الإمارات تجدد المطالبة بوقف القتال في أوكرانيا بشكل عاجل

الإمارات تجدد المطالبة بوقف القتال في أوكرانيا بشكل عاجل

جددت الإمارات دعوتها إلى ضرورة وقف القتال في أوكرانيا، وحثت المجتمع الدولي على بذل قصارى جهده للتخفيف من المعاناة الإنسانية للأوكرانيين بشكل عاجل.

جاء ذلك خلال جلسة مجلس الأمن الدولي الطارئة التي امتدت حتى فجر الثلاثاء، حول الأوضاع الإنسانية في أوكرانيا.

 

وقالت مندوبة الإمارات لدى الأمم المتحدة السفيرة "لانا زكي نسيبة" في إفادتها خلال الجلسة: "لقد بلغت الأوضاع الإنسانية مستويات كارثية في أوكرانيا، مع مواجهة أكثر من 40 مليون أوكراني، منهم 7 ملايين ونصف مليون طفل، حالة من انعدام الأمن".

وأضافت: "يتعين على المجتمع الدولي بذل قصارى جهده للتخفيف من المعاناة الإنسانية للأوكرانيين بشكل عاجل، مع تكثيف المساعي لإنهاء القتال وإيجاد حل مستدام للأزمة الحالية".

 

وأكدت السفيرة الإماراتية التي تتولى بلادها الرئاسة الدورية لأعمال مجلس الأمن للشهر الجاري، على ضرورة "وقف الأعمال العدائية للسماح للمدنيين المنكوبين بمغادرة المدن التي تتعرض للعنف ومنها ماريوبول و خاركيف وسومي".

وأعربت مندوبة الإمارات عن "الأسف إزاء انهيار الممرات الإنسانية التي تم الاتفاق عليها بين الطرفين الروسي والأوكراني".

 

ودعت السفيرة الإماراتية إلي ضرورة "احترام القانون الإنساني الدولي، بما في ذلك الحاجة إلى عدم جعل المدنيين والأعيان المدنية، ومنها المدارس والمستشفيات، موضع استهداف".

 

وناشدت "المجتمع الدولي تكثيف الجهود لتوفير الدعم الإنساني لأوكرانيا بشكل عاجل، مع التركيز بشكل خاص على النساء والأطفال" مضيفة أن "حل الأزمة الإنسانية جذريا، يتطلب في المقام الأول ضبط النفس، والتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار في كافة أنحاء أوكرانيا، وتفعيل القنوات الإنسانية لإنهاء النزاع بشكل مستدام".

وبعد غضب دولي منها إثر تأييدها الضمني للحرب الروسية على أوكرانيا، صوتت الإمارات في الثاني من الشهر الجاري، لصالح قرار يدين "بأشد العبارات" الغزو الروسي، وذلك في موقف مغاير لتوجهاتها السابقة.

 

والشهر الماضي، امتنعت الإمارات، إلى جانب الصين والهند، عن التصويت على مشروع قرار أمريكي وألباني في مجلس الأمن يدين الغزو الروسي لأوكرانيا ويطالب موسكو بسحب قواتها، واستخدمت روسيا، كما كان متوقعاً، حق النقض (الفيتو) ضد مشروع القرار.

 

وعلى غرار دول الخليج الأخرى، تقيم الإمارات، الطامحة للعب دور سياسي أكبر على الساحتين الإقليمية والدولية، علاقات أمنية واقتصادية وعسكرية مهمة مع واشنطن، لكن الروابط المتنامية مع موسكو باتت تجبر هذه الدول على السعي لتحقيق توازن صعب في مواقفها.

 

فبينما سارع العالم لإدانة غزو روسيا لجارتها الأصغر، لزمت السعودية والبحرين وسلطنة عمان الصمت إلى حد كبير، بينما امتنعت الكويت وقطر عن انتقاد موسكو مباشرة واكتفتا بإدانة العنف.

ولطالما كان ينظر إلى الإمارات، ولا سيما إمارة دبي، على أنها نقطة جذب للاستثمارات الروسية، ووجهة النخب الروسية لقضاء الإجازات.

 

وقفزت التجارة بين روسيا ودول مجلس التعاون الخليجي من حوالي 3 مليارات دولار في العام 2016، إلى أكثر من 5 مليارات دولار في 2021، غالبيتها مع الإمارات والسعودية، وفقا لإحصائيات رسمية.

وأطلقت روسيا فجر 24 فبراير/شباط الماضي عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية "مشددة" على موسكو.

الكاتب