فورين بوليسي .. تحركات اماراتية سعودية ضد عضوتا الكونغرس المسلمات

فورين بوليسي .. تحركات اماراتية سعودية ضد عضوتا الكونغرس المسلمات

زعمت مجلة فورين بوليسي الأميركية وجود تحركات سعودية وإماراتية ضد عضوات الكونغرس المسلمات  إلهان عمر ورشيدة طليب، اللائي تمكن من الفوز بعضوية الكونغرس الأمريكي بالانتخابات الأخيرة قبل نحو شهر بدلا من الاحتفاء بهن.

ونشرت المجلة مقالا للكاتبة "عُلا سالم" قالت فيه إن الرياض وأبوظبي تستخدمان العنصرية والتعصب والأخبار الزائفة للتنديد بهؤلاء السياسيّات الأميركيات.

وتقول الكاتبة إن نظريات المؤامرة ضد النجمات الصاعدات في الحزب الديمقراطي ليست جديدة، لكن الجديد هو الهجمات المنظمة من الخارج، خاصة من السعودية والإمارات

وأشارت إلى أن المسؤولين بالحكومتين يشنّون من حين لآخر هذه الهجمات، في قلق واضح من أن العلاقات العامة باهظة التكاليف وجهود الضغط التي تبذلها الدولتان قد تُقوّض.

وتوقف المقال عند خوف أنظمة هذه البلدان الحليفة لأميركا من أن القادة الجدد سيدعون إلى التغيير السياسي ببلدانهم.

وذكرت أن دول الخليج بعد أن أنفقت ملايين الدولارات على حملات العلاقات العامة بالعواصم الغربية تشعر بالتهديد من جانب أي صناع سياسات لهم اهتمام مستقل بالمنطقة ومعرفتها.

وتعرضت عضوتا الكونغرس المنتخبات حديثا لحملة مزدوجة من قبل اليمين المتشدد بأميركا، ومن وسائل إعلام وناشطين سعوديين وإماراتيين.

وقد ضج موقع تويتر بالتعليقات المعادية لهما، وحتى التحذير من "خطرها". إذ كتب مراسل يدعى هاري شيري -ويصف نفسه على تويتر بأنه يهودي محافظ- قائلا "إلهان عمر تشكل تهديدا للأمن القومي" مكررا هذه العبارة بتغريدته ست مرات.

وحظيت تلك التغريدة بمئات المؤيدين، وعلق بعضهم بأن وصول أي مسلم إلى دوائر صنع القرار يمثل "تهديدا للأمن القومي بالغرب" على اعتبار أن ولاءهم للقرآن وليس للدولة، وأنهم يمارسون "التقية" لتحقيق أهدافهم.

ومن التغريدات الكثيرة التي تصب بهذا الاتجاه، كتبت ناشطة تدعى جولي لينارز "مما يدعو إلى العار أن أول امرأتين مسلمتين تصلان للكونغرس لا تحبان اليهود كثيرا" مضيفة أن رشيدة "تدعم حل الدولة الواحدة" للصراع الفلسطيني الإسرائيلي مما يعني "نهاية الدولة اليهودية".

كما سخرت الناشطة اليمينية ميليسا ويز من تصريح إلهان بأنها أول نائبة من المهاجرين، فقالت في تغريدة "إلهان لم تنصب بعد، ومع ذلك بدأت في محو تاريخ التجربة الأميركية اليهودية".

وأضافت "يبدو أنها نسيت مع آخرين توم لانتوس الذي نجا من مخيم أشغال مجري خلال المحرقة اليهودية" في إشارة إلى أسبقية لاجئين يهود بالوصول للكونغرس.

وبالتوازي مع الحملة التي واجهتها من اليمين المتطرف بأميركا، شن الإعلام الحكومي للسعودية والإمارات السعودي حملة شرسة عليها، شارك فيها بعض الكتاب والمسؤولين.

ونشرت صحف ومواقع موالية للسعودية مقالات تنتقد وتهاجم النائبات المسلمات وتعتبرهن عضوات بجماعة الإخوان المسلمين المصنفة إرهابية في بالمملكة والإمارات.

ونشر موقع العربية مقالا مطولا بعنوان "تفاصيل دعوات الأخوات المسلمات بأميركا للهجوم على ترامب".

وفي هذا السياق، أشارت فورين بوليسي إلى تغريدة لفيصل الشمري، وهو بحسب الصحيفة مستشار ثقافي بالملحقية الثقافية السعودية في الولايات المتحدة.

وهاجم الشمري في تغريدته النائبة بالكونغرس إلهان، وقال إنها "فازت في مقاطعة بولاية مينيسوتا لتكون نائبة في مجلس النواب عن الحزب الديمقراطي".

وأضاف: هي تتبع فكر الإخوان المتحالف مع الحزب الديمقراطي، سوف تكون معادية للخليج داعمة إلى الإسلام السياسي ممثل في الإخوان بالشرق الأوسط.

وساهم المغرد أمجد طه بالحملة ذاتها حيث هاجم رشيدة وإلهان بأكثر من تغريدة، فكتب بإحداها "فوز رشيدة طليب (أصولها من فلسطين) ومول نظام قطر حملتها بطرق غير مشروعة! إلهان عمر (أصلها من الصومال" واعترفت بإسرائيل قبل أن تشارك! فازوا بمقعدين في الانتخابات الأميركية لصالح الحزب الديمقراطي الذي يستهدف السعودية ودعم ما يسمى بالربيع العربي!".

وتعتقد الكاتبة أن "الهجوم العنصري على عمر قام على افتراضين خاطئين، وهما أنها عنصر في جماعة الإخوان المسلمين، والثاني أنها متزوجة من شقيقها، وظهرت هاشتاغات بأسماء مجهولة، لكنها عكست لغة موجودة في حسابات مرتبطة بالحكومة، إن شكل الهجوم واضح في الهجمات الإلكترونية التي استخدمها أنصار محمد بن سلمان وبشكل منتظم ضد معارضيهم". 

وتختم سالم بالقول إنه "ليس من المفاجئ رد حلفاء أمريكا الديكتاتوريين بنوع من الفزع على ظهور الأصوات السياسية المسلمة في الولايات المتحدة، فقد انتفعت هذه الأنظمة من الخيار المزيف الذي تقدمه لصناع السياسة في الغرب، وهي أن البديل الوحيد لهم هو المتطرفون، وقد أضعف هذا النقاش السياسيون الأمريكيون الذي يشتركون مع هذه الأنظمة في الدين، لكن ليس في موقفها من الديمقراطية".

 

الكاتب