لماذا من الصعب الإطاحة بدحلان واستبعاده من الإمارات بعد فشل الانقلاب في تركيا

لماذا من الصعب الإطاحة بدحلان واستبعاده من الإمارات بعد فشل الانقلاب في تركيا

كشفت بعض الوسائل الإعلامية في وقت سابق ، وبعد الانقلاب الفاشل الذي أحبطه الشعب ضد الرئيس التركي طيب اردوغان ، وما تبعه من اتهامات حول دور الإمارات ومحمد دحلان في هذا الانقلاب ، ونتيجة على فشلة فإن محمد بن زايد قرر التخلي عن دحلان وطرده من الإمارات .

وفي هذا السياق قال الكاتب والمحلل السياسي، «أسامة الهتيمي» «إنه بالرغم من أن دحلان والسياسة الإماراتية فشلتا إلى حد كبير في تحقيق الرؤية الإماراتية، فيما يخص العديد من القضايا، إلا أن دحلان نجح في تحقيق بعض الأهداف الإماراتية: كدعم الثورات المضادة، والحد من تحركات ربيع الثورات العربية، وساعد على إيجاد قنوات للحوار والاتصال بين الإمارات وإسرائيل؛ وهو ما يعد في حد ذاته انتصارًا كبيرًا للرؤية الإماراتية، الرافضة والمناهضة والمتخوفة من هذا الربيع العربي».

ويرتب الهتيمي على ما سبق اعتقادًا بأنه من الصعب الإطاحة بدحلان، واستبعاده من الإمارات، وقال: إن الأمر «خيار غير مطروح في الوقت الحالي؛ إذ بيد الرجل الكثير من أسرار وكواليس العديد من الملفات الخطيرة والهامة، ومن ثم فإن التعرض له بما لا يسره، يعني مجازفة إماراتية، ربما تعمل على الكشف عن الكثير من هذه الملفات».

ويوضح الهتيمي لـ«ساسة بوست»، أن الإمارات تدرك كون حجم علاقات دحلان وتعاملاته يجعل من عملية التخلص التقليدي منه أمرًا ليس سهلًا، وبالتالي فمن المرجح أن تُفضل الإمارات إبقاء الرجل على أراضيها، مستدركًا القول «إلا إذا وصلت الأمور إلى حد يدفع الإمارات إلى إجراء تفاهمات؛ تحفظ للرجل حق القيام بأدوار أخرى في أماكن أخرى».

أما فيما يتعلق بالتخوف الإماراتي من الانتقام التركي؛ نتيجة احتمال تورط دحلان في الانقلاب،  فيري الهتيمي أن المسألة ليست بهذه البساطة؛ إذ يحتاج إثبات ذلك إلى وقت؛ للحصول على أدلة تثبت تورط دحلان، كما هو الحال الآن مع المتهم الأول، وفق تأكيدات القيادات التركية، «فتح الله كولن»، وتابع القول «كما أن دحلان ليس في الأساس تركيًا، ما يسمح بتسليمه لتركيا، بل هو، وبحسب الكثير من التقارير يحمل جنسيات عدة دول، كما أنه يحمل جواز سفر إماراتي»، ويصف الهتيمي «دحلان» بصاحب الخبرة الكبيرة في تدبير المؤامرات، وقال «هو لا يترك للرياح أن تسيره كيف تشاء»، ويضرب الهتيمي مثلًا بتوجيه أصابع الاتهام له في الأراضي الفلسطينية، بشأن تسميم الرئيس الفلسطيني الراحل «ياسر عرفات»، وبتمكنه من الهرب من «رام الله» إلى قطاع «غزة»، ثم إلى «أبو ظبي»، دون أن يتعرض للمسائلة أو المحاكمة .

 

الكاتب