مركز بحثي اسرائيلي.. مخططات اماراتية سعودية لتصعيد سيسي جديد بالسودان

مركز بحثي اسرائيلي.. مخططات اماراتية سعودية لتصعيد سيسي جديد بالسودان

كشف مركز بحثي إسرائيلي، عن وجود مخططات إماراتية سعودية، تهدف إلى تكليف نائب رئيس المجلس العسكري بالسودان محمد حمدان دقلو "حميدتي" بدور رئيس الانقلاب العسكري بمصر عبد الفتاح السيسي.

وأوضح مركز "بيغن السادات للدراسات الاستراتيجية" التابع لجامعة "باريلان" العبرية، أن الدولتين الخليجيتين تراهنان على دور حميدتي، من أجل استعادة تجربة السيسي في مصر، عندما أطاح بالرئيس المنتخب محمد مرسي، مشيرا إلى أن الرياض وأبو ظبي يركزان على الطموح السياسي لحميدتي، كونه لن يسمح بانتقال السلطة إلى القوى المدنية السودانية بشكل كامل.

ولفت المركز في ورقته البحثية إلى أن وعي الجمهور السوداني لإمكانية تكرار التجربة المصرية، يعرقل مخططات حميدتي والسعودية والإمارات، منوها في الوقت ذاته إلى أن حميدتي والبرهان مرتبطان بعلاقات وثيقة بالرياض وأبوظبي، نظرا لقيادتهما وإشرافهما على القوات السودانية التي تعمل ضمن التحالف الذي تقوده السعودية باليمن.

وفي ثاني ورقة يصدرها في أقل من أسبوع حول ما آلات الثورة في كل من الجزائر والسودان، أشار المركز، اليوم، إلى أن كلا من نظامي الحكم في السعودية والإمارات يراهنان على توظيف الطموح السياسي القوي لحميدتي، الذي يتجاوز بكثير طموح رئيس المجلس، عبد الفتاح البرهان.

وحسب المصادر الدبلوماسية الغربية التي يقتبسها المركز، فإن الطموح السياسي لحميدتي "قوي لدرجة أنه لن يسمح بانتقال السلطة إلى القوى المدنية السودانية بشكل كامل".

واستدرك المركز منوها إلى أن ما يعيق مخططات حميدتي وكلا من السعودية والإمارات حقيقة أن الجمهور السوداني غير معني بالمرة باستنساخ التجربة المصرية التي أفضت إلى تولّي السيسي زمام الحكم في النهاية، مشيرا إلى أن الشعار الذي يردده المتظاهرون السودانيون: "إما انتصار الثورة وإما مصير كمصير مصر".

ولفت إلى أن كلا من حميدتي والبرهان ارتبطا بعلاقات وثيقة بالرياض وأبوظبي، إثر قيادتهما وإشرافهما على القوات السودانية التي تعمل إلى جانب السعودية والإمارات في اليمن.

وحسب "مركز بيغن السادات للدراسات الاستراتيجية"، فإن ما يفاقم إحباط السعودية والإمارات مما يجري في السودان حقيقة أن الاحتجاجات الجماهيرية والتظاهرات العارمة تتواصل على الرغم من الإطاحة بالرئيس المخلوع، عمر البشير، وتنحية عدد من كبار الجنرالات.

وأوضح أن السعودية والإمارات توظّفان المال في محاولاتهما إحباط الثورة السودانية، مشيرا إلى أن الدعم المالي الكبير الذي قدمته أبوظبي والرياض للمجلس العسكري في السودان يهدف إلى إحداث شرخ في صفوف القوى المطالبة بالتغيير.

ولفت المركز إلى أنه في الوقت الذي تتوجه فيه بعض ممثلي القوى السياسية والمليشيات المسلحة السودانية إلى أبوظبي لمناقشة المساعدات التي يمكن أن يحصل عليها السودان، فإن الأصوات الرافضة لقبول المساعدات السعودية والإماراتية تتعالى.

وحسب المصدر نفسه، فإن السعودية طلبت من المدير السابق لمكتب البشير، طه عثمان حسين، الذي أقيل من منصبه في عام 2017، ثم عمل مستشارا في القصر الملكي في الرياض، العودة إلى الخرطوم، للعب دور مركزي في المرحلة الانتقالية في السودان، من خلال دعم النخبة العسكرية التي تتولى زمام الأمور حاليا في الخرطوم.

الحفاظ على النظم الديكتاتورية

في السياق نفسه، شدد المركز الإسرائيلي على أن السعودية والإمارات تعملان بكل قوة وبأي ثمن من أجل الحفاظ على النظم الديكتاتورية في العالم العربي، من خلال دعم النخب العسكرية في الدول العربية التي تتواصل فيها الثورات الشعبية، لا سيما الجزائر والسودان.

وأشار إلى أن كلا من السعودية والإمارات تراهنان على الجنرال خليفة حفتر في إحباط أية فرصة للانتقال الديموقراطي في ليبيا، من خلال تشجيعه على السيطرة على العاصمة طرابلس، مشيرا إلى أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان تعهد في لقائه الأخير بحفتر بتقديم ملايين الدولارات له من أجل إنجاز إعادة احتلال طرابلس.

واستدرك المركز قائلا إن نجاح حفتر في مسعاه بالسيطرة على طرابلس سيمثل أخبارا سيئة لقوى التغيير في الجزائر والسودان، على اعتبار أنه يجسد نجاح التحرك الذي قاده كل من بن سلمان وولي العهد الإماراتي محمد بن زايد والسيسي.

الكاتب