حملة تشويه موسعة تقصد الإصلاحيين، وذلك رغم بيانات الشجب والإدانة لها من كل منظمات حقوق الإنسان الدولية، ومؤسسات وهيئات المجتمع المدني وسائل الإعلام العالمية.

وكانت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، قد استنكرت قيام أجهزة الأمن الإماراتية باعتقال المحامي والناشط الحقوقي "جمعة الفلاسي", في الساعات الأولى من شهر رمضان 2012م, وذلك ضمن الحملة الأمنية الشرسة شنّتها السلطات الإماراتية ضد المعارضين والنشطاء الحقوقيين والتي بدأتها بالتزامن مع حملة إعلامية لتشويههم واتهامهم بالعمالة للخارج وتهديد أمن البلاد في محاولة لمنح الأجهزة الأمنية غطاءً شعبيًا لاعتقالهم.

الكاتب