في يوم الأمم المتحدة لمساندة ضحايا التعذيب .. معتقلو الإمارات تحت وطأة التعذيب
يصادف اليوم ذكرى يوم الأمم المتحدة العالمي لمساندة ضحايا التعذيب، وهو الذي تم الإعلان عنه رسمياً من قبل الجمعية العمومية للأمم المتحدة في عام 1997 بهدف القضاء على التعذيب وتنفيذاً لاتفاقية مناهضة التعذيب والمعاملة الغير إنسانية .
وبحسب الأمم المتحدة، فالتعذيب جريمة بموجب القانون الدولي، وهو محظور تماما وفق جميع الصكوك ذات الصلة، ولا يمكن تبريره في ظل أية ظروف، وهو حظر يشكل جزءا من القانون العرفي الدولي، ويعني ذلك أنه يلزم كل عضو من أعضاء المجتمع الدولي، دون اعتبار لما إذا كانت الدولة قد صادقت على المعاهدات الدولية التي تحظر التعذيب صراحة أو لم تصادق عليها. وتشكل ممارسة التعذيب على نحو منتظم وبشكل واسع النطاق جريمة ضد الإنسانية .
ويأتي هذا اليوم ومازالت الأجهزة الأمنية الإماراتية وخصوصا امن الدولة ، يحتجز أحرار الإمارات ومعارضي الرأي ، تحت تهم باطلة في ظل تعذيب مستمر ووحشي ، من أجل الانتقاص من كرامتهم الإنسانية ، والضغط عليهم للإدلاء باعترافات يتخذونها عليهم ذريعة لاستمرار احتجازهم .
ووفقا للتقارير الواردة من المنظمات الحقوقية والنشطاء ، جميعهم طالبوا الإمارات بالإسراع في تنفيذ الخطوات التي من شأنها الإفراج عن جميع المعتقلين الأبرياء ، وفصل القضاء عن ممارسات امن الدولة كي يحظى من عليه تهمة بالحكم العادل والذي يضمن له حقوقه الكاملة .
وقد أصدر مركز الخليج للدراسات تقريرا بعنوان ( عالم بلا تعذيب ) ، تحدث فيه عن حالات التعذيب الوحشية والتي تمارس بحق المعتقلين في السجون ، مدونا شهادات بعض المعتقلين الذين خضعوا للتعذيب المستمر .
وبدأ التقرير بالحديث عن معتقلي الرأي المعروفة إعلاميا ال"94" وهي تضم نخبة من مثقفي وأكاديميي الإمارات وناشطيها السلميين الذين يواجهون التعذيب وسوء المعاملة بصورة مستمرة ومنتظمة منذ اعتقالهم في أبريل 2012 وحتى الآن رغم أنهم يقضون أحكاما بالسجن منذ يوليو 2013 .
وقال التقرير واصفا التعذيب الوحشي الذي تعرض له المعتقلون: في مناسبات منفصلة، حرم المعتقلون من النوم لفترات طويلة من الوقت، ما تسبب في مشاكل صحية كبيرة، بما في ذلك خطر وفشل الجهاز المناعي، وانخفاض كرات الدم البيضاء والأجسام المضادة، وفقدان الوزن بصورة كبيرة، والضعف العضلي العميق، وارتفاع ضغط الدم .
وأوضح التقرير ، بان إبراهيم المرزوقي وهو احد المعتقلين، تعرض للاعتداءات الجسدية المتكررة من قبل مسئول السجن، إذ أجبر على الوقوف تحت مكيفات الهواء الباردة لمدة أربع ساعات، وتعرض لقلع الأظافر، وأجبر على الوقوف لساعات رغم معاناته من آلام حادة في الظهر .
وأفاد معتقل آخر، وهو الدكتور أحمد بوعتابه الزعابي أنه تعرض للضرب الشديد ما سبب له انتفاخات وأوراما في سائر أنحاء جسده، إضافة إلى نزول كميات كبيرة من الدم في بوله، وذات مرة، تم سحب أظافره بصورة مروعة
أما الدكتور محمد علي صالح المنصوري فقد تعرض كتفه للخلع خلال هجوم شنه أحد الحراس المكلفين بتعذيبه ، وفقد عيسى السري كميات كبيرة من الوزن، وعانى من تشقق الشفتين، والجفاف الشديد الذي منعه من فتح فمه .كما ووضع في صندوق سيارة وتسرب البنزين إلى فتحات التهوية وكاد أن يختنق حتى الموت تقريبا .
و مصبح الرميثي أجبر أيضا على البقاء في صندوق سيارة، معصوب العينين ومكبل اليدين لمدة ساعة ونصف الساعة ، بالإضافة إلى 24 معتقلا آخرا عذبوا بطرق وحشية لانتزاع الاعترافات منهم .
وختم المركز تقريره بدعوة الجميع للتضامن الفعلي مع ضحايا التعذيب ، ووضح حد لممارسات التعذيب في السجون ، والإفراج الفوري عن المدافعين ع حقوق الإنسان والذين يخضعون للتعذيب نتيجة فضح انتهاكات الأجهزة الأمنية .