الإمارات تعمل على ابتزاز السعودية من خلال الهجوم على القرضاوي

الإمارات تعمل على ابتزاز السعودية من خلال الهجوم على القرضاوي

قال كتاب ومفكرون عرب ، بأن الهجوم على الشيخ القرضاوي من قبل مسئولين إماراتيين ، ومن قبل الإعلام الرسمي وبعض الكتاب المحسوبين على النظام ، ما هي سوى حملة سياسية لابتزاز السعودية ومنها من إجراء أي تقارب مع الجماعات الإسلامية ، وبالأخص جماعة الإخوان المسلمين .

وعبر دعاة عن مخاوفهم من أن يكون الهجوم المحتدم، في مواقع التواصل الاجتماعي الأكثر شهرة وانتشارا في دول الخليج، وعلى رأس  ذلك "تويتر"، "محاولة لتعرية المنطقة أمام الاختراق الإيراني، والتواطؤ الأمريكي، والصلف الروسي .

الهجوم على القرضاوي وعلاقته بزيارة السعودية

وفي هذا الإطار يقول أستاذ الأخلاق السياسية بـ "مركز التشريع الإسلامي والأخلاق" في قطر، محمد مختار الشنقيطي، في تصريحات لوكالات إعلامية "أعتقد أن الأهداف هذه المرة أكبر من مجرد شخص الشيخ القرضاوي، وأنها ترجع إلى خشية بعض الأطراف من أي تقارب سياسي ـ ولو كان سلاما باردا ـ بين الدولة المركزية في الجزيرة العربية وهي السعودية، وبين القوى السياسية الإسلامية، التي دخلتْ بعض الجهات حربا خرقاء ضدها، أدت إلى استنزاف الأمة ماديا ومعنويا، وانكشاف دول الخليج العربية سياسيا واستراتيجيا، وفتْح أبواب العنف والاضطراب والخراب في المنطقة كلها.. خدمة لجهات دولية طامعة لا تريد لهذه الأمة أن ترفع رأسها" .

وأشار الشنقيطي إلى "أن التوقيت الذي جاءت فيه موجة الهجوم الجديد على الشيخ القرضاوي، تدل على أن المستهدف الأول منها هو إحراج السعودية، التي زارها الشيخ مؤخرا، والسعي إلى منعها من أي تعاون ـ أو حتى تعايش ـ مع القوى السياسية الإسلامية" .

ورأى الشنقيطي أن السبب في الهجوم على القرضاوي يأتي من كونه "من العلماء العاملين الذين يأمرون بالقسط من الناس، ممن جمعوا العلم الشرعي والموقف الشرعي، وحملوا همَّ الأمة وآمالها وآلامها، ولذلك اجتمع على عداوته الطغاة والغلاة والغزاة" .

العلاقة بين الإمارات وقطر

وليست هذه هي المرة الأولى التي يحتد فيها السجال بين دولة الإمارات والشيخ يوسف القرضاوي، فقد كانت حكومة الإمارات قد استدعت في شباط (فبراير) من العام 2014 السفير القطري المعتمد لديها لتقديم احتجاج رسمي على خطبة ألقاها الداعية الإسلامي يوسف القرضاوي في قناة "الجزيرة" المملوكة لقطر، رأت فيها إهانة للإمارات .

وقد جاء ذلك على خلفية انتقاد القرضاوي للحملة التي شنتها دولة الإمارات العربية ضد "الإخوان المسلمين"

ويقول مراقبون "إن هذا الخلاف يعكس الانقسام الذي حصل بين الدول العربية الخليجية منذ اندلاع ثورات الربيع العربي أواخر العام 2010، حول الموقف من الحركات الإسلامية التي كانت من أبرز القوى الصاعدة على أنقاض دول الاستبداد المنهارة.
 

ويبرهن هذا الفريق عن هذا التباين، أنه في الوقت الذي تقف فيه الإمارات بحزم إلى جانب الحكم المصري الحالي، ودعم رموز ما يُعرف بـ "الثورات المضادة"، فإن السعودية استضافت الشيخ يوسف القرضاوي، وهو محكوم بالإعدام في مصر، وكذلك زعيم حركة "النهضة" التونسية راشد الغنوشي، المعروف بإسناده للمصالحة بين المؤسسة العسكرية والإخوان في مصر .

الكاتب