مشعل يفضح مخطط الامارات لفرض دحلان لقيادة السلطة الفلسطينية

مشعل يفضح مخطط الامارات لفرض دحلان لقيادة السلطة الفلسطينية

خاص - شؤون إماراتية
غانم حميد

مع اقتراب تبلور المخططات الاماراتية المصرية لفرض محمد دحلان رئيس جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني سابقا، ورجل بن زايد علي قيادة السلطة الفلسطينية، فضح رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، خالد مشعل، بطريق "غير مباشر" مخطط الامارات في هذا الصدد وأهدافه.
"مشعل"، أوضح أمام حفل إفطار أقامه في العاصمة القطرية (الدوحة) على شرف إعلاميين عرب الاربعاء الماضي، إن "هناك مخططات إقليمية يتم الإعداد لها لمحاولة صياغة المشهد الفلسطيني الداخلي وصناعة قيادته الجديدة والتحكم فيها وفق مقاسات إقليمية وليس وفق متطلبات الفلسطينيين ومصالحهم".
وحذر مشعل أن "المخططات تستهدف غزة ورام الله في آن واحد"، مشيرا لأنه "في ظل التطورات الإقليمية الساخنة، تتعاظم المسؤولية علينا كفلسطينيين بصورة غير مسبوقة، وفي ظل انشغال العالم عنا"، مؤكدًا: "ما حك جلدك مثل ظفرك".
التطبيع هو الهدف النهائي
مشعل شدد على أن "العدو" يحاول استعجال التطبيع، على حساب القضية الفلسطينية، ويستغل صراعات المنطقة لتقديم نفسه كـ "لاعب لا يُستغنى عنه، وشريك لبعض الأطراف".
وألمح لأن هدف هذه المخططات هو "صناعة قيادة جديدة"، يجري التحكم فيها إقليميا (في إشارة لتحكم دول عربية مثل الامارات بها)، وبهدف أن تقبل ترتيبات إقليمية لا تخدم الشعب الفلسطيني بقدر ما تخدم التطبيع ومصالح هذه الانظمة.
واشار في هذا الصدد أيضا ضمنا، للمبادرة الفرنسية التي يجري فرضها، قائلا أنا "ما يجري من حديث ومخططات ما هو إلا مبادرات سياسية دولية أقرب لملء الفراغ منها إلى فرصٍ جادة لمعالجة الصراع، فضلًا عن اختلال مضمونها".
واستطرد: "وعلى القادة الفلسطينيين ألا يسعدوا بالفتات، فهي للتلهية"، مؤكدًا أن حركته (حماس) تبدي احترامها وتعاطفها مع شعوب الأمة، وأنه "لا تعارض مع أولوية قضيتنا وأولوية قضايا الأمة، التي لم تعد مجرد قضايا سياسية، بل فيها نزف ودماء"، وفق قوله.
وأكد على ضرورة التحرك الفلسطيني "بفاعلية ودقة" على الساحة العربية والدولية، وفق استراتيجية مشتركة، بما يحقق إعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية ومكانتها وكسب الدعم والتأييد لها.
تنصيب دحلان رئيسا للسلطة
وقد أشار لمخطط الامارات هذا ضمنا أيضا المحلل الإسرائيلي عاموس هرئيل في صحيفة هآرتس، مشيرا لأنه (دحلان) خيار اسرائيلي – عربي.
وقال إن أكثر ما تسوقه دوائر مؤثرة في القرار الصهيوني الآن هو أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس "هو المشكلة الأساسية لإسرائيل"، وأن المواجهة مع قطاع غزة شيء لا يمكن منعه حتى لو كان موعد اندلاعها غير معروف، والامر يحتاج لمن يحكم رام الله وغزة معا.
ونقل المحلل الاسرائيلي عن مصدر أمني إسرائيلي، أن هناك حاجة لسلطة فلسطينية غير عباس تتولي حكم غزة غير عباس، مشيرا إلى أنه في هذه الحالة يجب على إسرائيل العمل على إنهاء حكم حماس في القطاع، وأن تكون هذه هي المواجهة الأخيرة.
وشدد على أن الوزير ليبرمان قال، قبل تصالحه مع نتنياهو وانضمامه إلى الائتلاف، إن محمد دحلان، هو "الورقة السرية"، وهو "الشخص الذي قد يسيطر على رام الله، وبعد ذلك على غزة من خلال مؤامرة سرية".
وقبل بضعة أشهر، نقل الصحفي (آفي يششكروف) في موقع (واللاه) الاخباري الصهيوني، عن مصادر أمنية في إسرائيل والسلطة الفلسطينية أن ليبرمان ودحلان استأنفا علاقتهما والتقيا مؤخرا (مكتب ليبرمان نفى ذلك).
وزعم "هرئيل"، بعد أن روي قصة مفادها عدم اعتراف جنرال عربي في لقاء مع اسرائيليين بمشكلة اللاجئين الفلسطينيين، أن "جيران إسرائيل يعيشون تحدَيا أمنيا بشكل دائم، وانهم في حاجة إلى إسرائيل أكثر من أي وقت للحفاظ على الاستقرار النسبي ومن أجل التعاون الاقتصادي والأمني".
وقال أن هذه الدول العربية تشعر بالتهديد أكثر من تنظيم داعش وأمثاله، وتحتاج إلى الظهر الإسرائيلي أكثر، وأنه "رغم الأقوال المتشددة حول تبني مبادرة السلام السعودية، فليس هناك اليوم أي ضغط عربي حقيقي على إسرائيل في محاولة لحل الصراع مع الفلسطينيين".
وعندما سيطرت حماس علي قطاع غزة في يونيو 2007، اختفى دحلان من غزة بذريعة أنه يتلقى العلاج في أوروبا، ولكنه هرب، وعندما ظهر من جديد في الضفة الغربية اعتبره عباس ومساعديه عدو، فخرج إلى المنفى في الخليج.
وبسرعة امتلك دحلان الكثير من الأموال وقام ببناء شبكة علاقات معقدة مع شخصيات رفيعة في الإمارات والأردن ومصر وليبيا، وبات مقربا بشكل خاص من الامارات وجنرالات القاهرة الذين يتدخلون بشكل علني فيما يحدث في رام الله وغزة، وأشاروا في أكثر من مناسبة إلى توقع عودة دحلان ارام الله وشغله منصب مركزي بعد انتهاء نظام عباس.

الكاتب