مجلة ايكونومست .. مغادرة المستشاريين الإماراتيين الأراضي المصرية وسط احباط شديد

مجلة ايكونومست .. مغادرة المستشاريين الإماراتيين الأراضي المصرية وسط احباط شديد

اتهمت مجلة "إيكونومست" الحكومة المصرية بتبذير مليارات الدولارات التي حصلت عليها كمساعدات لإنعاش اقتصادها، وتساءلت عما إذا كانت مصر، الحكومة تحديدا، مستعدة للإصلاح .

وأشارت المجلة  إلى مغادرة المستشاربن الذين أرسلتهم أبو ظبي إلى مصر، بعد شعورهم بالإحباط من البيروقراطية المتحجرة، وعدم وصول الدفعات الأخيرة من الدعم بعد؛ بسبب البطء في إرسالها .

وأضافت المجلة "الداعمين العرب، الذين يقدمون للسيسي المال، فقدوا الصبر على ما يبدو، حيث غادر المستشارون الذين أرسلتهم الإمارات العربية المتحدة مصر، بعد شعورهم بالإحباط من البيروقراطية المتحجرة، مشيرة إلى أن "القيادة المصرية، على ما يبدو، لا تريد النصيحة من الخلايجة المغرورين من أصحاب شبه الدول، الذين يتلاعبون بالمال مثل الأرز، كما قال السيسي ومساعدوه في أشرطة مسربة" .

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أنه "أمام هذا القصور، فإن البنك الدولي قرر تعليق حزمة مماثلة من المساعدات، وقد يتخذ بنك التنمية الأفريقي الخطوة ذاتها، وحتى دول الخليج، التي تدعم السيسي بقوة، وقدمت لمصر مليارات الدولارات، فإنها بدأت تفقد الثقة، ويعتقد أن الإمارات قامت بسحب المستشارين من البلاد، ولم تصل الدفعات الأخيرة من الدعم بعد؛ بسبب البطء في إرسالها" .

وتقول المجلة: "بعدما رحب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بكبار المسؤولين الأجانب في منتجع شرم الشيخ العام الماضي، وقدم لهم عرضا بسيطا، وقال السيسي، الذي أطاح بسلفه الرئيس الإسلامي، إن الاضطرابات التي أعقبت الربيع العربي قد انتهت، وإن البلد جاهز لاستقبال استثماراتهم، ووعد بتوفير الاستقرار، والشروع بإصلاحات اقتصادية، وفي المقابل، كافأ زواره مصر بأموال نقدية، وقروض ومشاريع اقتصادية جديدة، ووصفت مديرة البنك الدولي كريستين لاغارد الاجتماع بأنه (فرصة)، إلا أن هذه الفرصة تم تبديدها" .

ويعلق التقرير بالقول إن "البيروقراطية مفترسة إلى الحد الذي يجعل العديد من المستثمرين يفضلون البقاء صغارا من أجل الهروب منها، وهناك حوالي 18 مليون مؤسسة وشركة تجارية لا تتعرض للرقابة (أو تدفع الضريبة) للحكومة، وتصل نسبة الاقتصاد غير الرسمي إلى الثلثين، أي أكبر من الاقتصاد المصري". .

ويجد التقرير، أن "هذه الظروف تهيئ المنطقة للانفجار المقبل، ولا يوجد مكان يشهد هذا المزيج السام من الضغط السكاني، والقمع السياسي، والعقم الاقتصادي أكثر من مصر، في ظل حاكمها القوي عبد الفتاح السيسي، ...... فإن الضغوط الاقتصادية والسكانية والاجتماعية داخل مصر تتزايد، ولا يمكن للسيسي الحصول على استقرار دائم، ويجب فتح النظام السياسي المصري، والسبيل الوحيد للبداية الجيدة هو إعلان السيسي أنه لن يرشح نفسه في انتخابات عام 2018" .

الكاتب