حزب الأمة يصدر بياناً رسمياً حول شهداء الإمارات في اليمن
أصدر حزب الأمة الإماراتي بياناً رسمياً يعزي فيه أهل الإمارات، بعد استشهاد 45 جندياً إماراتياً في مدينة مأرب اليمنية، بعد هجوم استهدف مراكز قوات التحالف المشاركة في اليمن، مؤكداً في البيان ذاته على حق شعب الإمارات أن يحاسب حكومته على مدى التزامها بالمصالح العليا لهذا الشعب والتي لا يمكن عزلها عن مصالح الأمة العليا.
وفيما يلي نص البيان كاملا:
بيان حزب الأمة الإماراتي
حول استشهاد 45 جندي إماراتي في اليمن
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:
فيتقدم حزب الأمة الإماراتي من أهل الإمارات الحبيبة بأحر التعازي على استشهاد رجالها ـ نحسبهم عند الله من الشهداء ـ ونسأله وهو البر الرحيم أن يرحمهم رحمة واسعة وأن يربط على قلوب أهلهم.
ونود أن نؤكد في بداية هذا البيان أن الحرب في اليمن ومشاركة الإمارات فيها تأتي ضمن حق شعب الإمارات المشروع في الدفاع عن حُرُمات هذه الأمة التي لا تفرق بين إماراتي ويمني وما حرب اليمن إلا امتداد للصراع الذي فرضته المشاريع المتداعية على الأمة وهي المشروع الصليبي والصهيوني والصفوي إذ لا فرق بين ما جرى ويجري في بغداد ودمشق وصنعاء.
ومع وضوح تلك الحقائق لكنها لن تمنعنا أن نقول الحق الذي يكملها ويأتي متساوقا معها، فإن من حق شعب الإمارات أن يحاسب حكومته على مدى التزامها بالمصالح العليا لهذا الشعب والتي لا يمكن عزلها عن مصالح الأمة العليا، ومن هذه الحقائق التي تتعلق بأداء حكومة الإمارات ما يلي:
أولا: جاء قرار حكومة الإمارات بالمشاركة في هذه الحرب بلا أي سند دستوري وقانوني يمثل شعب الإمارات فقد صادرت حكومة الإمارات حقوق الشعب الدستورية والقانونية وعبثت بالحريات العامة له، فهي في حرب مع شعبها خصوصا في السنوات الخمس الأخيرة، وقد ثبت من خلال التقارير السياسية والحقوقية والقانونية العالمية والإقليمية أن حكومة الإمارات تقمع كل ألوان الطيف السياسي وأنها تستخدم الجهاز الأمني كآلة قمع تمارس من خلاله كل ألوان العسف والمصادرة، ولم يقف القمع عند أكبر الشرائح السياسية في البلاد وهم دعاة الإصلاح بل تعداه إلى شباب النشاط الدعوي والخيري كشباب المنارة السلفيين والناشطين المستقلين وآخرهم الخبير الاقتصادي الدكتور ناصر بن غيث المري، وقد بلغ مستوى القمع أن طال قمة الهرم السياسي في الدولة فرئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان مقموع ومسجون، ويعلم شعب الإمارات أن محمد بن زايد يمارس على رئيس الدولة كل أشكال الإقصاء حتى قام أخيرا بوضعه ضمن برنامج للموت البطيء بغية التخلص منه، ولا يستطيع ابنه الشيخ سلطان بن خليفة أن يصل إليه! كما يفعل القاتل السيسي بالرئيس مرسي في مصر.
ثانيا: وجاء قرار حكومة الإمارات بالمشاركة في حرب اليمن ضمن حماسة محمد بن زايد لتوسيع دائرة قمعه لتشمل الثوار العرب في كل بلاد الثورة العربية وليرضي أمريكا وينفع إيران التي استفادت أيما فائدة من إسقاط الحكومة الشرعية التي نتجت عن الثورة المصرية المباركة وليتزعم الخلية الأمنية التي قامت بالانقلاب على حكومة الرئيس مرسي المنتخبة، وليُنفق على انقلاب السيسي عشرات المليارات من الدولارات بلا إذن ولا معرفة من شعب الإمارات ولكي يدخل في عملية مصادرة للعملية السياسية والاقتصادية في مصر ويضع الشعب المصري على حافة الانفجار.
ثالثا: وبالرغم من الخطر الشديد الذي تمر به المنطقة وخاصة من قبل المشروع الصفوي الإيراني والذي تمكن بالتنسيق والتكامل مع أمريكا أن يسقط أربع عواصم عربية آخرها صنعاء، فإن محمد بن زايد يستمر في ألعابه الخطرة المتمثلة في أجندة خاصة به في اليمن تتمثل في رغبته الجامحة بتجاوز مكونات الشعب اليمني من قبائل وأحزاب سياسية ومحافظات وخاصة المكون الإسلامي المعاصر والذي تأسس في اليمن قبل أن يولد محمد بن زايد، وليفرض رؤيته المتمثلة بتقسيم اليمن تلك التي صرح بها مؤخرا ناطقه الرسمي ضاحي خلفان! فكيف يمكن لمعركة عاصفة الحزم أن تحقق أهدافها في ظل هذه الأجندة؟ التي تخدم طهران وسعيها لإنقاذ الحوثي وتثبيته في الشمال عبر فصل الجنوب اليمني.
رابعا: وجاءت مشاركة حكومة الإمارات في حرب اليمن في ظل حقيقة عمرها ربع قرن على الأقل وهي فشل الغزو الخارجي في فرض أجندته على الشعوب فها هي أمريكا تهرب من أفغانستان والعراق وها هي إيران تدخل عامها الخامس في سوريا دون أن تتمكن من فرض ما تريد، فهل يستطيع محمد بن زايد أن يفرض أجندته على أهل اليمن وهل يمكن للإمارات أن تزج بشبابها في أتون حرب إقليمية بجيشها الذي يبلغ بضع آلاف جندي دون أن نقلل من قدرات رجال الإمارات وحبهم للموت في سبيل الله عز وجل، فلم لا تقوم حكومات الخليج ومنها الإمارات بتدريب شباب اليمن وهم يبلغون مئات الألوف!
وأخيرا فإن حزب الأمة الإماراتي ليدعو شعب الإمارات إلى تحمل مسؤولياته التاريخية وإيقاف مسلسل التورط الخارجي الذي يقوده محمد بن زايد في الوقت الذي يقوم هو فيه بمحاسبة وتعذيب بعض أهل الإمارات على جمعهم التبرعات لسوريا أو القتال بجانب إخوانهم كما فعل بالعقيد الركن محمد العبدولي والتنكيل بأهله بعد استشهاده إلى اليوم، وكما يفعل بشباب المنارة الذين تعرضوا لأشد أنواع التعذيب لكي يدلوا باعترافات محددة، كما يحذر الحزب من خطورة التلاعب الأمني بمصائر جنود الإمارات والتغطية على حقيقة أعداد المتوفين وأسمائهم في اليمن والزج بالنساء في هذه المغامرات، وإطلاق الإشاعات والحملات الدعائية لاستثمار دماء شباب الإمارات في بناء مجد شخصي ووهمي.
حزب الأمة الإماراتي ـ أبوظبي
6 سبتمبر 2015