فشل مسلسل "خيانة وطن" في تجميل وجه الامن الاماراتي أو تشويه "الاصلاح"

فشل مسلسل "خيانة وطن" في تجميل وجه الامن الاماراتي أو تشويه "الاصلاح"

خاص - شؤون إماراتية
غانم حميد

قال إماراتيون وعرب يتابعون حلقات مسلسل "خيانة وطن" الذي انتجه "جهاز الأمن" لتشويه "دعوة الإصلاح"  في الامارات، أن المسلسل فشل في تحقيق هدفيه سواء تجميل وجه الامن الاماراتي، الذي ظهر مسالما على غير الحقيقة في المسلسل، او تشويه "الاصلاح" التي يدرك الاماراتيون أن من ظهروا في المسلسل لا يمتون لهم بصله.

وقال مغردون إماراتيون أن المسلسل الذي حاول تشويه الاصلاح واتهامها بخيانة الوطن أظهر للمشاهدين – على العكس تماما – منهم الخونة الحقيقيين، حيث أثار تساؤلات عمن ينطبق عليهم وصف "خيانة وطن"، وهم عيال زايد الذين تتطابق سياستهم الخارجية بالكامل مع السياسة الأمريكية والاسرائيلية.

وأشاروا الي استضافة أبو ظبي قنصلا اسرائيليا، وتعاون عيال زايد معها تجاريا عبر رحلات طيران منتظمة وصفقات أخرها صفقة اللحوم التي قام بها منصور بن زايد نائب رئيس مجلس الوزراء، وليس اخرها، كشف مصادر دبلوماسية عربية أن حكومة الإمارات صوتت لصالح تولي اسرائيل منصب رئيس اللجنة القانونية بالأمم المتحدة، ما يشكل خيانة للقضية الفلسطينية.

اعتراف بالفشل

واضطرت هذه الانتقادات، وفشل المسلسل في إحداث الاثر المطلوب، عضو استشاري في فريق عيال زايد لانتقاد المسلسل والإشارة لأنه بالغ في الخصومة مع الاصلاح.

حيث كتب الدكتور عبد الخالق عبد الله مستشار بن زايد علي تويتر يقول: "جماعة خالفوا القانون واستحقوا العقاب العادل ولم تثبت عليهم تهمة خيانة وطن ولست مع مسلسل خيانة وطن ولا داعي لرفع جرعة الكراهية ضد ابناء الوطن".

ويشبه المسلسل في إخراجه والسيناريو مسلسل "الجماعة" الذي أنتج عام 2010م عن جماعة الإخوان المسلمين في مصر، قبل اندلاع ثورة 25 يناير، في محاولة لتشوية الجماعة، ولكنه فشل وانتخب المصريون الاخوان بكثافة ليسيطروا على غالبية مقاعد البرلمان، قبل أن يقوم الانقلابيون في 3 يوليه 2013 بإجهاض التجربة الديمقراطية.

أيضا حاولت سلطات الامارات تدارك الفشل بالإيعاز لصحفها بنشر تقارير تزعم الاقبال الجماهيري على المسلسل، ودفعت لجانها الامنية لوضع هاشتاج باسم "خيانة وطن" والتصويت عليه وادعاء أنه حقق مشاركة 120 ألف تغريدة، ووصلت إلى أكثر من 114 مليون حساب ومشاهدة!
 وزعم عبد الهادي الشيخ، المدير التنفيذي لدائرة التلفزيون في أبو ظبي للإعلام، أن المسلسل نجح في تحقيق نسبة مشاهدة عالية في مدة قصيرة جداً، مشيرا لوضعه في خريطة البرامج في الساعات الأولى المسائية في رمضان ليسهل مشاهدته، بيد أن تقارير إعلامية تشير لعزوف المشاهدين وتفضيلهم برامج ومسلسلات رمضانية عربية أخري.

والطريف أن مواطنين إماراتيين استغلوا الهاشتاج الامني لتوصيل رسائل الي جهاز الامن الاماراتي مفادها التذكير بمطالبهم بالحرية وانتخاب مجلس وطني، والتذكير بدور دعوة الإصلاح، ومواقفها المتوافقة مع أحلامهم وطموحاتهم ومنهج الآباء المؤسسين.

حيث كتب حمد الشامسي: "مسلسل #خيانة_وطن فرصة لتذكير المجتمع بأهداف دعوة الإصلاح الراقية"، وقال الناشط الإماراتي البارز أحمد منصور: "نحن نعيش في الزمن الذي يسمي فيه الإعلام الرسمي المحكوم أمنياً مواطنين شرفاء بالخونة. في مثل هذا الزمن يصبح وصف "خائن" مدعاة للفخر والاعتزاز".

والمسلسل هو محاكاة لرواية "ريتاج" التي كتبها أحد كتاب جهاز أمن الدولة ويدعى حمد الحمادي كتبها عام 2012 في أعقاب اعتقال الشيخ سلطان بن كايد القاسمي رئيس جمعية دعوة الإصلاح وأحد أفراد الأسرة الحاكمة برأس الخيمة، وعدد كبير من أساتذة الجامعات وأطباء ومحامين ومهندسين ومسؤولين حكوميين وناشطين، بعد توقيعهم على عريضة "إصلاحات" تطالب بمجلس وطني منتخب.

وقضت عليهم محاكم إماراتية بأحكام معدة سلفا، وصلت إلى السجن عشر سنوات وتم نزع جنسية عدد من الشخصيات البارزة.

وحاول المسلسل تشويه الشيخ القاسمي ودعوة الإصلاح بإظهار أن ولائهم "لفكرهم وعقيدتهم" لا الوطن، وأنهم حاولوا تقديم أنفسهم كبديل للسلطة، وهي نفس الاتهامات التي قدمتها النيابة العامة أثناء المحاكمات السياسية لهم بأن (ولائهم للعقيدة، لا للوطن)، ورد الشيخ القاسمي، في ذات المحكمة بالقول: "بأن الولاء للعقيدة هو الذي يدعو للحفاظ على الوطن لذا كان حديث (من مات دون أرضه فهو شهيد).

كما حاولت حلقة المسلسل الأولى، التي زعمت إن "أحداث المسلسل واقعية حدثت في سبتمبر من عام 2012"، تشويه الاصلاح بشكل مبالغ فيه، حيث أظهرت مباشرة مجموعة شباب تتلقى تدريبات عسكرية وهي تردد أحد الأناشيد الشهيرة لجماعة الإخوان، بينما المعروف عن "الاصلاح" دعوتها السلمية وعدم رفعها للسلاح.

الكاتب