أذرع الامارات تتدخل لإنقاذ السيسي .. تعد المصريين بالخير وتحذرهم من الثورة

أذرع الامارات تتدخل لإنقاذ السيسي .. تعد المصريين بالخير وتحذرهم من الثورة

خاص _ شؤون إماراتية

ثلاثة وقائع، كانت الامارات هي محورها، أظهرت سعي أولاد زايد للتركيز على انتشال رجلهم "السيسي" من الغرق والمأزق الذي يعيشه حاليا، في ضوء تدهور الاوضاع الاقتصادية والانتقادات الدولية لنظامه وتزايد دعوات تنحيه وعدم ترشحه لانتخابات 2018.
أما الهدف فهو محاولة التدخل لإنقاذ نظام السيسي خشية ضياع استثماراتهم التي انفقوها في انقلاب مصر، وفي ظل تصاعد الغضب الشعبي الداخلي، والحديث عن انفجار قريب.
(الواقعة الاولي): كانت شراء الإمارات وتكفلت بمصاريف دعوة السيسي الي قمة العشرين في الصين، للإيحاء ان مصر تسير على خطي الاصلاح الاقتصادي خاصة بعد قبولها شروط صندوق النقد الدولي برفع الدعم وزيادة الضرائب وبيع شركات حكومية، وأن نظام السيسي مستقر.
حيث كشف "محمود رفعت"، رئيس المعهد الأوروبي للقانون الدولي والعلاقات الدولية، أن الإمارات كانت السبب في مشاركة مصر في قمة العشرين المنعقدة بالصين، وأن حضور السيسي قمة العشرين ليس بدعوة من القمة بل "بشراء دعوة من الشركة المنظمة دفعت ثمنها الإمارات عن طريق توني بلير مستشار اولاد زايد.
وقال رفعت في تدوينه عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "أؤكد على مسؤوليتي الذي أقحم السيسي في قمة العشرين هو الإمارات عبر مكتب توني بلير ولم تتم دعوة مصر فهي ليست ضمن أقوى 20 اقتصاد بالعالم".

ومعروف أن كل دولة تستضيف القمة تقوم بدعوة دول بعينها، وهذا العام تكفل رئيس قطاع الأعمال لمجموعة العشرين لعام 2016 جيانغ تسنغ وي، بتوجيه الدعوات عبر الشركة المنظمة، وتم اختيار مصر ضمن دول اخري، ليذهب السيسي إلى قمة العشرين بدعوة من الشركة المنظمة وليس من القمة وتكفلت الإمارات بقيمة الدعوة.
وللتدليل على هذا، نشير لأنه عقدت قمة العشرين السابقة في تركيا نوفمبر 2015، ولم يتم توجيه أي دعوات للسيسي ولأنه يحق للدولة المستضيفة أن توجّه دعوة لدول تختارها هي، فقد اختارت تركيا العام الماضي بصفتها الدولة المستضيفة دولة "أذربيجان"، وإسبانيا وماليزيا، وزيمبابوي، والسنغال.
وهذه القمة لا تستضيف فقط الدول الأغنى عالميا وإنما الدول النامية التي تشهد تطورا اقتصاديا ونموّا كبيرين، وجاءت دعوة السيسي بأموال الامارات لإظهار أن مصر في عهده ثابته وتتقدم اقتصاديا.
(الواقعة الثانية): لجأت اللجان الالكترونية الاماراتية، في الآونة الاخيرة لعملية تلميع لنظام السيسي، عبر نقل ما تبثه اللجان الالكترونية للمخابرات الحربية، بشأن ما أسمته "انجازات" السيسي.
وجاءت هذه الحملة ردا على حملات الهجوم علي السيسي ودعوات تنحيه أو عدم ترشحه في انتخابات 2018 لفترة رئاسية ثانية، وتحميله صحف ومراكز ابحاث غربية الكوارث التي تشهدها مصر وحديث مجلة الايكونوميست عن "خراب مصر" على يديه.
وشارك رموز من النظام منهم، الفريق ضاحي خلفان، نائب رئيس الشرطة والامن العام في دبي في الحملة الالكترونية، لإثناء المصريين عن الثورة علي السيسي والايحاء أن القادم أفضل، وكتب يقول إنه تم اكتشاف أكبر حقل غاز على مستوى العالم في مصر، و "إن الخير القادم أعظم".
وأضاف في سلسلة تغريدات في صفحته على "تويتر": "السيسي في أقل من سنة، قناة جديدة في السويس، وأكبر حقل غاز في مصر والخير القادم. مصر بتفرح.. والقهر للأعداء. لن يرحم التاريخ كل من خذل مصر. صدقوني". وأضاف: "سيكون في مصر وقريبًا من الحدود الليبية آبار نفطية عملاقة. صلوا على النبي يا مصريين الخير قادم لكم بإذن الله تعالى. الشعب المصري شعب طيب. اللهم ارزقه من حيث لا يحتسب وأغدق عليه نعمك".
وحذرت أذرع السيسي الاعلامية المصريين عدة مرات من الثورة علي السيسي محذرة من أن البديل هو تحول مصر الي سوريا والعراق، وتحدثوا عن تحول المصريين الي لاجئين لو حدث ذلك، وأن ما يمنع ذلك هو السيسي.
واخر ما ذكره المذيع الموالي للسلطة أحمد موسى في هذا الصدد، كان قوله إن هناك تحضير لثورة خلال شهرين على عبد الفتاح السيسي، لتكرار مشهد 25 يناير مرة اخرى، وتحذيره المصريين من سماع نصائح من يطالبونهم بالثورة بسبب غلاء الاسعار والمعيشة، مستخدما فزاعة "الاخوان" مرة أخري.
(الواقعة الثالثة): شاركت مناهج التعليم الاماراتية في الترويج لما أسمته "السيسي رجل المرحلة" في مناهج الإمارات التعليمية.
وتداول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" و"تويتر"، صورا من مقرر دراسي للمرحلة الإعدادية بدولة الإمارات، يحتفي بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مطلقا عليه لقب "رجل المرحلة" في مصر والوطن العربي.

والغريب واللافت في الكتاب المدرسي الإماراتي، الذي أعده مدير المركز الإماراتي للدراسات السياسية والاستراتيجية، وحمل عنوان "بصمات خالدة"، لم يضم الملك السعودي السابق عبد الله بن عبد العزيز، أو سلفه الملك سلمان بن عبد العزيز، على الرغم من اختياره سابقا كأكثر شخصية مؤثرة في العالم العربي.
وكانت أبو ظبي قامت بحملة ضد السيسي تركز على انه أصبح بلا فائدة وعليه الرحيل بلا صخب؛ وترددت أنباء عن بحثها عن بديل بخلفية عسكرية، وان البديل المرشح هو الفريق أحمد شفيق الذي سيلعب دور "المنقذ".
وانتقد الأكاديمي الإماراتي «عبد الخالق عبد الله» مستشار ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، الرئيس السيسي، وطالبه بعدم الترشيح للرئاسة وكشف أن عواصم خليجية، نصحت «عبد الفتاح السيسي»، بعدم الترشح لفترة رئاسية ثانية، ونقل خبرا عن مجلة «إيكونوميست» البريطانية، طالبت فيه السيسي بعدم الترشح في الانتخابات الرئاسية المقرر لها في 2018.
كما اكتفت الامارات بإرسال مليار دولار فقط، لا مليارين كما وعدت، وذلك كـ "وديعة" في البنك المركزي المصري ضمن الاتفاق مع صندوق النقد الدولي.
بيد أن تقارير إعلامية قالت ان هذه كانت محاولة لتركيع السيسي للاستجابة لمطالب الامارات ومنها الهيمنة على قطاعات استثمارية في مصر أخرها القطاع الطبي بعدما اشترت كبري المستشفيات الاستثمارية ومعامل التحليل، وحذرت امين عام نقابة الاطباء مني مينا من ذلك.
أيضا حذرت جهات سيادية مصرية الامارات من أن السيسي لو وقع سينهار كل ما فعلوه في مصر، وسيعود الاخوان للحكم وبأسلوب انتقامي، ويصدروا الثورة الي الخليج، وهو السبب الاساسي لدعم الخليج لانقلاب السيسي كي لا تنتقل لهم حمي ثورات الربيع العربي والدعوات للديمقراطية.

الكاتب