موقع روسي: تصاعد التوتر في العلاقات بين الولايات المتحدة والإمارات

موقع روسي: تصاعد التوتر في العلاقات بين الولايات المتحدة والإمارات

نشر موقع "نيوز ري" الروسي، تقريرا تحدث فيه عن رفض السلطات الإماراتية إدانة الغزو الروسي على أوكرانيا في الاجتماع الذي عقدته الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهو ما أثار حفيظة الولايات المتحدة الأمريكية.

وقال الموقع"، إن اتخاذ أبو ظبي موقفا مخالفا للتوجهات الأمريكية فيما يتعلق بالأزمة الروسية الأوكرانية، دفع واشنطن إلى تكليف إسرائيل بمهمة إقناع حليفها العربي بتغيير موقفه.

وذكر الموقع أن قرار مجلس الأمن الدولي الذي أدان العملية الروسية في أوكرانيا لم يحظ بدعم صريح من طرف الإمارات. وبحسب ما نقله موقع "أكسيوس" عن مصادره، فإن الموقف الذي اتخذته الإمارات بشأن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا خيّب آمال المسؤولين الأمريكيين، ما اضطرهم إلى اللجوء إلى إسرائيل - التي استعادت في سنة 2020 العلاقات الدبلوماسية مع الإمارات، وأصبحت واحدة من الشركاء المقربين لها - للحصول على مساعدة دبلوماسية وإقناع أبوظبي بضرورة اتخاذ موقف صارم تجاه الغزو الروسي على الأراضي الأوكرانية.

مع ذلك، من الصعب تحديد مدى قدرة إسرائيل على تغيير الموقف الإماراتي، بحسب الموقع الروسي. وفي هذا الصدد، كشف مستشار رئيس دولة الإمارات أنور قرقاش، في تغريدة له على "تويتر" عن موقف دولته من الأحداث الأخيرة التي تعيش على وقعها أوكرانيا، مشيرا إلى أن أبوظبي تلتزم بالمبادئ الأساسية للأمم المتحدة والقانون الدولي مع ضرورة التخلي عن القرارات العسكرية.

وفي حديثه عن الأزمة الأوكرانية، قال: "تتمثل أولوياتنا في تشجيع جميع الأطراف على استخدام الأساليب الدبلوماسية والتفاوض والتوصل إلى تسوية سياسية تضع حدًا لهذه الأزمة". كما أكّد هذا الدبلوماسي أن محاولة الاصطفاف إلى جانب أحد الطرفين لن تؤدي إلا إلى المزيد من التوتر.

وأشار الموقع إلى أن النهج الذي اتبعته الإمارات يعكس التغييرات التي طرأت على علاقاتها مع الولايات المتحدة في الأشهر الأخيرة. وبحسب مصادر مطلعة، تراقب أبو ظبي عن كثب منذ بداية العملية الروسية العسكرية الخاصة في أوكرانيا كيفية استجابة إدارة بايدن للأزمة الأوكرانية، وقد فوجئت بسرعة الإجراءات التي تم اتخاذها.

وعدم اتخاذ الإدارة الأمريكية موقفًا مماثلا بشأن الهجمات التي نفذها الحوثيون باستخدام صواريخ وطائرات مسيرة استهدفت البنية التحتية الإماراتية في وقت سابق من هذا العام، أثار غضب السلطات الإماراتية.

وتدعي السلطات الإماراتية أن الولايات المتحدة لا ترغب في إدراج المجموعة ضمن قائمة المنظمات الإرهابية.

وزيارة قائد القيادة المركزية للقوات الأمريكية، الجنرال كينيث ماكنزي، الإمارات بعد مرور 22 يوما -التي اعتبرتها الإمارات متأخّرة- بعد الهجوم القوي الذي استهدف البنية التحتية لأبوظبي، تسببت في استياء الإمارات.

وردا على ذلك، ومن أجل إظهار موقف بلاده من سياسة التجاهل التي يتبعها الجانب الأمريكي في ظروف القوة القاهرة، رفض محمد بن زايد عقد لقاء مباشر مع القائد العسكري.

لكن في الحقيقة، أرسلت الولايات المتحدة بعد الهجوم الذي استهدف أبو ظبي مجموعة من المقاتلات من طراز "إف-22" إلى الخليج العربي، وهو ما ساعد الإمارات على التصدي للهجمات الموجهة نحو أبو ظبي.

ويرى محللو صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، أن الاستراتيجية التي ينتهجها بايدن في الشرق الأوسط هي السبب وراء رفض الإمارات الانضمام إلى حملة الضغط الدبلوماسي على روسيا، بعد أن أصبح الحفاظ على العلاقات مع اللاعبين الرئيسيين في المنطقة في هامش أجندة سياسته الخارجية.

وتفاقم التوتر بين الإمارات والولايات المتحدة بعد مطالبة البيت الأبيض الدولة العربية بتقليص التعاون مع الصين على خلفية تلقي المخابرات الأمريكية معلومات استخبارية تفيد بأن بكين متورطة في تحديث البنية التحتية المهمة لدولة الإمارات العربية المتحدة. ولكن يستبعد المحللون احتمال مجازفة الإمارات بالتعاون الوثيق الذي يجمعها مع روسيا في مجالات عديدة، أهمها الأمن والطاقة.

وأشار الموقع إلى أن الإمارات تترأس هذا الشهر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. ومن جهتها، قالت المندوبة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة لانا نسيبة: "إننا نتولى رئاسة مجلس الأمن في وقت يعيش فيه العالم على وقع اضطرابات كبيرة. يتخلل جدول أعمال المجلس العديد من القضايا وسنعمل على تنفيذ البرنامج باستخدام المرونة التي يقتضيها الوضع الراهن".

ونبّه الموقع إلى أن مبدأ المرونة الذي تسعى الإمارات للتصرف وفقًا له قد يصبح عاملا لتوتر العلاقات بين الإمارات وإدارة بايدن، التي نجحت في إقناع إسرائيل بتغيير موقفها والتنديد بالعملية الروسية على الأراضي الأوكرانية.

الكاتب