لماذا لم تطالب الامارات باستعادة جزرها من إيران كما فعلت السعودية مع مصر؟

لماذا لم تطالب الامارات باستعادة جزرها من إيران كما فعلت السعودية مع مصر؟

خاص - شؤون إماراتية
غانم حميد

"بعد استرداد السعودية لجزيرتي تيران وصنافير، ماهي آخر أخبار طنب الكبرى وأخواتها؟" .. سؤال تردد كثيرا على لسان نشطاء مواقع التواصل وخبراء استراتيجيين، مستغربين الصمت الاماراتي على الجزر المحتلة من ايران برغم مشاركة الامارات في الحرب في اليمن وسوريا وهي ليست أراضيها.

الجدل زاد أكثر حينما تساءل مغردون: "ماذا لو سمحت السعودية لأمريكا بإنشاء قاعدة عسكرية لها على جزيرتين تيران وصنافير؟ّ!"، لافتين لأنه لو فعلت أمريكا هذا بموافقة سعودية، فسوف يكون هذا مبررا أكبر للإيرانيين لرفض التخلي عن الجزر الإماراتية، بل وتحويلها الي قواعد عسكرية إيرانية؟.

ولم ينس نشطاء مصريون أن يسخروا من تسخير الحكومة المصرية لجانها الالكترونية المشتركة مع الاماراتيين، للتأكيد أن جزيرتين تيران وصنافير سعوديتان، قائلين: "هل في ايرانيين قاعدين عالنت 24 ساعة ينشروا ادلة ان طنب الصغرى والكبرى وابو موسي هي جزر اماراتية ؟!".

الامارات تستعين بـ "صديق"

الأكثر غرابة أن الامارات تكثر من التصريحات التي تؤكد أن دول الخليج بات لديها القدرة وبدون مساعدة أحد على حماية ارض الخليج، ولكنهم لا يعلنون أنهم سيحررون طنب الكبرى وطنب الصغرى وجزر موسى، ويطالبون بمساعدة "صديق"!.

فبعد أيام قلائل من اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية، وتسليم مصر جزيرتي تيران وصنافير للسعودية، أثارت الإمارات قضية الجزر الثلاث المتنازع عليها مع إيران بطريقة غريبة حينما أوعزت لرئيسة المجلس الوطني الاتحادي "أمل عبد الله القبيسي" القول إن "روسيا الاتحادية، تدعم حقنا في استعادة جزرها الثلاث المحتلة من جمهورية إيران".

وعلى الطريقة السودانية في مطالبة مصر بإعادة حلايب وشلاتين، بالتفاوض السلمي أو التحكيم الدولي، دعت المسئولة الإماراتية "موسكو" للتحرك ودعم حق الامارات "عبر المفاوضات الجادة المباشرة، أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية"، حسب صحيفة الإمارات اليوم.

وأشارت القبيسي، إلى أن الجانب الروسي سعى للوساطة في هذا الملف بين البلدين عام 2012، "لكن هذا المسعى قوبل بتعنت إيراني" حسب قولها، دون أن تقدم بديل لكيفية التحرك الاماراتي المقبل.

إسرائيل أقرب للإمارات

الملفت أن صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية ذكرت في ديسمبر الماضي، في تبرير الامارات افتتاح قنصلية اسرائيلية في أبو ظبي، ان "مما قرب بين تل ابيب وابو ظبي هو النووي الايراني، والتوصل إلى اتفاق نووي بين إيران والدول العظمى.

وأضافت: "خلق هذا مصالح مشتركة بين إسرائيل ودول الخليج عامة، وليس فقط الإمارات، لكن للإمارات نزاع قوي مع إيران يرتبط بمسألة الجزر الثلاث وهي طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، التي سيطرت عليها إيران بعد خروج القوات البريطانية من الخليج عام 1971 وما زالت تسيطر عليهم".

وهو ما يشير لاستقواء الامارات بإسرائيل ضد إيران للمطالبة بجزرها المحتلة بينما دعمت تحرك المملكة الذاتي للحصول على جزرها من مصر وعدم التدخل الدولي في الازمة.

وطنب الكبرى وطنب الصغرى التابعتان لإمارة رأس الخيمة، وأبو موسى التابعة لإمارة الشارقة، هي جزر ثلاث كانت مشمولة بمعاهدة الحماية منذ توقيعها عام 1819 بين حكام الخليج وبريطانيا، لكنها كانت موضع اهتمام إيران التي حاولت بوصفها أكبر قوة إقليمية حينئذ احتلالها عام 1904 وعام 1963 لكنها أخفقت، ثم استولت عليها لاحقا.

وسبق أن اتهم الشيخ زايد آل نهيان - في لقاء تليفزيوني - إيران بالتشهير والادعاء الكاذب بامتلاكها الجزر الإماراتية المحتلة وإعداء أنها ملك سابق لها، وقال: "عندي براهين تثبت حقي وإذا كان الآخرين عندهم براهين أقوى من براهيني فليقدمونها ووقتها يكون لهم الحق"، بيد أن عيال زايد صمتوا عن إظهار هذه الوثائق في مواجهة ايران.

وقبل عام من احتلال الجزر الثلاث وتحديدا في 1970، أعلن شاه إيران محمد رضا بهلوي نيته احتلال الجزر الإماراتية وحاول أولا إقناع حاكم رأس الخيمة صقر بن سلطان القاسمي بشراء طنب الكبرى والصغرى أو تأجيرهما، لكنه ووجه بالرفض.

ووافق حاكم الشارقة خالد القاسمي، بعد أن أخفق في الحصول على مساندة عربية، على توقيع مذكرة تفاهم مع إيران برعاية بريطانية، نصت على تقاسم السيادة على أبو موسى وعلى اقتسام عوائد النفط فيها، دون اعتراف إحداهما بملكية الجزيرة.

ولاحقا وضعت إيران يدها على طنب الكبرى والصغرى بعد أن اقتحمتهما بالقوة العسكرية قبل خمسة أيام من الانسحاب البريطاني المحدد في 30 نوفمبر 1971، في حين أنزلت قوة عسكرية ونشرتها في أبو موسى عملا بالاتفاق مع حاكم الشارقة.

وبعد شهرين من ظهور اتحاد الإمارات المكوّن من أبوظبي ودبي والشارقة وعجمان والفجيرة وأم القيوين، انضمت له رأس الخيمة، مما حول قضية الاحتلال الإيراني لطنب الكبرى والصغرى إلى قضية وطنية، تلاشي بريقها حاليا في ظل عيال زايد.

 

الكاتب