"الاسلاميون" و"النفط" هدف دعم الإمارات لـ"سيسي ليبيا" خليفه حفتر
خاص – شؤون إماراتية
برغم الحظر الدولي على بيع أي سلاح لقوات حفتر، فقد خرق الروس والمصريين الحظر، كما اشترت أبوظبي خدمات المرتزقة الافارقة لتعويض نقص قوات حفتر، وبرغم أن قوات حفتر لم تشارك في أي قتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سرت، وكل دورها تمثل في محاربة الحكومة الشرعية في طرابلس، فقد لزم الغرب الصمت.
وبرغم أن الولايات المتحدة وخمس دول أوروبية طالبت قوات حفتر بالانسحاب من الموانئ النفطية، لأن هذا ضد مصالحها، إلا أن قوات فرنسا وبريطانيا قدمت الدعم لقوات حفتر، كما أن طيران الامارات تدخل لقصف قوات موالية لحكومة الوفاق تسيطر على المناطق النفطية، وأصرت فرنسا على دور لحفتر في قيادة مستقبل ليبيا.
لذلك قال ديفيد هيرست في مقاله الاخير عن دور الغرب في ليبيا، إن "بريطانيا وفرنسا وإيطاليا قامت فعليًا بتأجير امتيازاتها ومصالحها في ليبيا إلى دول عربية في المنطقة (الامارات) عمدت إلى وضع أجنداتها هي موضع التنفيذ.
وأضاف: "إن السماح للمصريين والإماراتيين باقتطاع دويلة تابعة لهم في المناطق النفطية في شرق ليبيا بينما ينهمك الليبيون الآخرون في القيام بمهمة قتال تنظيم الدولة الإسلامية، لا يمكن بحال اعتباره صيغة ناجعة لبناء وحدة وطنية، ولذلك فإن من حق المليشيات المساندة للحكومة التي رعت تشكيلها الأمم المتحدة أن يشعروا بأنهم يطعنون في الظهر ويتعرضون للخيانة والغدر".
هدف التحرك الاماراتي المدعوم مصريا وفرنسيا وروسيا، كل وفق مصالحه المالية، هو الاستمرار في إجهاض أي دور للتيار الاسلامي في حكم ليبيا عبر حكومة الوفاق الوطني، واسقاطها، أما السيطرة علي مناطق النفط تحديدا فيستهدف توفير الاموال التي يتم دفعها لحفتر، وفي الوقت نفسها تعويض من انفقته علي انقلابات المنطقة واخرها ليبيا عبر اتفاق نفطي مع قوات حفتر.
تسلسل الاحداث سار على النحو التالي:
• همش تشكيل حكومة الوفاق الوطني في ليبيا، دور الانقلابي خليفه حفتر في ليبيا المدعوم من الامارات ومصر، خصوصا انه فشل في طرد داعش من سرت أو التقدم في مواجهة ثوار بني غازي.
• في شهر مايو الماضي اتفق سيسي مصر مع سيسي ليبيا (حفتر)، والامارات على توفير السلاح والجنود اللازمين له، كي يعاود لعب دوره على الساحة اللبيبة، عبر تسهيل زيارة له الي روسيا للحصول على السلاح اللازم، وهو ما جري، واتفاق مع تشاد بتزويده بالمرتزقة، وكذا من متمردي دافور السودانية مقابل المال.
• في اوائل يونية الماضي، تزايد التنسيق الاماراتي – الفرنسي من أجل محاربة ما يسمي الارهاب في أفريقيا، ومنع صعود الإسلاميين في دولها، برغم اختلاف الاهداف الاستعمارية الفرنسية، وتم الكشف عن غرفة عمليات فرنسية داخل قاعدة "بنينا" الجوية في مدينة بنغازي، التي تعدّ أهم تمركز عسكري للقوات الموالية لحفتر.
• في 12 يونيو 2016 أعلنت قيادة أركان عملية "البنيان المرصوص" التابعة لحكومة "الوفاق الوطني" عن استعادة السيطرة على ميناء مدينة سرت، الذي كان يسيطر عليه تنظيم "داعش"، بعد فشل قوات حفتر في التحرك هناك.
• بعد يومين من السيطرة الحكومية على معاقل داعش، تحركت قوات حفتر المشكلة أغلبها من مرتزقة أفارقة تدفع الامارات رواتبهم بحكم خبرتها في الاستعانة بهم لحماية حكامها ومنشاتها، سارعت قوات "حفتر" بعد وصول السلاح الروسي لها عن طريق مصر، والميليشيات التشادية، للسيطرة على المناطق النفطية (موانئ رأس لانوف والسدر والبريقة) التي كانت لحكومة الوفاق السيطرة عليها بضوء أخضر إماراتي وفرنسي.
• بعد يومين أخرين قاد برلمان "طبرق" الموالي للإمارات ومصر والرافض لحكومة الوفاق، بترقية حفتر إلى رتبة المشير، بعدما رقاه من قبل لرتبة الفريق اول على غرار ما حدث مع السيسي في مصر، علق "راديو فرنسا الدولي" في تقرير له على منحه رتبة "مشير" بعد نحو سنة ونصف من ترقيته إلى فريق أول، وغداة سيطرة القوات التي يقودها على موانئ تصدير النفط الرئيسية في شرق ليبيا، مشيرا للدعم الذي حصل عليه من الامارات ومصر وتشاد وروسيا.
• راديو فرنسا قال بوضوخ ان حلفاء حفتر هم الامارات والقاهرة اللذان يحاربان الإسلام السياسي ودعما حفتر عسكريا، ودعموا تحالفه مع تشاد في الجنوب، حيث حصل بعد زيارته الاخيرة لها، وهي الثالثة منذ 2014، علي العديد من المقاتلين التشاديين ليقاتلوا داخل جيش خليفة حفتر، حيث اعتاد الجيش التشادي منذ تولي إدريس ديبي الحكم، على التدخل العسكري خارج الحدود كما حدث في مالي والنيجر والكاميرون وجمهورية إفريقيا الوسطى، وبحسب "راديو فرنسا " إضافة إلى التشاديين، هناك أيضا العديد من الجنود السودانيين القادمين من دارفور يقاتلون في الجيش الليبي تحت قيادة المشير حفتر.
• الدعم المصري من جانب سيسي مصر تمثل بشكل واضح في مساعدات عسكرية للمشير حفتر، حيث هناك قواعد تدريب عسكرية في مصر بالقرب من الحدود الليبية، كما توجد قاذفات مصرية، وأيضا إماراتية نفذت ضربات في ليبيا ضد الجهاديين، بحسب "راديو فرنسا".
• سبتمبر الجاري أكد الكاتب البريطاني ديفيد هيرست، أن مصر والإمارات تحاولان جاهدتين الحيلولة دون وصول الإسلاميين إلى السلطة في ليبيا، رغم أن حكومة الوفاق ليست إسلامية، وتحاولان إسقاطها لمجرد أن الجماعات المسلحة المحسوبة على الإسلاميين خضعت لسلطتها.
• وأضاف هيرست، في مقاله له على موقع "ميدل إيست آي"، الاسبوع الماضي، "إن مصر والإمارات تعملان على اقتطاع دويلة تابعة لهم في المناطق النفطية في شرق ليبيا، بينما ينهمك باقي الليبيين في قتال تنظيم الدولة"، أما لماذا المناطق النفطية فهذه قصة اخري تشير لرغبة الامارات التي تستهلك حاليا اخر احتياطاتها النفطية في الحصول على مركز لإمدادها بالنفط، وتعويض إنفاقها على قوات المتمرد "حفتر".
• سيطرة قوات حفتر والميليشيات التشادية والسودانية، على "الهلال النفطي" الليبي من شأنها أن تحرم حكومة "الوفاق" من أهم مواردها المالية، في وقت تستعد هذه الحكومة لإعادة إطلاق قطاع النفط عبر استئناف التصدير من الموانئ النفطية، ومن ثم إضعافها وانهيارها، وفي الوقت ذاته توفير النفط للإمارات، ويلاحظ هنا أن حفتر طالب مؤسسة النفط الوطنية برفع الحظر المفروض لأسباب قهرية والسماح للموانئ بتصدير النفط فورا.