فساد وغسيل أموال في مؤسسة خيرية يقودها السفير العتيبة في واشنطن

فساد وغسيل أموال في مؤسسة خيرية يقودها السفير العتيبة في واشنطن

كشفت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية عن فضيحة فساد وغسيل أموال في مؤسسة خيرية تابعة للسفير الإماراتي في واشنطن يوسف العتيبة، عن طريق رئيس المؤسسة الذي يعد أحد مساعدي السفير العتيبة.

وذكرت الصحيفة في تقرير لها أعده "سبينسر سهو" بأنه قد تم الحكم على مساعد أمريكي لسفير دولة الإمارات في واشنطن ورئيس هيئة أعماله الخيرية الشخصية، ويدعى بايرون فوغان،  بالسجن لمدة 21 شهراً، وذلك بعد اعترافه بسوء انفاق أكثر من مليون دولار من أموال المؤسسة في كازينوهات وشركات ترفيه البالغين.

وأشارت الواشنطن بوست في تقريرها إلى أن بايرون فوجان (43 عاما) من ولاية كولومبيا،  اعترف في نوفمبر الماضي في محكمة اتحادية في واشنطن بأنه مذنب بتهمة غسل الأموال، مضيفة أنه المدير التنفيذي لمؤسسة "واحة" التي أسسها السفير الإماراتي يوسف العتيبة عام 2008، بهدف العمل مع السفارة وتعزيز العلاقات الإيجابية بين البلدين، إذ تعد الإمارات حليفاً مهماً للولايات المتحدة في الخليج.
 
وتذكر الصحيفة أن دولة الإمارات قدمت من خلال قنوات متعددة مئات الملايين من الدولارات للولايات المتحدة لمواجهة دعماً لها أمام العديد من التحديات، مثل جهود التعافي من أعاصير كاترينا وساندي وجوبلين، بالإضافة إلى عدة منح إماراتية للمستشفيات والمدارس والملاعب في جميع أنحاء أمريكا، بما في ذلك نيويورك ولوس أنجلوس وميامي، ويشمل ذلك أيضاً تقديمها 150 مليون دولار عام 2009 إلى المركز الطبي القومي للأطفال في واشنطن.

وأكدت الصحيفة، رفض سفارة الإمارات في الولايات المتحدة التعليق على هذه الأنباء، مشيرة إلى أن السفير العتيبة يعتبر واحداً من السفراء الأكثر تأثيراً في واشنطن.

و يفيد تقرير واشنطن بوست بأنه وفي رسالة إلى المحكمة، قام المدير التنفيذي الحالي للمؤسسة بالحديث دعماً لفوغان، وأن المحامي "هاميلتون لوب"، هو محام من مكتب "بول هاستينغز"  قاد مؤسسة الواحة بعد "فوغان" ويعمل مستشاراً للسفارة الإماراتية، قد طلب من المحكمة  التساهل مع فوغان حتى يتمكن من سداد الأموال.

ونقلت الصحيفة أقوال "لوب" عن فوغان بأن "السيد فوغان صاحب سجل من الإنجاز والكفاءة المهنية، والموثوقية والولاء قبل الأحداث في هذه القضية،  وأن مصلحة المؤسسة تتمثل في حكم يمنحه الفرصة لإثبات قدرته على الاستمرار بتقديم مساهمات إيجابية للمجتمع".

وفي الأوراق المقدمة أمام المحكمة/ أوضح المحامي أن "فوغان" هو صديق مقرب من العتيبة منذ أيام الدراسة الجامعية بجامعة جورج تاون، إلى جانب عمله أيضاً لصالح السفارة والعتيبة بمنصب نائب الرئيس في شركة "هاربر جروب"، وهي شركة علاقات عامة كوكيل أعمال أمريكي وكمستشار قانوني.

وتشير الصحيفة إلى أن فوغان أنفق مليون دولار بين عامي 2011-2013، في الوقت الذي كان يتمتع بالسيطرة الحصرية على أموال المؤسسة، ولكن لم يعرف على وجه التحديد كيف تم ذلك، مضيفةً أن "فوغان" نقل 7.4 مليون دولار من المؤسسة إلى حسابات خاصة به، قبل أن ينفق بعضها بشكل صحيح ولكنه قبل سدادها  ألقي القبض عليه من جانب المكلفين بإنفاذ القانون، وفقا لملفات المحكمة.

وقال لوب في بيان بعد الحكم، إن سلوك "فوغان"، لا تأثير له على البرامج الممولة من مؤسسة "الواحة"، وأن المؤسسة تنفق 6 مليون دولار  وسوف تقوم بالوفاء بجميع التزاماتها المتعلقة بالبرامج، بما في ذلك وحدة حديثي الولادة الجديدة في مستشفى جوبلين ميرسي، البرامج التعليمية الطفل في واشنطن وشيكاغو، وملجأ للمشردين في بالتيمور.

"فوغان" سعى للتكفير عن جريمته وتحمل "المسؤولية الكاملة" عن سلوكه، الذي زعم أنه وقع  "أثناء  ما كان يلعب القمار ويشرب الكحول" مضيفاً القول: "أنا أشعر بالخجل عن الأضرار التي لحقت بصاحب العمل السابق(السفير العتيبة)، والمجتمع، وأصدقائي، وأسرتي".

وأشار التقرير إلى طلب المحامي بريستون بيرتون من المحكمة أن يكون موكله بمنأى عن السجن ويسمح له بتلقي العلاج أو الحبس في المنزل مع الحد الأدنى من الغرامة، ليبقى على اتصال مع العتيبة ويخدم السفارة عند الطلب.

وحكم ممثلو الادعاء الاتحادي على "فوجان" بالسجن 27 شهراً قبل أن يتم التخفيف إلى 21 شهراً، وأمرت المحكمة برد الحق للمؤسسة من 223,569 دولار من الأموال المغسولة بشكل غير قانوني، و تتبع 10 آلاف دولار أخرى، وأضافت الصحيفة، إن المبلغ الإجمالي الذي تم الاستيلاء عليه عن طريق الاحتيال لم يحدد، ويرجع ذلك جزئياً إلى اعتراف المدعى عليه بالمسؤولية، وكتب مساعد وزير العدل الأمريكي ضياء محمد فاروقي، "بمعنى من المعاني، إن ضحايا سلوك المدعى عليه . . هم الأبرياء الذين كانت حياتهم ستتغير للأفضل، لو لم ينفق المتهم أموال المؤسسة الخيرية على رذائله الشخصية ".
 

المصدر 

الكاتب