هل يصدّ دعم إسرائيل للإمارات صواريخ الحوثي؟

هل يصدّ دعم إسرائيل للإمارات صواريخ الحوثي؟

هل يصدّ الدعم الإسرائيلي للإمارات صواريخ الحوثي؟

عرضت إسرائيل دعما أمنيا ومخابراتيا للإمارات بمواجهة مسيّرات الحوثي وذلك عقب هجوم كبير شنته جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران.

إعلان العمالقة انسحابهم من شبوة الاستراتيجية الغنية بالنفط ووقف تقدمهم بمأرب تهدئة إماراتية للصراع مع الحوثيين لوقف هجمات الصواريخ والمسيّرات.

هل تصبح القوة العسكرية الإسرائيلية أحد عناصر الحرب اليمنية مما يعني أنها ستكون أحد عناصر المعادلة الخليجية وما يتفرّع عن ذلك من الدخول في النزاع الخليجي مع إيران؟

علّق إسحاق هرتسوغ، من قمرة قيادة الطائرة التي نقلته إلى أبوظبي، أمس الأحد، على عبوره الأجواء السعودية بالقول إنها «لحظة تاريخية» ثم صرّح، إثر هبوطه في مطار أبوظبي، ولقائه مستقبله، وزير خارجية الإمارات، عبد الله بن زايد، أن «السلام هو البديل الوحيد لشعوب المنطقة».

من الصعب على متابعي ملفّ التطبيع الخليجيّ، وخصوصا الإماراتي، مع إسرائيل، أن يوفقوا بين كلام هرتسوغ عن التاريخ و«السلام» مع ما قاله في رسالة نشرها في 25 كانون ثاني/يناير وقال فيها إن تل أبيب عرضت دعما أمنيا ومخابراتيا للإمارات في مواجهة الطائرات المسيّرة، وذلك في أعقاب الهجوم الكبير الذي شنته جماعة الحوثي اليمنية، المتحالفة مع إيران.

ليست هناك معان غامضة في تصريحات هيرتسوغ حول دعم دولته للإمارات، فهي تؤكد بوضوح أن تل أبيب ستدعم الإمارات أمنيا وعسكريا في نزاعها مع الحوثيين في اليمن، وبذلك ستصبح القوة العسكرية الإسرائيلية أحد عناصر الحرب اليمنية الفعلية، وهو ما يعني، بالضرورة، أنها ستكون أحد عناصر المعادلة الخليجية، وما يتفرّع بالضرورة عن ذلك من الدخول في عنصر النزاع الخليجي مع إيران.

لم يكن الهجوم الحوثيّ هو الأول لكنه كان الأخطر، وعلى الأغلب فإن الدافع إليه كان اشتداد هجمات «ألوية العمالقة» وهي ميليشيات يمنية جنوبية مدعومة من الإمارات، ونجاحها في استعادة شبوة وتقدمها في مأرب.

يمكن اعتبار إعلان «العمالقة» انسحابهم من محافظة شبوة الاستراتيجية والغنية بالنفط ووقف تقدمهم في مأرب نوعا من التهدئة الإماراتية للصراع مع الحوثيين لوقف هجمات الصواريخ والمسيّرات.

تبعت ذلك مباحثات إماراتية سريعة مع الإسرائيليين، بهدف الاستعانة بالخبرات العسكرية والأمنية والتكنولوجية لصدّ احتمال هجمات جديدة للحوثيين، وتصريحات لدبلوماسيين إماراتيين، منهم لانا نسيبة، سفيرة الإمارات لدى الأمم المتحدة، التي قالت إن بلادها تبحث تطوير دفاعاتها بعد الهجوم الحوثي.

استغلّ الإسرائيليون الفرصة وحاولوا تطوير الموقف الإماراتي لصالح التعاون مع مساعي تل أبيب لاستخدام الخيار العسكري ضد إيران، وبعد احتساب احتمالات الخسارة والربح، ردّت أبوظبي بأن التطبيع لا يعني تعاونا عسكريا مع إسرائيل في الهجوم على إيران، وحسب أنور قرقاش، المستشار السياسي لرئيس الإمارات، فإن بلاده تريد «تجنب مواجهة كبرى» وأن من مصلحتها «محاولة منع ذلك بأي ثمن».

واضح من هذه المواقف أن أبوظبي تحاول الموازنة بين العناصر المعقدة الكثيرة لمعادلات المنطقة، ولكن الأكثر وضوحا هو أن إسرائيل هي آخر من يهمّه السلام ومصالح «شعوب المنطقة» وخصوصا شعبي فلسطين واليمن.

الكاتب