محمد بن راشد يستجم بمحمية طبيعية .. وناشطون كيف لحاكم فوق الأرض يتنزه وله أبرياء تحت الأرض تتعذب

محمد بن راشد يستجم بمحمية طبيعية .. وناشطون كيف لحاكم فوق الأرض يتنزه وله أبرياء تحت الأرض تتعذب

قام محمد بن راشد ومعه 23 شخصا من مرافقيه بنزهة ترفيهية لمحمية طبيعية قرب بحيرات كريكينبيكر الواقعة قرب مدينة نيتيتال في ولاية شمال الراين ويستفاليا الألمانية .

وعمدت بلدية نيتيتال بالاستعانة باللاجئين في مراكز اللجوء ، للعمل بشكل تطوعي في تلك المدينة من أجل تجهيز المكان وبناء أماكن للإقامة وتوفير سبل الراحة لاستقبال محمد بن راشد ومرافقيه ، دون اطلاعهم على هوية الزائرين مكتفين بالقول بأن ضيفا مهما سيستقبله هذا المكان .

وقام اللاجئون القادمون من سوريا والعراق بالعمل بشكل تطوعي ، استجابة لمطالب البلدية ، منتظرين هوية الضيف القادم لتلك المحمية ، بعدما أصبح المكان جاهزا .

وبعد مغادرة محمد بن راشد ومرافقيه المحمية الطبيعية ، خلف ورائه استياء واستهجانا وغضبا من قبل اللاجئين الذين شاركوا بتجهيز المكان ، مصرحين بأنهم لو علموا بأن تلك التجهيزات كانت لاستقبال حاكم دبي لما شاركوا في التطوع .

وقال محمد رشوان وهو أحد اللاجئين السوريين الذين تطوعوا للمساعدة في تهيئة المكان ، إنه ما كان ليستجيب لسلطات مدينة نيتيتال ويعمل دون مقابل مادي لو كان يعرف أن كل تلك الاستعدادات كانت من أجل حاكم دبي .

وتحدث محمد لصحيفة "راينيشه بوست" الألمانية قائلا :"لو كنت أعرف أنني سأعمل للشيوخ لرفضت ذلك". وعمل محمد (37 عاما) الذي يقيم منذ ستة أشهر في مركز اللجوء في نيتيتال مع سبعة لاجئين آخرين من سوريا والعراق وأفغانستان منتصف شهر تموز/ يوليو الماضي في بناء وتحضير مكان النزهة لحاكم دبي وضيوفه في المحمية الطبيعية قرب نيتيتال ، واشتكى اللاجئ السوري من "أن دول الخليج لم تقدم أي شيء للاجئين" .

وذكر محمد أنه قبِل مساعدة سلطات المدينة عندما طُلب منه ذلك، معللا تطوعه للمساعدة بسبب الروتين اليومي الممل للاجئين في مركز اللجوء، وقال إن هذا العمل كان بمثابة "مناسبة لتغيير نسق يومه والخروج من الروتين"، بالإضافة إلى أنه "أراد شكر العاملين في المدينة عبر هذه الطريقة بسبب مساعدتهم القيمة له"، حسبما ذكر .

هذا وقد لاقت نزهة محمد بن راشد انتقادات من قبل حماة البيئة بسبب عدم حصوله على تصريح رسمي للقيام بنزهة وجولة في محمية طبيعية لا يسمح لعامة الناس بالتنزه فيها دون قيود، فيما حظي قرار مدينة نيتيتال بانتقادات كثيرة من رواد مواقع التواصل الاجتماعي في ألمانيا .

فيما انتقد ناشطون إماراتيون النزهة التي قام بها محمد بن راشد ، ورأوا فيها تعاليا على الجراح الداخلية التي يعاني منها المواطن الإماراتي ، في ظل تنامي معدلات البطالة ، والارتفاع الجنوني في الأسعار ، وتجاهل الحكومة لمطالب الموظفين ، وافتقاد المواطن الإماراتي لحرية الرأي .

فيما قال آخرون بأن هناك أبرياء تعتقلهم الدولة في سجونها السرية ، ويمارس بحقهم أبشع أنواع التعذيب ، هم الأولى برد اعتبارهم وإنصافهم بعد الاتهامات الباطلة ، بالإفراج عنهم ليكونوا بين أهلهم وذويهم ، فلا راحة لحاكم فوق الأرض يتنزه ، وله أبرياء تحت الأرض تتعذب .

الكاتب