مؤامرات الأخطبوط الأسود "دحلان" .. لمصلحة من؟؟!

مؤامرات الأخطبوط الأسود "دحلان" .. لمصلحة من؟؟!

توغلت أصابع محمد دحلان القيادي الفلسطيني الهارب من وطنه، والمنشق عن الشرعية الفلسطينية، في المنطقة الخليجية بشكلٍ غير مسبوق، خاصة مع قربه الشديد من أصحاب القرار في الإمارات والتأثير عليهم.

حيث كشفت صحيفة "لوموند" الفرنسية في تحقيق مطوّل لها، ضلوع "دحلان" المتهم بعلاقته المشبوهة مع أجهزة مخابرات عديدة، بينها الاستخبارات الإسرائيلية، بمؤامرات كبرى في مختلف دول الشرق الأوسط، بعضها لتصفية ثورات الربيع العربي، وأخرى من أجل مصالحه الخاصة ومصالح "مموّليه" الداعمين له في الإمارات.
واستعرضت صحيفة "لوموند" دور أبو ظبي الداعم لدحلان، ومحاولة اللعب بورقته في الصراع العربي الفلسطيني وعلاقته بجهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، فضلًا عن دوره في تخريب الثورات العربية ومحاصرة الإسلاميين، وكل ذلك بقيادة "محمد بن زايد" الذي عيّن دحلان مستشاراً خاصاً له للعمليات الخاصة المشبوهة في الملفات العربية والدولية، وهنا تكمن المشكلة في نوعية الاستشارات التي يقدمها رجل مثل "دحلان" إلى حاكم أبو ظبي والإمارات فعلياً بعد إزاحته لأخيه "الشيخ خليفة" من الواجهة!.
وتحدثت الصحيفة بتقريرها تحت عنوان (من غزة إلى أبو ظبي: صعود صاحب الدسائس محمد دحلان)، تحدثت عن شبح "دحلان" الذي عاد ليخيم على قطاع غزة، والذي أصبح اليوم واحدًا من أبرز المؤثرين في اللعبة السياسية الكبرى في المنطقة، ورأت الصحيفة أن ما يجري الآن هو عبارة عن "لعبة شطرنج" تخوضها السلطة الفلسطينية ومصر والإمارات، تهدف إلى استعادة السيطرة على غزة من حركة حماس والتيار الإسلامي الذي يسيطر على القطاع منذ سنوات طويلة زادت عن 12عاماً، وتعرضت "حماس" لاستنزافٍ شديد بعد 11عاماً من الحصار وثلاثة حروب ضد إسرائيل.

تبذير أموال الإمارات!
ولفتت الصحيفة إلى مناورة دحلان الضخمة، حيث إنه بدعم من أبو ظبي، بدأ بتوزيع الأموال في غزة، وتبذير مال الشعب الإماراتي كما يشاء في قطاع غزة، كما أنه بالتنسيق مع مصر تعهد بتخفيف الحصار المفروض على القطاع، وإعادة فتح معبر رفح، في مقابل السماح بعودته إلى غزة، كعودة الأبطال الفاتحين!.
وأوضحت أنَّ اقتراب "دحلان" من العودة إلى غزة أثار حفيظة عدوه اللدود الرئيس الفلسطيني الحالي "محمود عباس"، الذي كان قد اتهمه في 2011م بمحاولة الانقلاب عليه، ولذلك سارع الأخير إلى التحرك في شهر أكتوبر، عبر إرسال رئيس وزرائه "رامي الحمد الله" إلى غزة، من أجل تقديم مبادرة للمصالحة مع "حماس"، وهي النقطة التي شجعتها هذه الأخيرة، التي تسعى إلى الاستفادة من حالة الانقسام الشديد داخل حركة "فتح" بين أنصار دحلان وأنصار عباس.
ورأت الصحيفة الفرنسية أن دحلان يكون بذلك قد خسر المناورة الأولى، ولكنه لا يزال لديه الكثير من الأوراق، حيث إن هذا القيادي السابق في "فتح"، نجح منذ طرده من فلسطين في ربط الصلة بعديد الجهات المؤثرة.

دعم إمارتي لا نهائي

كما تحدثت الصحيفة عن دور دحلان العابث في مصر وتونس وليبيا والسودان واليمن وماليزيا وحتى صربيا، فضلًا عن حضوره قمة الرياض والاستماع إلى خطاب الرئيس الأميركي "دونالد ترامب" في القاعة التي ضمَّت رؤساء العالم العربي والإسلامي.

وأرجعت الصحيفة سبب هذا الصعود "المذهل لدحلان، إلى مسئولين كبار في أبو ظبي، أهمهم ولي عهد أبو ظبي والرجل الأكثر تأثيرا في الإمارات، محمد بن زايد.
ونقلت الصحيفة عن مصدر دبلوماسي عربي قوله إن "دحلان" عندما يصل إلى باريس تفتح له السفارة الإماراتية هناك قاعتها الشرفية في المطار وترسل إليه سيارة ليموزين، إذْ تعامله مثل أحد الشيوخ من أعضاء العائلة الحاكمة، وتعتبره أكثر أهمية من الوزراء الإماراتيين أنفسهم!.
ونقلت الصحيفة عن إعلامي فلسطيني -في رام الله- قوله: (إن الإمارات جعلت من دحلان وكيلًا لها في حربها المعلنة ضد الإخوان المسلمين، ومن بين كل قيادات الجيل الثاني الفلسطينية يعتبر هو الأكثر نفوذًا وعلاقات في المنطقة، حيث إنه تحول إلى أخطبوط حقيقي).

وأكدت الصحيفة أنَّ دحلان بعد هروبه إلى أبو ظبي، وجد إلى جانبه العديد من الوجوه الأخرى التي طردتها شعوبها وبلدانها بعد ثورات الربيع العربي2011م، على غرار رئيس الوزراء المصري "أحمد شفيق"، والمستشار الليبي "محمد إسماعيل"، وابن الرئيس اليمني المخلوع "أحمد صالح" وغيرهم!.


القضاء على الربيع العربي

وأشارت الصحيفة إلى أنَّ دحلان بعد وصوله إلى أبو ظبي مطروداً من الضفة الغربية، وهو المتورط في قتل الشهيد الراحل الرئيس الفلسطيني "ياسر عرفات"، شرع مباشرةً في وضع مخططاته لعرقلة صعود الإخوان المسلمين، الذين فازوا بالانتخابات التي نُظّمت في مصر وتونس، عقب الثورات هناك عام 2011م، وقد أصبح دحلان أحد أهم الأذرع التي تستعملها أبو ظبي لتحقيق أهدافها.
كما كشفت صحيفة "لوموند"، أنَّ مسئولين إماراتيين مع "دحلان" عملوا في مصر على تقويض حكم الرئيس "محمد مرسي" الفائز في الانتخابات الرئاسية في 2012م، حيث قاموا بتمويل المظاهرات التي تمَّ تنظيمها في إطار الإعداد لانقلاب "عبد الفتاح السيسي".

وذكرت الصحيفة أنَّ دحلان اقتحم أيضًا المجال الإعلامي، إذ شارك في إطلاق "قناة الغد"، التي يديرها الصحافي "عبد اللطيف منياوي"، المعروف بولائه لنظام الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك.

وأكدت الصحيفة أنَّ دحلان متورط أيضًا في المعارك الدائرة في ليبيا، خاصة في منطقة برقة، حيث كشفت تسريبات صوتية للسيسي وحفتر، أنَّ دحلان سافر في طائرة خاصة من القاهرة إلى ليبيا، بتمويل إماراتي، ويعتقد كثيرون أن تلك الرحلة دليل على أن دحلان هو أحد أبرز المشرفين على تهريب الأسلحة الإماراتية والمرتزقة إلى معسكر اللواء الليبي المتقاعد "خليفة حفتر".

وفي اليمن والمملكة السعودية وسوريا وصربيا وماليزيا وتركيا وغيرها من البلدان عربياً ودولياً، تجد بصمات الفساد (الإماراتي-الدحلاني) المشترك، بقيادة المحمديْن "بن زايد ودحلان"، بما شوّه سمعة الحكومتيْن الإماراتية والفلسطينية أمام شعوب المنطقة كلها، وما جعلهما يستحقان فعلاً لقب "شيطان العرب" و "فيروس العرب"، ولا زالت أذرع الأخطبوط تمتد بسمومها إلى كل مكان لمصالح شخصية خبيثة، وخدمةً لأجندات خارجية مشبوهة!.

الكاتب