الخليج يدعو السيسي للتنحي وينصحه بنفس نصيحة الايكونوميست
بعد ساعات من تأكيد تقرير صحيفة الايكونوميست الاخير الذي دعا عبد الفتاح السيسي للتنحي وعدم الترشح لانتخابات 2018 بعدما حول مصر الي "خراب"، أن "مموليه الخليجيين فقدوا صبرهم"، وأن مستشارو الإمارات يغادرون مصر وسط حالة إحباط من الأوضاع فيها، طالب مستشار بن زايد من قائد الانقلاب في مصر عدم الترشح للرئاسة مرة أخرى.
دعوة "عبد الخالق عبد الله" هي اول مطالبة رسمية إماراتية للسيسي بالتنحي ما وتكشف القلق الاماراتي من ثورة جديدة في مصر – كما حذرت الايكونوميست – ستضيع كل الجهود الإماراتية لدعم الانقلاب في مصر.
كما تكشف الاحباط من ضياع 29 مليار درهم (حوالي 8 مليار دولار) تعادل نحو 48.6%، من جملة المساعدات الخارجية الإماراتية لمصر في 5 سنوات، بحسب تأكيد وزيرة التعاون الإماراتية لبنى القاسمي.
وكشف "عبد الله"، ضمنا في تعقيبه على تقرير مجلة " الإيكونوميست " مطالبة عواصم خليجية من السيسي بعدم ترشيح نفسه والاكتفاء بأربع سنوات، قائلا: "الايكونومست تدعو الرئيس السيسي لعدم الترشح للرئاسة 2018 وربما حان وقت أن يسمع هذه النصيحة الحريصة من عواصم خليجية معنية بمستقبل الاستقرار بمصر" حسب تعبيره.
وسبق أن كشفت "الوثيقة الاستراتيجية السرية" التي نشرها ديفيد هيرست، 22 نوفمبر الماضي تفاصيل "خطة ورؤية ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد لحكم مصر وإدارتها"، والتي تتلخص في عبارة: "الآن سأعطي، ولكن سأعطي بشروطي، إذا كنت أنا الذي يعطي فأنا الذي يحكم".
الممولون الخليجيون فقدوا صبرهم
وجاء تقرير المجلة البريطانية بعنوان "خراب مصر" ناصحا السيسي بعدم الترشح في انتخابات الرئاسة المزمع إجراؤها عام 2018 بعد إخفاقه في إدارة شؤون البلاد لا سيما الجانب الاقتصادي، ووصفته بأنه "يعيش فقط على المنح النقدية السخية من دول الخليج، وبدرجة أقل على المعونات العسكرية من أميركا".
وقالت: "حتى أن ممولي السيسي العرب يبدو أن صبرهم قد نفد، فالمستشارون القادمون من الإمارات عادوا أدراجهم بعد أن ضاقوا ذرعا من بيروقراطية متحجرة وقيادة غبية تظن أن مصر ليس بحاجة إلى نصائح من دول خليجية مستجدة النعمة تملك أموالا مثل الرز"، على حد تعبير المجلة التي استعانت بوصف أطلقه السيسي في تسجيل مسرَّب من قبل.
وتعتبر الإمارات الداعم الرئيس لنظام الانقلاب العسكري في مصر، وتشير تقارير متعددة لأنها قدمت ما يزيد عن عشرين مليار دولار كمساعدات وقروض ونفط لنظام الانقلاب في سبيل دعم بقائه في ظل ما يواجهه من سخط شعبي وفشل على مختلف المجالات الامنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وتعقيباً على تقرير " الإيكونوميست"، ودعوة عبد الخالق عبد الله السيسي لعدم الترشح مرة أخرى، قال المعارض الاماراتي أحمد منصور في تغريده على حسابه على تويتر: "ربما لن يترشح، سيتم "استدعاؤه" لولايات قادمة ما لم تقم ثورة باقتلاعه أو انقلاب جديد يسقطه".
وقال التقرير أيضا أنه "أمام هذا القصور، فإن البنك الدولي قرر تعليق حزمة مماثلة من المساعدات، وقد يتخذ بنك التنمية الأفريقي الخطوة ذاتها، وحتى دول الخليج، التي تدعم السيسي بقوة، وقدمت لمصر مليارات الدولارات، فإنها بدأت تفقد الثقة، ويعتقد أن الإمارات قامت بسحب المستشارين من البلاد، ولم تصل الدفعات الأخيرة من الدعم بعد؛ بسبب البطء في إرسالها".
وعقب ترشيح السيسي لانتخابات الرئاسة عام 2014، قال حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم إنه لا يؤيد فكرة ترشح وزير الدفاع المصري الفريق أول عبد الفتاح السيسي إلى الرئاسة، وذلك بعدما ألمح السيسي إلى إمكانية ذلك.
وأضاف الشيخ محمد نائب رئيس دولة الامارات ورئيس الوزراء، في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية، "أمل أن يبقى في الجيش وأن يترشح شخص آخر إلى الانتخابات الرئاسية".
وقالت الاذعة البريطانيةأن تصريحات الشيخ محمد جاءت في إطار "نصيحة اخوية" تقضي بالا يترشح الفريق السيسي كعسكري لمنصب رئيس الجمهورية "أما ترشحه كمدني استجابة لمطالب شعبية فهو أمر شخصي يخصه".