محلل سياسي : سياسة الإمارات الخارجية تتناقض مع ارث الشيخ زايد

محلل سياسي : سياسة الإمارات الخارجية تتناقض مع ارث الشيخ زايد

قال محلل سياسي عربي بارز إن سياسة الإمارات الخارجية الحالية تتناقض وإرث الشيخ زايد مؤسس الدولة طيب الله ثراه.

وأضاف المحلل عريب الرنتاوي مدير مركز القدس للدراسات السياسية، في مقال نشره موقع تلفزيون الحرة الأمريكي، أن سياسة الإمارات الخارجية الحالية، تتناقض مع "إرث زايد". وإرث زايد، الشيخ المؤسس لدولة الإمارات، نهض على الانكفاء على قضايا الداخل كالتنمية والاستثمار وتحسين ظروف معيشة المواطنين وتعزيز تجربة الاتحاد، وانتهاج سياسة "النأي بالنفس" عن أزمات المنطقة، والاحتفاظ بعلاقات متوازنة مع مختلف الأطراف والعواصم والمواقف قدر الإمكان.

وتابع أن: هذا الإرث الذي مكّن الإمارات من تحقيقها نهضتها المالية والاقتصادية، يعتقد كثيرون بأنه تبدد في السنوات الأخيرة، لتحل محله نظرة للدولة الثرية بوصفها "اسبارطة العصر الحديث"، تقاتل وتتدخل في العديد من الساحات والميادين القريبة والبعيدة، مع ما يمليه ذلك من "عسكرة" و"أمننة" للدولة والمجتمع، وصولا لاستدعاء "المرتزقة" تعويضا عن نقص الموارد البشرية، والاشتباك مع مختلف أزمات المنطقة، واعتماد "القوة الخشنة" بدل القوة الناعمة التي ميزت "إرث زايد".\

وقال إنه وفي حال "كانت الإمارات شديدة الاطمئنان إلى سلامة وضعها الأمني الداخلي، بسبب استثمارها الهائل في أحدث منجزات تكنولوجيا الأمن والمعلومات، فإن تدخلاتها في أزمات بعيدة، وبوسائل مختلفة (ليبيا، مالي، مصر، تونس وسوريا وغيرها)، كان يبقيها على مبعدة من مصادر التهديد".

وأضاف: لكن حرب اليمن وأزمة واشنطن مع طهران، أشعرت قادتها للمرة الأولى، بأن بلادهم باتت على مقربة من مصادر النيران، وأن صواريخ الحوثي وطائراته المسيّرة، دع عنك القدرات العسكرية الإيرانية الأكثر تطورا، سيجعل منها هدفا مفضلا لردود أفعال هذه الأطراف.

وتابع: إضافة إلى هذه العوامل الجوهرية والمباشرة المسؤولة عن إحداث التحول في الموقف الإماراتي، يجمع المراقبون على بلوغ السياسات الإماراتية التدخلية طريقا مسدودا، بل وفشل "اسبارطة العصر الحديث" في تحقيق أهداف ومرامي سياساتها الأمنية والدفاعية واستراتيجية "الهجوم خير وسيلة للدفاع"...

وقال: فالمقاطعة المشددة المضروبة منذ أزيد من عامين على الجارة الصغيرة والقريبة: قطر، لم تعط أكلها بعد، وليس منظورا لها أن يفضي إلى نتيجة... فالدولة خرجت من آثار المقاطعة، وأصدقاء الرياض وأبوظبي بدأوا يطورون علاقاتهم الدبلوماسية والتجارية مع الدوحة (باكستان والأردن على سبيل المثال) والدولة تكيفت مع تداعيات الحصار وتغلبت عليها، وأميرها في زيارة نادرة واستثنائية إلى واشنطن، أجرى خلالها محادثات حميمة مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب وأركان إدارته، وحصد الإشادة والتثمين لصداقته مع الولايات المتحدة، بصورة لا تقل عمّا تلقاه محمد بن زايد ومحمد بن سلمان في زياراتهما المماثلة...

الكاتب