مجلة "إيكونوميست" البريطانية .. تحذر مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي داخل الإمارات من خطر الاعتقال من قبل الأجهزة الأمنية

مجلة "إيكونوميست" البريطانية .. تحذر مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي داخل الإمارات من خطر الاعتقال من قبل الأجهزة الأمنية

حذرت مجلة "إيكونوميست" البريطانية في تقرير لها من خطر التعرض للمساءلة والاعتقال في الإمارات جراء نشر تغريدة عبر موقع التدوينات القصيرة "تويتر"، منتقدة الرقابة الإلكترونية الشديدة في الدولة الخليجية، ووصفت أجهزتها الأمنية بالحساسة جدا من ما ينشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي .

وعلقت مجلة "إيكونوميست" البريطانية على المخاطر الناتجة عن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، مثل إرسال تغريدة على "تويتر"، خاصة في الدول التي تقيد الحريات ومنها الإمارات.

وقالت إن "السماح للناس بحرية انتقاد شيء عبر وسائل التواصل الاجتماعي يقود إلى قدر أكبر من المساءلة، ومن هنا تضطر المؤسسات الحاكمة ذات الخدمات الرديئة لتغيير طرقها، أو إغلاق خدماتها، ولن تستطيع الحكومات الهروب عندما تتصرف بخداع دون محاسبة، ولهذا السبب تحرص أنظمة  على التحكم بما يكتبه الناس عنها".

وأشار التقرير إلى المعايير الجديدة التي أصدرتها وزارة الخارجية البريطانية حول استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في الإمارات، إذ إن "نشر مواد (بما فيها صور، وأشرطة فيديو) ناقدة للشركات، والأفراد، أو تتعلق بحوادث في الإمارات العربية المتحدة، أو تبدو كأنها تهاجم السلطات أو تسخر منها، قد تعد جريمة يحاسب عليها القانون الإماراتي، وهناك حالات وأفراد تم احتجازهم ومحاكمتهم وإدانتهم؛ بسبب نشر هذا النوع من المواد".

وتعلق المجلة قائلة إن "هذه نصيحة عامة، فهل تغطي الشكاوى المتكررة على موقع (تريب أدفايزر)، (الذي يستخدمه الناس حول العالم لتقييم تجاربهم في مطاعم وفنادق وغير ذلك من أمور السفر)، التي تشكو من تأخر العاملين في المطعم عن تقديم الشاي، أو تلك التعليقات التي تشير إلى الطريقة التي تعامل فيها الإمارات العمالة الأجنبية؟".

وأجابت بالقول: "ربما كان الأمران محتملين، ففي عام 2013 اعتقلت شرطة دبي رجلا هنديا؛ لأنه وضع شريط فيديو يظهر الشرطة وهي تضرب سائق أجرة هنديا على الإنترنت، (وتم إلغاء التهم لاحقا".

وأشار التقرير إلى أن "قانون تنظيم الإنترنت أو السايبر يذهب أبعد من هذه الحوادث، حيث إن وضع صورة شخص دون موافقته يقود إلى السجن لمدة ستة أشهر، ففي عام 2015، تم ترحيل امرأة أسترالية؛ لأنها التقطت صورة لسيارة جارتها، التي كانت مركونة في محل مخصص لسيارات أصحاب الاحتياجات الخاصة، ولأنها قامت بالتهجم عليها عبر الإنترنت".

 

وتورد المجلة أن "البعض ربما يرون أن على السياح قبول تقاليد البلاد التي يزورونها، وهو أمر ليس محل خلاف، فلو سافرت إلى إمارة قمعية، مثل دبي، فلا تستغرب أنك تتعرض للقمع نوعا ما عندما تصل إلى هناك، وهذا كلام صحيح مع رجال الأعمال المسافرين في رحلات مهمة، فاختيار المكان ليس خيارا، وعلينا أن نتكيف جميعا في أي مكان نذهب إليه".

وتخلص "إيكونوميست" إلى أن "الحل هو إن لم تكن مرتاحا لقوانين بلد فلا تسافر إليه، وإن أردت انتقاد دولة، مثل الإمارات العربية المتحدة، فتصرف مثل الطيار الذي يتحكم بطائرة دون طيار: انتظر حتى تصل إلى بلدك، وأطلق قنبلتك عن بعد"..

الكاتب