تخلي الإمارات عن السعودية في اليمن .. هل اتفق عيال زايد مع أوباما ضد بن سلمان؟

تخلي الإمارات عن السعودية في اليمن .. هل اتفق عيال زايد مع أوباما ضد بن سلمان؟

خاص – شؤون إماراتية
غانم حميد

أكثر ما لفت الانظار في إعلان أنور قرقاش وزير الدولة للخارجية الإماراتي، الذي دعمه الحساب الرسمي لمحمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي، حول انتهاء مشاركة الإمارات في حرب اليمن، أن الاعلان جاء متزامناً مع زيارة الأمير محمد بن سلمان لأمريكا.

فالإعلان في هذا التوقيت، ودون انتظار عودة الأمير الذي يدير السعودية فعلياً إلى الرياض، مؤشر واضح على أن الامارات لم تنسق خطواتها هذه مع الحليف السعودي، وفاجأته بها، لتحرجه في مواجهة الضغوط الامريكية والدولية لوقف الحرب في اليمن بدعوي سقوط مدنيين أبرياء واستعمال أسلحة محرمة.

 الأهم أن الإعلان الإماراتي المفاجئ ظهر كمؤشر واضح علي تصاعد الخلافات مع السعودية، لأن توقيت تزامن مع زيارة ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان للولايات المتحدة الأمريكية، ودون انتظار لعودته، ربما يشير لأن الموقف الإماراتي بالانسحاب جاء بالتنسيق مع واشنطن، لا الرياض.

فمنذ فترة طويلة وتصرفات الإمارات أحادية في اليمن، ما أثار تساؤلات حول موقف السعودية من هذه التصرفات المنفردة، ويبد أن هذا الموقف الاخير أغضب السعودية بشدة، لهذا عاد "قرقاش" ليتراجع عن تصريحاته ويدعي أنه "تم اجتزاء محاضرتي، والإمارات مستمرة في الحرب لدعم الشرعية في اليمن"!.

 

الاصلاح سبب الازمة

كان واضحا ان هناك خلافات بين الجانبين السعودي والاماراتي حول تطورات الحرب، وعملية التفاوض السياسية الحالية في الكويت، التي لم تنتظر الامارات نتائجها، والتي تعاني من الجمود والفشل بعد 8 اسابيع تفاوض، ولكن الخلاف الاكبر ظهر في سعي كل طرف لترجيح كفة فريق يمني على حساب الاخر.

فالإمارات لم تخف عداءها لحزب (الاصلاح) الجناح السياسي لجماعة الاخوان المسلمين، ورغم دور قادة الحزب في تحقيق الانتصارات في عدن وطرد الحوثيين منها، ظل تعامل قوات الامارات مع قادة الاخوان العسكريين فاترا، ويسعي لدعم العلمانيين، مثل خالد بحاح رئيس الوزراء ونائب رئيس الجمهورية اليمني الاسبق المقيم حاليا في ابو ظبي.

وزاد غضب الامارات حينما سعت السعودية لعزل مرشحها خالد بحاج، عن طريق الرئيس "هادي" وتعيين الجنرال علي محسن الاحمر المقرب من الاخوان المسلمين، نائبا لرئيس الجمهورية، والمكلف بإدارة الحرب ضد تحالف "الحوثي – صالح".

 

الخسائر العسكرية الاماراتية

سبب أخر للغضب الاماراتي على السعودية والاخوان في اليمن، تمثل في الخسائر البشرية الضخمة والعسكرية حتى أنها خسرت قرابة 80 -100 جندي، من بينهم 52 إماراتياً في أفدح خسارة لحقت بالجيش الإماراتي على مدار تاريخه خلال هجوم صاروخي للحوثيين أسفر عن مقتل ما يربو على 60 من قوات دول الخليج المتمركزة في وسط اليمن في سبتمبر الماضي، بخلاف إسقاط 3 طائرات هليكوبتر.

إذ تتهم الامارات الاخوان، والسعودية بالتبعية، بأنها سمحت بهذا التواجد لقوات اسلامية في عدن لمحاربة الحوثيين، ما جعل قواتها تُحاط بجماعات اسلامية منها مجموعات من القاعدة، برغم أن هذه القوات الاسلامية هي التي حمت قوات الامارات في عدن فعليا.

 

التضحية بجنود رأس الخيمة

وقد اشار "راديو فرنسا" لسبب أخر يتعلق بتضحية أبو ظبي بجنود أفقر إمارتها "رأس الخيمة"، مشيرا لأن معظم من قتلوا (نحو 80 جنديا إماراتيا) معظمهم من "رأس الخيمة" إحدى أفقر الإمارات السبع التي تشكل الاتحاد.

وأن حكام رأس الخيمة أعربوا بشكل واضح عن استيائهم للحكومة المركزية في أبو ظبي جراء هذا العدد من القتلى، والتضحية بجنود هذه الامارة تحديدا، ولذلك وجدت أبو ظبي نفسها في موقف حرج، فعزمت على سحب الجيش بشكل رسمي، والبقاء على قواتها الجوية في السماء اليمني لشن غارات إذا لزم الأمر.

ورأس الخيمة من أفقر الامارات السبع التي تشكل اتحاد الامارات العربية المتحدة الذي يضم دبي مركز الاعمال وابوظبي المصدرة للنفط، وكانت الامارة مصدرا لقلق عيال زايد، وتوجهاتهم العلمانية، حيث تشهد تناميا للنزعة الاسلامية.

 وعام 2003 أرسلت الحكومة الاتحادية، دبابات إلى هذه الإمارة لإخماد احتجاجات بعد الإطاحة بأحد أبناء الحاكم وولي عهد الإمارة الشيخ خالد.

وفي ابريل 2012، اختطفت السلطات الامنية، الشيخ سلطان بن كايد القاسمي العضو في اسرة القاسمي الحاكمة في امارة رأس الخيمة ووضعته رهن الاقامة الجبرية، لأنه يرأس جمعية الاصلاح الاسلامية، ووقع عريضة ارسلت الى قادة الامارات تطالب بمنح المجلس الوطني الاتحادي صلاحيات ديمقراطية.

ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن نجل القاسمي قوله إن والده اعتقل وأن الاسرة فوجئت برجال مسلحين يأتون الى المنزل ويأخذونه الى قصر الشيخ سعود القاسمي، وان القاسمي محتجز بمفرده في غرفة عليها حراس مسلحون.

الكاتب