دعوة لأحرار العالم لمساندة حملة الحرية للمعتقلين الليبيين كمال ومحمد الضراط

دعوة لأحرار العالم لمساندة حملة الحرية للمعتقلين الليبيين كمال ومحمد الضراط

تستمر معاناة عائلات وأسر المعتقلين الإماراتيين والعرب والأجانب في دولة الإمارات العربية المتحدة، بين إنعدام المعلومات عن أحوالهم في السجون السرية، وبين تقارير التعذيب والانتهاكات التي باتت صفة ملازمة للأمن الإماراتي.

وجاء الدور هذه المرة على الشابة الليبية أمل الضراط، والتي يرزح والدها كمال الضراط وشقيقها محمد رهن الاعتقال التعسفي منذ ما يزيد عن العام والنصف، حيث قامت أمل بنشر رسالة لها تدعو من خلالها أحرار العالم أجمع إلى مساندة عائلتها، وتسليط ضغط أكبر على السلطات الإماراتية من أجل الإفراج عن والدها وشقيقها بأسرع وقت ممكن.

وتقول أمل في رسالتها:

تغيرت حياتي منذ 18 شهراً، في هذه الشهور ال18 أصبحت أعيش كابوساً، وآمل في صباح كل يوم أن أستفيق وأجد أن كل ذلك ليس سوى حلم سيء، فمنذ 18 شهراً، أخي محمد ووالدي كمال رجلي الأعمال الأمريكيين اللذين عاشا حياة مسالمة في الإمارات لعقدين من الزمن، تم احتجازهما كسجينين سياسيين من قبل الإمارات التي تشكل حليفاً قوياً للولايات المتحدة.

في صيف 2014، وبعد مشاورات طويلة حول إجازتنا الصيفية، طرنا أنا وعائلتي إلى اسطنبول، قام أخي محمد المخطط الرئيسي للرحلة بعمل عظيم، حيث قضينا رحلة عائلية مذهلة ومليئة بالذكريات العظيمة، استكشفنا من خلالها جزر الأمراء والجامع الأزرق والبازارات وغيرها، وكنا بعد ساعات من الاستمتاع بالطبيعة نذهب لتناول عشاء عائلي رائع مستمتعين بأشهى المأكولات التركية. الجزء الأفضل بالنسبة لوالدي من الوجبة كان دائماً الحلويات، العشاء العائلي كان دائماً مليئاً بالضحك والذكريات الجميلة، حتى المشاجرات اللطيفة كانت حاضرة خصوصاً بين أخي محمد الذي كان دائماً ما يسعى لإثارة غضب شقيقتنا الصغرى إسراء، وهو ما ينتهي دائماً بضحك كبير. كم أنا مستعدة لفعل أي شيء الآن من أجل استعادة هذه الأيام.

عدنا إلى المنزل بعد 10 أيام من رحلتنا الرائعة، في 26 أغسطس 2014 وبعد يوم طويل في عملي مع ديلويت، وبينما كنت اجلس في المطبخ أخبر أمي حول يومي، رن الجرس وفتح والدي الباب ليجد 20 رجلاً بزي مدني مع سيدتين بزي رسمي.

بصدمة، وقف أمسك في يدي وعاء من اللبن، في الوقت الذي قالت فيه إحدى سيدات الشرطة لي" تعالي معي "، سألتها: "من أنتم ؟ ما الذي يجري؟" فأجابت: "أنهم هنا لتفتيش المنزل، تعالي معي رجاءً".

ذهبنا أنا وأمي مع الشرطية إلى غرفة الضيوف، حيث أغلقت علينا الغرفة ووقفت بجانب الباب، كنت قادرة على سماع الضوضاء التي يسببها الرجال في حديثهم وتفتيشهم للمنزل، وبعد ساعتين فتحت الشرطية الباب ورأيت والدي محاطاً برجال أمن الدولة، وكان أحدهم يطلب من والدي التوقيع على وثيقة، رد عليه والدي: "لا أستطيع التوقيع على شيء لست قادراً على قرائته، أنا بحاجة لنظارة القراءة".

بدأت بالصراخ: "لا توقع على شيء يا والدي، انتظر، سأذهب وأحضر لك نظارتك"، انطلقت للأعلى وأنا أرتعش لإحضار نظارة والدي، وعند عودتي رأيت والدي يمشي خارج المنزل، وقالت لي الشرطية: "قولي وداعاً لوالدك، لن ترينه مجدداً".

ركضت حافية القدمين إلى الشارع خلف الرجال في الشارع، رأيت والدي يركب في سيارة جي أم سي سوداء، وبهذه الصورة انطلقوا، لم يعطوني فرصة حتى لعناق والدي ووداعه".

عدت إلى المنزل واتصلت بمحمد "تعال بسرعة لقد أخذوا والدنا"، عاد أخي إلى المنزل وقضينا الليلة في محاولة تهدئة والدتنا، في اليوم التالي ذهب أخي إلى السفارة الأمريكية للحديث مع المحامين، وقضى اليوم يتنقل بين أقسام الشرطة بحثاً عن والدي.

بعد يومين، في 28 أغسطس وعند الساعة 11 مساءً، نفس المجموعة من الرجال و الشرطيات جاءوا إلى المنزل لأخذ أخي، قالت لي الشرطية: "عانقي أخاكي وقولي له وداعاً فلن ترينه مجدداً"، انفجرت أمي بالبكاء متمسكة بأخي وقالت: "أرجوكم، أرجوكم لا تأخذوه، اتركوا ابني معي"، حاول محمد تهدئتها: "أمي، رجاءً يا أمي لا تقلقي، يريدون سؤالي بضعة أسئلة وسأعود".

قام أخي بعناقي قائلاً: "أمل، ابق بجانب أمي، اهتمي بها رجاءً"، وسار بعد ذلك مع الرجال وصعد إلى نفس السيارة التي أخذ بها والدي.

أخي ووالدي تعرضا للإخفاء لشهور طويلة بعد ذلك، ذهبنا إلى أقسام الشرطة، الوزارات، السفارتين الأمريكية والليبية، لا أحد كان يعلم مكانهما، في كل يوم كنت أتصل بالسفارة الأمريكية ويقولون لي بأنه لا معلومات عن مصير والدي وأخي. 

النهوض صباحاً على حقيقة عدم وجود والدي في المطبخ لإعداد قهوة الصباح، أو وجود أخي في عطل نهاية الأسبوع لمساعدتي في إعداد النزه العائلية كان أمراً لا يطاق، منذ مغادرتهما تحول المنزل من أصوات المرح والضحك إلى الحزن وأصوات بكاء أمي وأخواتي.

في 4 فبراير 2015، بعد ست شهور طويلة من اختطاف والدي وأخي، تم السماح لنا بزيارتهما لمدة ساعة في مقر الاحتجاز التابع لأمن الدولة، ذهبنا إلى أبوظبي مصطحبين معنا الوجبات والمسليات التي يحبونها.

شهوراً طويلة كنت أنتظر فيها رؤيتهما لكن أحياناً أتمنى لو أن ذلك لم يحصل، لقد شعرت بأنني أزور غرباء، والدي بدا كشخص آخر بعد خسارة الكثير من الوزن، لقد بدا كهيكل عظمي، كان يبدو كمن زاد عمره 30 سنة إضافية، وعلى الرغم من الحالة الجسدية المزرية لهما، فأنهما كانا مبتهجين لرؤيتنا، ابتسامتيهما العريضة رسمت على وجهيهما الضعيفين، وأخبرتني الهالات السوداء حول العيون حكاية مختلفة عن الألم و المعاناة، كنت قادرة على رؤية علامات التعذيب على رقبة والدي، لكنني كنت مرعوبة لأسأل عن ذلك بسبب المراقبة على الزيارة.

عودتنا مجدداً إلى دبي كانت مليئة بالمشاعر المتناقضة، بالتأكيد كنت سعيدة لرؤيتهما، لكن أحسست بأن جزءً مني قد كسر برؤية معاناتهما، كان الأمر أسوء من أي كابوس رأيته في حياتي، صورة والدي وأخي التي في مخيلتي قبل اعتقالهما قد ذهبت الآن، وتبدلت بصورة موحشة للنفس بأجسادهما المنهكة والخائفة مع بعض الروح المرحة لديهما التي تتطلب مجهود خرافياً منهما.

في الذكرى السنوية الأولى لاعتقال والدي، تم السماح لي بزيارته هو وأخي للمرة الثانية والأخيرة، في هذه الزيارة أخبرنا أخي بأنه قد السمع في أذنه اليسرى بسبب التعذيب، وأن أطباء السجن لم يتمكنوا من فعل شيء له، اعتصر قلبي ألماً لكني قلت له بعض الكلمات للتشجيع، معطية إياه أملاً في إن ذلك يمكن أن يعالج لدى أفضل الأخصائيين عند انتهاء هذا الكابوس الذي نعيشه. 

لقد وعدت نفسي بالبقاء قوية من أجلهم، لكنني متأكدة بأنها كان قادراً على مشاهدتي أقاوم دموعي أثناء حديثي.

في 18 يناير 2016، والدي وأخي تم اتهامهما رسمياً من قبل الحكومة الإماراتية، تم حرمانهم من الوصول إلى محاميهم قبل جلسة الاستماع الأولى، هذه التهم تدعي بأنهما قاما بتمويل ودعم ما يقال أنها جماعات إرهابية في ليبيا، وقام والدي وأخي وكل العائلة بنفي هذه التهم المسيسة و التي لا أساس لها من الصحة، فوالدي وأخي رجال أعمال ملتزمين بالقانون ويعملون في الإمارات لاكثر من 20 سنة، من الواضح أنها تهم بدوافع سياسية.

الحقيقة أن هذه المجموعات التي لا علاقة لوالدي وأخي بها، لم يتم إدراجها في قوائم الحكومة الليبية أو الأمريكية أو الأمم المتحدة للإرهاب، في الحقيقة أن واحدة من هذه المجموعات قد تم الاستعانة بها من قبل الحكومة الأمريكية لحماية سفارتها في الثورة الليبية في 2011.

نحن الآن أمام لحظة حرجة في هذا الصراع، والدي وأخي بدأت محاكمتهما في الإمارات في 15 فبراير، والمحاكمة غير قابلة للاستئناف، ويسيطر الرعب علينا في أن حياة أبي وأخي ستخضع لقرار من شخص واحد لا يمكن تغييره، ومن الممكن أن يحكم عليهما بالإعدام.

كل الخبراء القانونيين الذين تواصلنا معهم أكدوا بأن عملية الاعتقال والاحتجاز تعتبر خرقاً واضحاً لمجموعة من القوانين والمعاهدات الدولية.

أشكركم على دعمكم واستمراركم في الدفاع عن العدالة وأعادة والدي وأخي إلى المنزل مجدداً وجمع شمل العائلة من جديد.

ودعت أمل الضراط كل أحرار العالم إلى مساندة عائلتها بشكل سريع، حيث أن جلسة الاستماع القادمة لكمال ومحمد ستكون في 29 فبراير القادم، ودعت الجميع إلى المشاركة في حملة "الحرية لكمال ومحمد" عبر الفيسبوك وتويتر، ومشاركة قصتهما بأكبر قدر ممكن عبر شبكات التواصل الاجتماعي لزيادة الوعي حول قضيتهما

روابط الحملة:
Twitter Page:

https://twitter.com/FreetheEldarats

Facebook Page:
https://www.facebook.com/FreetheEldarats/

الكاتب