عبد الرحيم الزرعوني: إعلامي اعتُقِلَ مرتيْن بينهما 13سنة، وبنفس الأسئلة!!

عبد الرحيم الزرعوني: إعلامي اعتُقِلَ مرتيْن بينهما 13سنة، وبنفس الأسئلة!!

مواطن إماراتي أصيل، محب للخير ورجل الفضل الصامت، اسمه الكامل (عبد الرحيم محمد عبد الرحمن الزرعوني)، من إمارة أم القيوين، مواليد 1970م، خبير استراتيجي وإداري ومستشار تخطيط إعلامي.

مؤهلاته العلمية:
*درس الثانوية في مدرسة الأمير، وتخرج منها عام 1988م.
*درس التخطيط والإحصاء/ تربية وعلم نفس في جامعة الإمارات العربية 1992‏م.

الخبرات العملية والمهنية:
*إعلامي إماراتي لامع في أكثر من قناة فضائية.
*مستشار التخطيط الإعلامي.
*المدير التنفيذي لقناة حياتنا الفضائية (2007– حتى الآن وهو معتقل).
*باحث إحصائي في وزارة التربية والتعليم (1995-1998م).
*مدير الشؤون المالية والإدارية بقنوات المجد الفضائية (2003–2007م).

المشاركات والعضويات:
*ورقة عمل (التخطيط الاستراتيجي لقناة فضائية) في مؤتمر الأوقاف (السابقون الأولون)، بالكويت 2011م.
*عضو مؤسس لرابطة الإعلام الهادف إسطنبول مارس 2001م.
*مشارك بمؤتمر الإعلام القيمي، في فبراير 2011م، بالكويت وزارة الأوقاف.
*مشارك بمؤتمر "جامعة الملك سعود" وجمعية الإدارة السعودية (طرق تطوير المتوسطة) بالرياض 2010م.
*ورقة عمل (مبادئ التخطيط الاستراتيجي للقنوات الفضائية) بمؤتمر وكيلTHOMSON بالرياض 2009م.
*ورقة عمل (محو الأمية بدولة الإمارات)، بورشة عمل اليونسكو، في القاهرة ديسمبر 1995م.
*عضو لجنة تقييم دراسات الجدوى لقناة أجيال الفضائية الكويت 2010م.
*ورقة عمل (التخطيط التسويق الإعلامي والإعلاني) بمؤتمر الاستراتيجيات لمركز التفكير الإبداعي بإمارة دبي 2010م.

قضيته:
"عبد الرحمن الزرعوني" واحد ضمن العشرات من رموز البلاد، الذين وقَّعوا وأيَّدوا عريضة الإصلاح المعروفة باسم (عريضة 3 مارس)، التي قدّمها نخبة الوطن من القادة والأكاديميين والمسئولين الحكوميين والدعاة والعلماء، كـ"عريضة إصلاحية" فيها مقترحاتهم وعصارة خبراتهم وتوصياتهم، قدّموها للحكومة والسلطات الإماراتية التي سرعان ما قابلت ذلك بالعنف والقمع والاختطاف والإخفاء القسري والاعتقال لكلّ من شارك في العريضة أو أيَّدها أو حتى دافع عن معتقلي الرأي، وما رافق ذلك من تعذيب وتنكيل وتضييق عليهم وعلى ذويهم ومصادرة أموال بعضهم.

وقد اعتُقل بطلنا "الزرعوني" يوم 24/07/2012م، ضمن الحملة الواسعة من الاعتقالات التي شنّها أمن الدولة ضد دعاة الإصلاح، وبقيَ تحت الاختفاء القسري مثل البقية حتى ظهروا يوم المحاكمة المشئومة التي ظلمت العشرات بأحكامٍ نهائية لا طعن فيها ولا استئناف، تراوحتْ بين 7 و15 سنة، في القضية التي عُرفتْ إعلامياً باسم (الإمارات 94)، وكان نصيب "الزرعوني" السجن 10 سنوات مع 3 أخرى إضافية للمراقبة.

ومنذ صدور الحكم في 02/07/2013م، يقضي "الزرعوني" الذي امتلك سيرة حافلة بالعطاء والتميز والخبرة، سنوات حياته في سجن الرزين سيء السمعة المُلقّب "غوانتانامو الإمارات"، ويعاني ويلات الانتهاك اللا محدود من أمن الدولة ضده وضدّ معتقلي الرأي السياسيين، بسبب إيمانهم بحرية التعبير والرأي ومطالبتهم بالإصلاح في كل مجالات الدولة بناءً على إرث الآباء المؤسسين.

في اعتقاله الأول والثاني، واجه نفس الأسئلة بعد 15سنة:

وسبق للأمن الإماراتي أن اعتقل "الزرعوني" عام 1998م، وصرّح بأنه في 2013م واجه نفس الأسئلة التي واجهها في المرة الأولى عند اعتقاله وقد تكررتْ عليه بنفس الأسلوب!.

وأفاد "الزرعوني" خلال حديثة أمام المحكمة أنَّ: (جهاز الأمن قد اعتقلني في عام 1998م، قبل ساعاتٍ من زواجي واختُطِفتُ لمدة شهريْن، وكانت تلك فاجعة كبرى لكلِّ أهل "أم القيوين"، والجميع يعلم ذلك).

وأكد أنَّ: (الأسئلة التي سئلتُ عنها عام 1998م، نفسها تكررت معي في 2013م، بنفس الأسلوب والطريقة، فما الذي تغير ليتمَّ اعتقالي من جديد؟!).
وأضاف: (وما لا يعلمه الناس أنني صاحب طرفة "غداء بن حارب"، التي حوّروها إلى "غداً سنحارب"، كما أنهم واجهوني بصورٍ لأناسٍ مُجتمعين، وتبيَّن لهم لاحقاً أنها صورة لمخيم في الحج!).

ويملك "الزرعوني" بصمات باقية وراسخة في مجتمعنا، فقد مثَّلتْ قناة "حياتنا" نقلة نوعية في الإعلام الخليجي منذ ظهورها 2007م، وكانت تسمو وتكبر حتى تمّ إغلاقها من قبل جهاز أمن الدولة، وبثَّتْ عدداً من البرامج الاستشارية (شرعية، طبية، أسرية، علمية...)، ومثَّـلتْ إعادة إحياء لقِـيَم وعادات الإمارات وإرث الآباء المؤسسين للدولة، وقد عمل مديرها "الزرعوني" لإظهار صورة الإمارات براقة محتفظة بقيمها وعاداتها في ظل محاولات حثيثة لاستهداف قيم المجتمع الإماراتي، وحين يُذكر "الزرعوني" يحضر مصطلح "الإعلام الهادف" و"الإعلام القيمي" و"الإعلام الإنساني والتربوي"، كما كان "الزرعوني" في عمله يضع نصب عينيه تقديم وعي شامل وموجه لجميع فئات المجتمع المسلم، كما يؤدي دوره في تقويم السلوك وتوجيه الطاقات نحو تماسك الأسرة والحفاظ على الهوية الوطنية والوحدة المجتمعية.

وكان الزرعوني في "حياتنا" مثالاً للإعلام المتخصص في ظل موجة الفوضى الإعلامية والأدوار السلبية مع تأزم السياسات، فتخصص بالإعلام "الهادف" المحافظ على كل ما هو إماراتي في البلاد، مقدماً البرامج الإعلامية المنطلقة من رؤية إسلامية مستقلة غير مرتبطة بتوجهات حكومية أو مصالح شخصية.

قالوا عنه:

ويقول أحد زملائه المقربين: (كان "الزرعوني" يخصص فترة الحج كل عام من أجل خدمة حجاج بيت الله الحرام من الإماراتيين ويكون عضواً في الحج إلى أن تم اعتقاله في 2012م).

وقال آخر إنه رافق الزرعوني عِدة أعوام ولم يجدْ منه إلا (تقوى وحسن خلق وحرص على الوطن ومخاوف من انزلاقه إلى الظلم الذي لن يستثني أحد من المواطنين).

وقال "يحيى حوى" وهو منشد معروف: (من خلال تقديمي لبرنامجي في قناة "حياتنا" رافقت الأستاذ "عبد الرحيم الزرعوني" ما يقرب السنتين، وأشهد الله أنه رجل مخلص ومحب لوطنه وأمته).

وقال "إبراهيم شهاب": (عرفته رجلاً صابراً مؤمناً بالله وقدره, رجلاً آمن برسالته عاملاً لدعوته مضحياً بالغالي والنفيس،،، الحرية لك أستاذي عبد الرحيم الزرعوني).

ولم يستخدم "الزرعوني" قناة "حياتنا" لمناقشة السياسة بل لخدمة الإماراتيين وشعب الخليج اجتماعياً وأسرياً وتربوياً وفقهياً، ومع ذلك أغلقت السلطات هذه القناة واعتبرتها خطراً يهدد الدولة وأفسحت المجال للإعلام الهدام الذي يضر ويثير استهداف الهوية الوطنية وينقلب على العادات والقيم الإماراتية المعروفة

الكاتب