فاينشنال تايمز .. التسامح أكذوبة للتغطية على الانتهاكات الحقوقية

فاينشنال تايمز .. التسامح أكذوبة للتغطية على الانتهاكات الحقوقية

في مقال أعدته المحررة في صحيفة “فاينشال تايمز” رولا خلف تحت عنوان “رسالة دبي لشعبها: كن متسامح وإلا”  ناقشت خلف واقع حقوق الإنسان في الإمارات بعيداً عن شعارات التسامح التي تطلقها في دعايتها الرسمية.

 وقالت فيه إن إمارة دبي لديها قدرة غير محدودة على إعادة خلق نفسها. وبعد أن نفذت لديها الماركات العجيبة وجدت ماركة جديدة معلقة “فكر في برج خليفة أو الجزر الصناعية، إلا أن الإمارة وجدت أفكارا جذابة، ولو سقت سيارتك في شوارع المدينة المشجرة فسترى اليافطات التي تحتفل بـ “عام التسامح” وربما شاهدت “جسر التسامح”. وعندما تتحدث مع السكان فستستمع أن مدرسة الأطفال طلبت منهم القيام بمشاريع تسامح، فيما شجع الفنانون على إنتاج أعمال عنها”.

وتضيف أن الاحتفاء بالتسامح منتشر في كل الإمارات العربية المتحدة التي أعلنت عن عام 2019 عاما للتسامح. وتشرف على فعاليات العام وزارة وطنية اسمها التسامح بالإضافة لبرنامج تسامح ومجلس للتسامح. وفي هذا الأسبوع شجع مسؤول بارز الجميع على تسجيل لقطات فيديو وتغريدات تردد قسم التسامح.

وتعلق الكاتبة إنه لم يمض من عام 2019 إلا ثلاثة أشهر ولكن الإماراتيين أعلنوا عن انتصار التسامح. ففي شباط (فبراير) قام البابا فرانسيس بزيارة تاريخية إلى الإمارات العربية المتحدة وأثنى فيها على جهوده الإمارات بناء نموذج للتعايش.

 وتعلق خلف: “ومع ذلك، فكلما سمعت عن التسامح أثناء زيارتي الأخيرة لدبي كلما شعرت بالدهشة. وليس هذا انطباعا لأن الإمارات التي تدار فيها السياسات والسياسة الخارجية من أبو ظبي المحافظة، أصبحت غير متسامحة. أو أن اللاتسامح قد أضعف من دور دبي كأهم مدينة متسامحة في الخليج”.

وتعرف دبي بالترف والسحر، ولكن السكان قد يجدون أنفسهم وسط نظام قانوني قديم وعقلية دولة بوليسية. ففي العام الماضي انتشرت أخبار قصة المحاولة الفاشلة لهروب ابنة حاكم دبي حول العالم أكثر من أي خبر أو صفقة مالية عقدت في المدينة.

وفي أبو ظبي تعيش الحكومة حالة من الرهاب/الخوف منذ انتفاضات الربيع العربي عام 2011. وأول تهديد ينظر إليه هو الإسلام السياسي الذي ساهمت أبو ظبي بهزيمته في مصر عندما ساعدت على ثورة أطاحت بالإخوان المسلمين من السلطة. وعملت منذ ذلك الوقت لقمع أي شخص يقع في الإمارات تحت تأثير الإسلاميين.

وأكثر من هذا هناك التأثير الوجودي الذي تمثله إيران وطموحاتها في المنطقة. وقربت هذه المخاوف الإمارات من السعودية التي يحكمها ولي العهد “الوقح “محمد بن سلمان. ومع الرياض قامت أبو ظبي بشن حملة عسكرية في اليمن ضد الجماعة الحوثية التي تدعمها إيران وتسببت بالموت والمجاعة. وقادا معا حملة حصار قطر التي تتهم بالترويج للإسلامية في المنطقة.

وقالت الكاتبة إن النقاد الإماراتيين لهذه الصقورية، وهم قلة تحولوا إما لمبطلين أو تم قمعهم. وقالت إن العلاقة وثيقة بين الإمارات والسعودية لدرجة أن عددا ممن احتجزوا في فندق ريتز كارلتون عام 2017 تم اختطافهم من الإمارات.

 و”قيل إن بعض الأثرياء السعوديين يخافون الآن إيداع أموالهم في المصارف الإماراتية نتيجة لهذا”.

وترى الكاتبة أن السياسات تجاه قطر وإيران أصابت عدواها المناخ التجاري في دبي.

فمنذ حزيران (يونيو) 2017 منع القطريون من التعامل مع الإمارات العربية المتحدة، ويحظر على المؤسسات المالية في دبي التعامل المالي مع قطر.

وفي الوقت نفسه يشعر المجتمع التجاري الإيراني الذي ازدهر في دبي بأنه بات مقيدا.

وتعلق “في الوقت الذي يفكر فيه الواحد أن التسامح هو مفهوم يجب تطبيقه على كل شيء من الدين لأسلوب المعيشة، ومن السياسة إلى الاقتصاد يفضل الإماراتيون مفهوما انتقائيا له”.

وقال شخص على معرفة بمبادرة العام الحالي إن التسامح الديني هو الهدف في بلد غالبته من الأجانب. والهدف هو إشعار الأجانب بالراحة بدون تبني حرية التعبير والمساواة بين الجنسين أو حقوق المثليين (أل جي بي تي).

وفي يوم ما ربما قبل شخص صديقته في الشارع بدون أن يخاف من العقاب. وربما سمح ببيع الكحول بشكل واسع. أما الهدف الثاني من عام التسامح فهو تحذير المواطنين من مخاطر الأفكار الإسلامية. وتختم بالقول “إن بعضا من التسامح هو بالطبع أحسن من لا شيء.

وتظل الإمارات نادرة في الشرق الأوسط فهي مستقرة وبحكومة فاعلة. وكان من المفترض أن تعطيها مظاهر القوة هذه الثقة لتتبني التسامح الحقيقي لا التحايل من خلال ماركة”.

الكاتب