الشيخ القاسمي .. لماذا اختطفه جهاز أمن الدولة ؟

الشيخ القاسمي .. لماذا اختطفه جهاز أمن الدولة ؟

تمر الذكرى الرابعة لاختطاف رئيس دعوة الإصلاح الشيخ الدكتور سلطان بن كايد القاسمي، لتؤكد معانِ الوطنية والحب للإمارات شعباً وأرضاً وحكاماً وشيوخاً.

الشيخ القاسمي قضى حياته منذ النشأة من أجل الإمارات وتنميتها كما كل المعتقلين الآخرين تماماً، فكل شخص من هؤلاء له دوره البارز في كل مجالات الحياة بالدولة، فسيرهم الذاتية مليئة بالإنجازات، ممثلين الإمارات في شتى المؤتمرات الدولية، كان الشيخ القاسمي كثيراً ما يثير الوطنية في نفوس أعضاء دعوة الإصلاح وبنفوس الشباب مستقبل الإمارات، كان دائماً ما يدعو ويحث على مجتمع حيّ.

فيما هذا الجهاز العاجز عن كل إنجاز وطني نافع، متورط بكل نقيصة وطنية يستهدف فيها الإضرار بمصالح الشعب الإماراتي ووجوده، لأنه لا يريد شعبا حيا، بل يريد شعبا رعويا. فهذا الجهاز الذي يعتمد المكائد والمؤامرات والدسائس وإنفاق أموال الشعب الإماراتي في الإفساد وتوسيع السجون، واستيراد المرتزقة السجانين والمحققين ضد الشعب الإماراتي إنما يعبر عن فقر أخلاقي ووطني مفضوح، ويعبر عن عجز بالتأثير بالوسائل الشريفة. وعجز عن المنافسة، لذلك لا يتجرأ ولن يتجرأ، أن يدخل تجربة انتخابية واحدة ولو حتى على إدارة بناية، لأنه سيفشل حتى في بنايته، وسيفقد مكانه بعد أن فقد مكانته!

سبق أن أكد الشيخ القاسمي أمام القضاء(في جلسة مايو2013م) أن المحاكمة ليست لدعوة الإصلاح وحدها، بل لكل مؤسسات الدولة الإماراتية" ؛ فالأنظمة تحاكم بنظر الشارع والمواطن الإماراتي الذي يعّول عليها انتشال الدولة والحفاظ عليها ويتمثل بالمؤسسات الثلاث النظام القضائي والإعلامي والنظام الأمني ، هذه الأنظمة الثلاثة تمثل عصب الدولة وأساسها في ظل غياب المؤسسة التشريعية التي تمثل المواطن، وهي أمام اختبار واضح من قبل الشعب.

إن اعتقال الشيخ سلطان ليس اعتقالا لمكانته الرفيعة، أو منصبه الأكاديمي، أو عمله الاجتماعي، أو نشاطه الحقوقي، بل هو اعتقال لكل هذا معاً، وهو استهداف وتخويف بالدرجة الرئيسية لكل من يسعى لأن يرفع صوته بكلمة حق، وحرص على مصلحة البلاد والعباد.

لقد نظم الشيخ القاسمي في مقاله الذي تسبب باعتقاله "من أجل كرامة المواطن" ملامح الدولة الإماراتية القادمة، ملامح لكيفية تكوين جديد للمطالبات والحقوق، لحماية مكتسبات الدولة جميعها والتي أسسها الآباء المؤسسون للاتحاد

كانت الكلمة التي أخافت جهاز أمن الدولة هي كلمة “كرامة المواطن”، إذ أنها الناظمة للعلاقة بين الحكام والشعب، وهي جزء لا يتجزأ من حقوق المواطنين التي لا يغني عنها خدمات اجتماعية ولا مكرمات اقتصادية، فهي “أشياء لا تشترى”، لذلك كان اعتقال الشيخ سلطان اعتقالا لهذه الفكرة من أذهان المواطنين، وتغييبا لهذه الكلمة من قاموس البلاد.

لقد جاء مقال الشيخ سلطان بن كايد القاسمي بعد أن فشلت جهوده الرامية لردم الفجّوة التي حفرها جهاز أمن الدولة بين حكام الإمارات وشعبهم؛ وأعلن حوار من أجل مناقشة عريضة الإصلاحات، لكن التعنت السلطوي المشحون بالرغبة في القمع كان أكبر من ذلك. ومثل اعتقال السبعة المواطنين المسحوبة جنسياتهم بداية لأزمة قادمة كان الشيخ سلطان القاسمي خشى الوصول إليها.

​إن اعتقال الرموز الوطنية، نقيصة وطنية ودينية وأخلاقية، ومنكر وباطل لا بد أن ينتهي بعودة هذا الجهاز عن ظلمه وايقافه عند حده في حماية المواطن وصون الوطن، أو أننا نظلم الوطن ونجني على كل ملامح الجمال فيه بتركنا لهذا الجهاز بلا قيود وهو يرتكب كل هذه الممارسات التي يرتكبها من ظلم المعتقلين وملاحقة قطاع واسع من الشعب الإماراتي بدون وجه حق وبدون رادع من ضمير أو قانون.

 

 

 

 

ايماسك

الكاتب