ما سرّ تخاذل الإمارات عن دعم تعز وفك الحصار عنها ؟
بات الدور المشبوه الذي تلعبه الإمارات في عدد من الملفات الساخنة في المنطقة العربية مكشوفاً، وبات مادة دسمة يتناولها المحللون والمتابعون بحثاً عن أسباب ودوافع حكّام الإمارات في قراراتهم.
قضية فك الحصار الذي يفرضه الحوثيون والمخلوع علي عبد الله صالح على محافظة تعز اليمنية، تعد واحدة من أبرز هذه الملفات الشائكة التي تكشف الكثير من خفايا الأجندة الإماراتية في الصراع اليمني بشكل خاص، وتوجهاتها الإقليمية بشكل عام.
المغرد الإماراتي المعروف "فاهم" استعرض في سلسلة من التغريدات تحليلاً فسّر من خلاله أسباب التخاذل الإماراتي في عملية فك الحصار عن تعز، متفقاً مع كل التقارير التي أرجعت الأسباب إلى سعي الإمارات إلى القضاء على حزب الإصلاح اليمني، ذراع الإخوان المسلمين في اليمن، والذي يقود صفوف المقاومة الشعبية في تعز.
"فاهم" استهل تغريداته بالتأكيد على أن المشاركة الإماراتية في عاصفة الحزم قد شكلت مفاجأة للجميع، وفرضت السؤال التالي: كيف تؤيد الإمارات شرعية اليمن في الوقت الذي تدعم فيه الانقلاب على الشرعية في مصر ؟
لكن هذا السؤال غاب عن أذهان الكثيرين ولم يتفطن له سوى المطلعين على سياسة الإمارات الخارجية، بل أن الكثيرين قد باركوا المشاركة الإماراتية بحجة ضرب أذرعة إيران، ويؤكد "فاهم" أن هذا الموقف مثل سذاجة كبيرة وفسح المجال لتنفيذ المؤامرة بسهولة، وأن السعودية كانت بحاجة إلى قدر أكبر من الدهاء في تعاملها مع الإمارات.
ويضيف "فاهم" أن قرار الإمارات بإرسال قوات برية لحماية عدن بعد أشهر من بداية عاصفة الحزم بحجة دعم القوى الشعبية على الأرض، أجبر السعودية على الدخول برياً لعدم السماح بتفرد الإمارات على الأرض، وتبعها في ذلك قطر والسودان.
هذا الدخول البري للطرفين دفعهما إلى تقاسم المناطق اليمنية، فسيطرت السعودية على أغلب المناطق اليمنية الشمالية، في حين كانت أغلب مناطق الجنوب من نصيب الإمارات، وهناك تقع محافظة تعز التي تحتوي على أغلبية من التجمع اليمني للإصلاح مع طبقة مثقفة وواعية بخلاف مناطق القبائل الأخرى.
ويؤكد "فاهم" أن تعز تميزت بعدم قدرة الحوثيين وقوات صالح في السيطرة عليها، مرجعاً ذلك إلى المقاومة الشعبية التي يتقدمها الإصلاحيون بأسلحة خفيفة فقط، ما دفع الحوثي وصالح إلى حصار المنافذ الرئيسية للمدينة، ومنع دخول الإدوية والمواد الغذائية ومياه الشرب بحثاً عن كسر صمود أهلها، وفي ظل كل ذلك تقف الإمارات موقف المتفرج.
موقف المتفرج الذي تلعبه الإمارات كان يجب أن يكون مغايراً، وأن تلعب الإمارات دورها في فك الحصار عن تعز والذي يصفه "فاهم" بأنه أسهل من تحرير عدن، لكن الإمارات تتقاعس عن ذلك وترفض القيام بدورها بسبب وجود الإصلاحيين.
أهالي تعز باتوا لا يطلبون من التحالف سوى دعمهم ببعض الأسلحة الثقيلة لمواجهة خصومهم، لكن ما تفعله الإمارات الآن يعني قيامها بتقديم دعم غير مباشر للحوثي وصالح، من أجل احتلال تعز وتصفية قيادات الإصلاح فيها، ومن ثم ستدخل الإمارات بثقلها لتحريرها والظفر بدور البطولة.
دليل آخر يضيفه "فاهم" حول الدور المشبوه الذي تلعبه الإمارات، وهو ما تقوم به من إعطاء إحداثيات خاطئة لطيران التحالف لضمان سلامة قيادات صالح والحوثي، بالإضافة إلى منع وصول دعم التحالف إلى أهالي تعز، مؤكداً أن مثل هذه التصرفات القذرة تظهر نفسية مريضة تقود هذا التحرك في اليمن، وأن السكوت السعودي على ذلك يأتي بسبب عجزها وارتفاع تكلفة الحرب عليها.
وعرّج "فاهم" معلقاً على تغريدات سابقة لوزير الدولة للشرون الخارجية أنور قرقاش هاجم من خلال الإصلاحيين واتهمهم بالتخاذل، وأكد "فاهم" أن مثل هذه التغريدات تشكل غيضاً من فيض للحقد تجاه أهل تعز الصامدين بقيادة الإصلاحيين فيها، منبهاً إلى أن الإصلاحيين يقاتلون في صفوف القوى الشعبية كأفراد وليس كحزب، إذ أن حزب الإصلاح ليس لديه جناح مسلح، ما يجعل الإمارات وغيرها ترتعب من وجودهم وسيطرتهم نظراً لقربهم من الناس وحصولهم على الدعم الشعبي.