كنيس يهودي في دبي بدعم حكومي وأموال الملياردير محمد العبّار

كنيس يهودي في دبي بدعم حكومي وأموال الملياردير محمد العبّار

ترجمة خاصة " شؤون اماراتية"

في تقرير أعدته بلومبيرغ ونقلته القناة الاسرائيلية الثانية ، جاء فيه موافقة السلطات الاماراتية على بناء كنيس يهودي في دبي بإشرافها المباشر والذي تم بناؤه على مدار ثلاث سنوات مضت، بحسب ما ذكره أعضاء الجالية اليهودية لمراسلين أمريكيين زاروا دبي.

وجاء في التقرير .. لعدة قرون ، قام اليهود بأعمال تجارية واختلطوا اجتماعياً بحذر مع جيران عرب من بغداد إلى بيروت ، لكن معظمهم طردوا أو هاجروا عندما تأسست إسرائيل عام 1948 ، أما اليوم ومع نمو اقتصاد المنطقة أصبحت المواقف تجاه إسرائيل أكثر نعومةً ، مما ساعد اليهود على تأسيس أول كنيس يهودي في دبي.

 

ولادة الفكرة

يقول أحد سكان نيويورك من أصل يهودي ويدعى إيلي إيبستين والذي ساعد في تأسيس الكنيس وتبرع بتوراه في ذلك الحين، اجتمع اليهود لسنوات طويلة في منازل بعضهم البعض في دبي حيث استأجروا فيلا في حي سكني هادئ للخدمات حيث تحتوي الفيلا على ملاذ للصلاة ، ومطبخ ، وعدد قليل من غرف النوم للزوار ، مؤكداً أنه كان يتجنب اسمه في دبي بداية الأمر لأنه يبدو يهودياً للغاية على حد وصفه .

 

العلاقات الدافئة ما بين اسرائيل والإمارات

ويعكس بروز الكنيس في دبي الى العلاقات الدافئة التي تربط إسرائيل بالحكومة الإماراتية والتي تنظر الى ايران بأنها تهديد أكبر من الدولة اليهودية مما دفعها الى عقد تحالف غير مصرح به مع اسرائيل وكسر المحرمات التي طال أمدها في التعامل معها مباشرة

ومع قدوم ترامب تغيرت المعادلة وأصبح الأمر علنياً لدور ترامب في الوصول الى اتفاق سلام في الشرق الأوسط مما شجع الدول الخليجية لا ظهار المودة مع اسرائيل والتي تمثلت مؤخراً بزيارة نتنياهو الى سلطنة عُمان ، وقيام وزيران إسرائيليان آخران بزيارة الإمارات بعد بضعة أيام ،الأمر الذي دعى نتنياهو للدفاع والترحيب بدور الأنظمة الخليجية في تثبيت قاعدة العلاقات الدافئة ما بين الطرفين .

 

نهيان بن مبارك يدعو للتعددية والتسامح

سعت دولة الإمارات العربية المتحدة على وجه الخصوص إلى إبراز صورة الانفتاح وتخفيف القيود على الأديان الأخرى غير الإسلام في حملة تهدف إلى توليد المزيد من الأعمال ، وقد عينت وزيرة للتسامح ، قامت في نوفمبر / تشرين الثاني برعايةمؤتمر عالمي للتسامح" حضره 1200 مسلم ومسيحي وهندوسي ويهود وآخرون من جميع أنحاء العالم ،حيث قال الشيخ نهيان بن مبارك ، للمندوبين بمناسبة صلاة الروبيان "أدعوكم للعمل معاً للقضاء على سوء التفاهم حول الأديان والثقافات المختلفةيجب أن تصبح التعددية قوة إيجابية وإبداعية من أجل التنمية والاستقرار. "

 

مساعي الإمارات لتقبل اليهود شعبياً

لطالما طالب أعضاء الكنيس الزائرين بعدم الكشف عن موقعه أو الكتابة عن أنشطته ، وما زال البعض يعارض التحدث بصراحة عن هذا الموقع خشية من الرأي العام، حيث ترى الشعوب بأن العلاقات الدافئة مع إسرائيل هي خيانة

 لكن مساعي الإمارات ودعواتها إلى التسامح دفع الآخرين إلى الاستنتاج بأنه من الآمن رفع الحجاب تدريجياً .

 يقول روس كريل ، المحامي المولود في جوهانسبرج والقائد للطائفة اليهودية: إن موقف الحكومة الإماراتية تجاه مجتمعنا هو أنهم يريدون منا أن نشعر بالراحة لوجودنا هنا ، والصلاة هنا ، والقيام بالأعمال التجارية هنا".

 

الصلاة في الكنيس

في أيام السبت والأعياد اليهودية ، يتجمع المصلون - عادةً والبالغ عددهم 150 عضواً ، بالإضافة إلى الزوار في الفيلا ، حيث يمكن رؤية مئذنة مسجد قريب من الشبابيك وعلى الرغم من أن الطائفة ليس لديها حاخام ، إلا أن العديد منها يزورها من وقت لآخر ،وعند الترنيم بالتوراة، ينشد زعيم صلاة البركة اليهودية قائلا :"يبارك ويحمي ، ويحمي ويساعد ، ويعلّق ، ويكبر ، ويرفع من رئيس دولة الإمارات ، الشيخ خليفة بن زايد ، ونائبه حاكم دبي ، الشيخ محمد بن راشد ، وجميع حكام الإمارات الأخرى وأمراءهم.

 

دعم الكنيس بأموال إعمار العقارية

وقد حظي الكنيس بتشجيع من مجموعات يهودية مثل مركز سيمون فيزنتال، بالإضافة إلى حكومة دبي ، ومحمد العبار رئيس مجلس إدارة إعمار العقارية ، الذي بني ببرج خليفة المكون من 163 طابقًا ، كما تبرعت إبشتاين بتمويل التوراة منذ ثلاث سنوات .

يقول غانم نسيبة ، أحد مؤسسي "كورنستون جلوبال أسوشيتس" ، الذين يزورون الكنيس في بعض الأحيان: "طوال عقود ، تم تجنب أي شيء يهودي في العالم العربي ، وكانت هناك علامات صريحة على اليهودية ، نحظى الآن بجيل جديد من العرب واليهود أكثر قبولاً ثقافياً لبعضهم البعض" .

وبالتالي فإن التطبيع الإماراتي مع الصهاينة بلغ ذروته في محاولات لربط التطبيع بتسامح الأديان، وقد سبق وأن افتتح نهيان بن مبارك كلمته في افتتاح معبد هندوسي في أبوظبي قائلاً للحضور " أعبد رام " ، وهي تحية هندوسية بدلاً من أن يبدأ كلمته بالبسملة .. !

الكاتب