التعليم في الإمارات .. استنزاف لدخل أسر الطلاب وسط معاناة اقتصادية

التعليم في الإمارات .. استنزاف لدخل أسر الطلاب وسط معاناة اقتصادية

تعد الأسر في الإمارات الأكثر إنفاقاً عالمياً على التعليم الجامعي، حيث ينفق الأهل (18360 دولاراً سنوياً) بالمقارنة مع المعدل العالمي العام البالغ 7631 دولاراً في السنة، وليكون الأهل في الإمارات ينفقون 140% أكثر من المعدّل العالمي على التعليم الجامعيّ، حسب تقرير جديد صدر عن بنك HSBC بعنوان «قيمة التعليم: أساس المستقبل

وقال التقرير الذي تم الكشف عن تفاصيله خلال مؤتمر صحفي عقد في دبي الأربعاء (31|8)، إن هونج كونج تلت الإمارات في معدل الإنفاق السنوي على التعليم الجامعي بواقع 16182 دولاراً، ثم سنغافورة (15823 دولاراً) ثم الولايات المتحدة (14678 دولاراً)، وماليزيا (8720 دولاراً)، وتلاها كل من تايوان، بريطانيا، كندا، الصين، فرنسا، أستراليا، المكسيك، الهند، إندونيسيا، ثم مصر بمعدل إنفاق (1210 دولارات)

وأرجع التقرير تصنيف الأهل في الإمارات، الأكثر إنفاقاً عالمياً على التعليم الجامعي، إلى أن السوق في الإمارات سوق مغتربين أساساً، ولذا فإن شريحة كبيرة من الأهل (58%) يرغبون في إرسال أولادهم إلى الخارج، ما تعد ثاني أعلى نسبة عالمياً بعد إندونيسيا، محدداً أشهر وجهات التعليم العالي بالنسبة إلى الأهالي الإماراتيين بالولايات المتحدة (53%) والمملكة المتحدة (51%) وأستراليا (28%) وهي من بين أغلى 4 دول من ناحية التعليم العالي، ومبيناً في الوقت ذاته أن دراسة الطب (26%) تعتبر أكثر الحقول الدراسية التي يدفع الأهل أولادهم إلى الانخراط فيها، وتبلغ كلفة دراسته سنوياً 26558 دولاراً في الإمارات و44724 دولاراً في الولايات المتحدة

وأظهر التقرير أنّ لدى الأهل في الإمارات طموحات كبيرة بشأن تعليم أولادهم، وبالتالي هم أكثر من ينفقون عالمياً على التحصيل العلميّ الجامعيّ، كاشفاً أن (52%) من الأهالي في الإمارات الساعين إلى إرسال أولادهم إلى الخارج للتعليم قد يقدمون على الاستثمار في عقار في البلد التي يدرس فيها أبناؤهم.

ويعد تقرير «قيمة التعليم: أساس المستقبل» هو استبيان استطلع آراء 6241 شخصاً في 15 دولة، وشمل أكثر من 400 شخص في الإمارات، حيث قيّم طموحات الأهل بشأن تعليم أولادهم، والتحديات التي يواجهونها في تحقيق هذه الطموحات.

وقد أظهر تقرير بنك HSBC أنه على الأهل أن يبدؤوا بادخار المال باكراً، نظراً إلى كلفة التعليم الجامعي حالياً، وذلك لتحقيق الأهداف التي أعدّوها لأولادهم.

وكشفت نتائج التقرير أنّ تعليم الأولاد من أهمّ الأولويات بالنسبة إلى الأهل في الإمارات، وأنهم غير مستعدين للتضحية في هذا المجال، إذ تساوى تقريباً عدد من يريدون أن يحصل أولادهم على تعليم جامعي (89%) وعدد من يريدونهم أن يحصّلوا شهادة دراسات عليا (85%). وأفاد التقرير أن أغلبيّة الأهالي في الإمارات (75%) قالوا إنّ تعليم أولادهم يصعّب عليهم التقيّد بالالتزامات المالية الأخرى، إذ يشعر من لديهم أولاد في الجامعة بهذا العبء (82%) أكثر من الأهل الذين يتعلّم أولادهم في المدارس الابتدائية (72%). وتعزى هذه المشاعر إلى الارتفاع المستمرّ في كلفة التعليم الجامعيّ حول العالم.

التعليم المحلي

وليس التعليم الجامعي الخارجي هو الأكثر تكلفة في الدولة على الأسرة المواطنة والمقيمة، وإنما أيضا التعليم المدرسي من صفوف الروضة وحتى الثانوية. ويشتكي أولياء أمور من إرهاق تكاليف التعليم في الإمارات بصورة تفوق المعدلات العالمية في تكاليف طلبة الروضة مقارنة مع تكاليف التعليم الجامعي في العالم..

وفي (23|8) قال الكاتب الإماراتي سالم سالمين النعيمي في مقال له في صحيفة "الاتحاد" المحلية بعنوان "المدارس الخاصة والتكلفة الباهظة"، "تبلغ تكاليف بعض المدارس الخاصة في دولة الإمارات أكثر من 120 ألف درهم في السنة الدراسية الواحدة وأكثر من 90 ألف درهم سنوياً لمرحلة رياض الأطفال الأولى (كي جي 1) في بعض المدارس بينما تكلفة الدراسة للسنة الواحدة في جامعة كامبريج الشهيرة والتي تخرج منها جهابذة العالم لا يتعدى 83 ألف درهم ! فتصور أن رسوم بعض رياض الأطفال تعد أغلى من بعض أعظم الجامعات في العالم والرسوم المدرسية في بعض المدارس الخاصة في الدولة تأتي في المرتبة الرابعة على مستوى العالم وتلك الأرقام الفلكية مقارنة مع نوعية التعليم وبالرغم من أنظمة ضبط الجودة في بعض المخرجات تعتبر لغز ليس له حل".

الكاتب