تغريدات ضاحي خلفان .. هل تمهد لتطوير علاقات ابو ظبي وتل ابيب؟

تغريدات ضاحي خلفان .. هل تمهد لتطوير علاقات ابو ظبي وتل ابيب؟

في مارس الماضي 2016، دافع الفريق ضاحي خلفان، نائب رئيس شرطة دبي، عن إسرائيل واليهود في سلسلة تغريدات، مؤكداً أنهم يستحقون أن تكون لديهم دولة، وطالب بمنحهم دولة يعيشون فيها باعتبارهم دولة "مسكينة"، معتبراً أن من يرفض مثل هذا الاقتراح "يعد من الشياطين"، بعدها تم الإعلان عن تدريبات عسكرية إماراتية إسرائيلية مشتركة في أمريكا، تمت بالفعل في سبتمبر، بخلاف فتح قنصلية اسرائيلية في ابو ظبي.
في هذه التغريدات أكد "خلفان" أن الدولة اليهودية متفوقة على كل الدول العربية اقتصاديا، قائلا: "أيها العرب لن توقفوا إسرائيل عند حدها"، و" اليهود اليوم هم عصب الاقتصاد في العالم"، ودعا لاتحاد "قوة مال (الخليج) وقوة عقول (اسرائيل) وقوة بشرية (العرب).
هذه المرة عاد خلفان ليكرر نفس المدح في تل ابيب في سلسلة تغريدات جديدة يوم 27 سبتمبر 2016، ويوجه نفس الانتقادات اللاذعة للعرب، لرفضهم "دولة، وقال إن العرب يملكون 22 دولة، فلماذا لا يعطون إسرائيل دولة؟ متهما اياهم بانهم "شياطين"!.

وظل المسؤول الإماراتي يمتدح الصهاينة ويهاجم العرب زاعما أن "اليهود مبدعين وأذكياء وعقول مخططة ومفكرة ويستحقون أن تكون لهم دولة بيننا بحكم أنهم عيال عمنا معنا منذ الأزل، وأنتم في قرارة أنفسكم كلكم تعرفون أن اليهود من أيام أبو الأنبياء إبراهيم وهم في الأرض العربية.. تنكرونهم ليش؟".
هذه المرة، جاءت تغريدات خلفان بالتزامن مع وفاة رئيس الدولة الصهيونية السابق، بيريز وحديث وسائل الاعلام الصهيونية عن قدوم وفود عربية و"خليجية" للتعزية فيه، دون ذكرها لعدم إحراج هذه الدول، وسط توقعات ان يكون من بينها وفد إماراتي واخر بحريني وثالث من سلطنة عمان.
فقد تحدّثت "القناة العاشرة" في التلفزيون العبري عن وجود "اتصالات مع دول من الخليج العربي، ذكرت من بينها علانية فقط "عُمان"، لحضور جنازة بيريز"، وفق قولها.
ولم يكن كلام القناة عن مشاركة خليجية بلا دليل، بعدما نعى وزير خارجية البحرين، خالد بن أحمد آل خليفة، الخميس، رئيس دولة الاحتلال الإسرائيلي السابق شيمون بيريز، في حادث استنكره العديد من النشطاء.
ودون "آل خليفة"، في تغريده على "تويتر" باللغة الإنجليزية: "ارقد بسلام أيها الرئيس شمعون بيريز، رجل حرب ورجل سلام، لا يزال بعيد المنال في الشرق الأوسط".

وليست هذه التغريدة الأولى التي يصدم بها زعيم الدبلوماسية البحرينية الرأي العام العربي، فقد سبق أن نشر تغريدات اعتبر فيها عمليات الطعن "جرائم" تقع ضد "مدنيين"، وهو ما لاقى رفضاً في أوساط المغردين العرب.
وعندما تهكم مغردون علي خلفان وقالوا إنه سيعزي في بيريز، كتب خلفان تغريده جديدة الجمعة قال فيها: "انا على أي حال ما عزيت بوفاة الطاغية شمعون بيريز...كثيرون منكم عزوهم"، دون ان يوضح مقصده بكلمة "منكم"، ثم عاد ليقول: "على العموم اليهود عيال عمكم الله الله فيهم"!؟.

وحظي خلفان، في وقت سابق باهتمام وسائل الإعلام للمرة الأولى بعد اغتيال المسؤول في حماس، محمود المبحوح، في دبي، حينما هاجم اسرائيل، ولكنه صمت فجأة، ومنذ ذلك الحين وهو يمتدح اسرائيل، ما اثار تساؤلات حول ما تمسكه عليه دولة الاحتلال، وهل جري تهديده بشيء ما؟ أم أن تغريداته التي لا يمكن أن تأتي بدون ضوء أخضر من حكام الامارات تمهد لتطور جديد في العلاقات بين ابو ظبي وتل ابيب؟.
فضمن تغريداته العديدة الاخيرة قال تغريده ذات مغزى قال فيها: "آخر مجرمي إسرائيل نتنياهو بزواله يأتي إلى سدة الحكم في إسرائيل عقلاء بني إسرائيل ويحدث السلام العالمي"، وهي محاولة لتبرير التطبيع الخليجي والاماراتي تحديدا مع اسرائيل، بدعوي ان العقبة الحالية هو نتنياهو وبعده سيعم السلام.
والملفت أن هذه اللغة التصالحية مع الصهاينة والهجومية في الوقت نفسه على فكرة انشاء دولة فلسطينية، ليست من بنات افكار خلفان وحده، وإنما عي لغة عربية مشترك تتداول على السنة قادة ووزراء عرب منذ شهور أبرزهم عبد الفتاح السيسي قائد انقلاب مصر الذي لا يكف عن مغازلة تل ابيب.
وكانت الأيام الأخيرة قد شهدت توددا من جانب السيسي للقادة الإسرائيليين، وتوجيه خطاب للشعب الاسرائيلي مرتين في خطاب رسمي داخل مصر والثاني من على منصة الامم المتحدة.
كما كشف السيسي، في حواره مع الإعلامي "شارلي روز"، عبر شبكة "بي بي إس" الأمريكية، الأسبوع الماضي، عن تنسيق مصر مع إسرائيل أمنيا وعسكريا، وتحدث عن سلام دافئ بين اسرائيل وكل الدول العربية والخليجية.
فهل تصب تغريدات ضاحي خلفان في التمهيدات المستمرة في عواصم عربية لاستعادة العلاقات الصهيونية العربية ومنها تطوير علاقات ابو ظبي وتل ابيب؟!

الكاتب