ذكري رابعة تطارد الامارات وقلق من محاكمتها دولياً لدورها في تمويل مجازر مصر

ذكري رابعة تطارد الامارات وقلق من محاكمتها دولياً لدورها في تمويل مجازر مصر

خاص - شؤون إماراتية

جاء هجوم وزير دولة الإمارات للشؤون الخارجية أنور قرقاش، وأذرع إعلامية ولجان الكترونية إماراتية لتغطية شبكة الجزيرة الإعلامية، حول مجزرة رابعة العدوية التي قام بها انقلاب السيسي الذي دعمته الامارات، ليكشف دور أبوظبي في جرائم القتل للمدنيين في مصر، والقلق من تحول "رابعة" لحملة تطالب بمحاكمة كل من شارك في الجريمة.

ووجه "قرقاش" للجزيرة انتقادات على خلفية تغطيتها للذكرى الثالثة لحادث فض ميدان رابعة، الذي وقع في 14 أغسطس 2013م، وأودى بحياة أكثر من ألف مصري بحسب تقديرات منظمات حقوقية، ووصفها لأنها أصبحت "قناة الاخوان".

وقال قرقاش في تغريده له عبّر حسابه الرسمي على موقع "تويتر": "من المؤسف أن تكون هذه نهاية مشروع إعلامي عربي متصدر، قراءة سياسية خاطئة ورهان حزبي قلّص القناة إلى منشور حزبي مرئي يشاهده المنتسبون".

وتابع في تغريده أخرى: "همشت (الجزيرة) نفسها حين اختارت أن تكون قناة للإخوان بعد أن كانت قناة عربية مؤثرة، فكرة خامرتني وأنا أرى (الجزيرة مباشر) تطارد طيف (رابعة)".

وفي الذكرى الثالثة للمجزرة عرضت "الجزيرة" على شاشتها تقارير عدة تتحدث عن فض الاعتصام، وسلطت الضوء على دور الجيش في قمع المظاهرات، لا سيما اقتحامه العنيف لمكان الاعتصام واستهداف المدنيين بشكل مباشر ومتعمد من قبل القناصة.

وافردت القناة تقريراً خاصاً بعنوان: "مجزرة رابعة في ذكراها.. دم يطالب العدل"، تحدثت في بالتفاصيل عما حصل قبل فض الاعتصام وخلاله.

كما أعلنت قناة الجزيرة الوثائقية عن بث فلم وثائقي يروي القصة الكاملة لما حصل في المستشفى الميداني في ميدان رابعة، الذي نقل إليه المصابون.

ويعرض الفيلم شهادات مصريين كانوا داخل المستشفى، وتحدثت إحدى شاهدات العيان عن تعرض الأطباء في المشفى لضغوط من عناصر في الجيش المصري كي لا يواصلوا إنقاذ المصابين، بينها وضع المسدس على رأس الطبيب وتخيره بين حياته وحياة المصاب.

القلق من المحاكمة الدولية

وألمح خبراء قانون لأن القلق الاماراتي نابع من الخوف من تحمل المسئولية بالمشارك الضمنية في هذه الجرائم التي ارتكبت في رابعة وغيرها، في حالة القيام باي تحقيق دولي شفاف في هذه الجرائم.

وقال المحامي الدولي "محمود رفعت" عبر حسابه على "تويتر" أنه: "حال تدويل #مجزرة_رابعة حتما سيتم اتهام الامارات كممول للإعلام كمحرض على العنف وهذا كفيل ليكتب نهاية لدولة هشة"، بحسب قوله.

وأضاف أن "الإمارات مولت في الخارج حملات تدعي امتلاك معتصمي ميداني رابعة العدوية والنهضة، أسلحة ثقيلة واستمرت الحملات داخليًا بعد الفض"، وهو ما اسهم في الحشد الأمني والشعبي ضد الاخوان وتبرير قتلهم.

وقالت منظمات حقوقية وإنسانية، في تقارير متنوعة أن عمليتي فض ميدانين "رابعة والنهضة"، هي أكبر جريمة قتل جماعي في تاريخ مصر كله، وأنها جرائم "لا تسقط بالتقادم"، وطالبت بـ"التحقيق المستقل"، وتقديم المتورطين إلى المحاكمة.

ووثقّت "هيومن رايتس مونيتور" مقتل 1182 منهم في رابعة العدوية و90 في ميدان النهضة، بينما يؤكد الباحثون على أن العدد كان أكثر من ذلك بكثير فمنهم من أحرقت جثته ومنهم من أحرق حيا ومنهم من جرفته الجرافات إلى معسكرات الأمن المركزي وغيرهم ومنهم من تم دفنه محروقا دون
التعرف عليهم منهم 35 حالة وثقتها مصلحة الطب الشرعي.

وصل عدد من قتلوا من المدنيين خلال الثلاثة أعوام الماضية إلى ما يزيد عن 2821 ممن قتلوا بالرصاص الحي منهم 502 داخل السجون نتيجة للتعذيب أو الإهمال الطبي، ناهيك عمن قتلوا في سيناء نتيجة للعمليات العسكرية التي استهدفت المدنيين بالقصف العشوائي والطائرات والأسلحة الثقيلة ممن لم يتمكن أحد من حصرهم لكثرتهم ولصعوبة وخطورة التوثيق فيها.

هجوم على قرقاش

وقد هاجم مغردون إماراتيون وعرب "قرقاش"، مذكرين بدعم إعلام الامارات لانقلاب تركيا الذي قام فيه العسكريون المنقلبون بإطلاق الرصاص والقذائف على المواطنين العزل وقصف البرلمان وفندق وغيرها، بينما يتباكون على التغطية المنحازة للجزيرة لمجازر مصر التي شهدها العالم كله.

حيث رد عليه المعارض الاماراتي "حمد الشمسي" قائلا: "قرقاش يريد الجزيرة كالعبرية وسكاي نيوز العربية، يطبلون للسيسي او لأي انقلاب على الشرعية".

وقال د. عبد الله بن عازب، تعليقا على وصف قرقاش لقناة الجزيرة بأنها قناة الإخوان، قائلا: "هل عرفتم الآن من الذي يدفع رواتب المخبر أحمد موسى وباقي المذيعين الذين تدعمهم الامارات؟

وقال "معتز الخطيب" أستاذ في مركز التشريع الاسلامي والأخلاق، بجامعة حمد بن خليفة: "وزير إماراتي منزعج من "مطاردة الجزيرة لطيف رابعة"، ونحن يزعجنا صمت مجلس حكماء الإمارات عن رابعة نفسها"، في إشارة لمجلس حكماء المسلمين الذي شكلته الامارات ويضم علماء من دول مختلفة وهدفه منافسة اتحاد علماء المسلمين الذي يرأسه الشيخ يوسف القرضاوي.

وكان الدكتور عبد الخالق عبد الله، مستشار بن زايد، وصف ما حدث في "رابعة" بأنه "مأساة إنسانية مؤسفة يجب أن لا تتكرر"، ولكنه حاول بدوره تحميل الاخوان المسئولية كما هي النغمة السائدة في إعلام مصر والامارات قائلا: "جماعة الاخوان يتحملون مسؤولية وقوعها واليوم وكعادتهم يتاجرون بها كمظلومية لكسب التعاطف الذي تبخر".

وقد ردت عليه "عايدة سيف الدولة" مدير مركز النديم لتأهيل ضحايا التعذيب قائله: "المسئول عن مذبحة رابعة هو اللي فض الاعتصام بالسلاح، مش فاهمة حكاية أن العسكر والإخوان الإثنين مسئولين عن المذبحة دي".

هل أم زوجة قرقاش يهودية؟

من ناحية أخرى، كشف المحامي الدولي الدكتور محمود رفعت تفاصيل خطيرة حول علاقة وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش بإيران بالإضافة إلى أصول زوجته الإيرانية من الأب وأمها اليهودية التي قال إنها تحمل الجنسية الإسرائيلية.

وقال رفعت في سلسلة تغريدات على "تويتر" اطلعت عليها إن "أنور قرقاش الذي يتهمني كذبا بأني أنتمي للإخوان كمؤشر خيانة هو مهندس علاقات الإمارات وإيران ومهرب المواد المحظورة لإيران منذ الثمانينات".

وأضاف: "أنور قرقاش متزوج من سيدة أبوها إيراني وأمها يهودية وزوجته تحمل جنسية إسرائيل لأمها وله ابن منها ضابط بأمن دبي يحمل جنسية إسرائيل لأمه".

وكانت وزارة الخارجية بالإمارات أصدرت بيانًا عقب مجزرة رابعة قالت فيه إنها "تتفهم الإجراءات السيادية التي اتخذتها الحكومة المصرية".

وقد اتهم المؤرخ د. محمد الجوادي والاعلامي سامي كمال الامارات ومحمد بن زايد باستئجار عناصر من شركة المرتزقة بلاك ووتر للمشاركة في قتل المصريين في رابعة العدوية، وقال الجوادي أن من عناصر "البلاك ووتر" الأمريكية اشتركت في مذبحة فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة بتمويل الامارات.

 وقال عبر تويتر: "قلت أكثر من مرة ان الامارات مولت تكاليف واجور البلاك ووتر واخواتها في عملية فض اعتصام رابعة ووصل التمويل الي اكثر من 3 مليارات".

واوضح د. الجوادي ان: "فض رابعة كان في تصور الرجل اللي مشغل ضاحي معركة حياة او موت وكان يدفع بالأمور في اتجاه الابادة ولو اقتضي الامر يومها قتل ربع مليون لقتلوهم".

الكاتب