سر اجتماع حكماء المسلمين والكنائس العالمي" .. ربط القادة الدينيين بالحكومات

سر اجتماع حكماء المسلمين والكنائس العالمي" .. ربط القادة الدينيين بالحكومات

خاص - شؤون إماراتية

 

في سياق المحاولات الاماراتية لتدجين القادة الدينيين وربطهم بالحكومات، وإنشاء ما يسمي "المسلم المعتدل"، الذي يرتبط بالطقوس والعادات الدينية دون جوهر وقواعد الشريعة الاسلامية، على غرار رعايتها لمؤتمر الشيشان الاخير، وتسويق ما أسماه موقع Your Middle East "علامتها التجارية من الاستبداد"، حركت الامارات مجلسها "حكماء المسلمين" لعقد لقاء مع مجلس الكنائس العالمي يستهدف ترسيخ هذه الاهداف.

وجاء المؤتمر الذي عقده مجلسها (حكماء المسلمين)، برئاسة شيخ الازهر بمقر مجلس الكنائس بجنيف في سويسرا، يومي 30 سبتمبر و1 أكتوبر الحالي، ليؤكد على عدة توصيات أبرزها: "تشجيع القادة الدينيين على العمل مع الهيئات والسلطات المحلية ذات الصلة، من أجل إبراز صورة الأديان بمفهومها السليم"، مع تطعيم البيان الختامي بتوصيات عامة حول السلام العالمي للتغطية على الهدف الاصلي.

وشهد اللقاء، الذي جري الترويج له باسم الازهر، رغم أنه يشارك بصفته رئيس مجلس حكماء المسلمين الذي شكلته الامارات، لدعم الثورات المضادة والانقلابات، في مواجهة "اتحاد علماء المسلمين" الذي يرأسه الشيخ القرضاوي، ويدعم الربيع العربي، جلستين في المعهد المسكوني في بوسيه بسويسرا حول قضايا: "حوار الأديان"، ومحاربة التطرف الديني، ونشر ثقافة السلام.

ومع أن الاجتماع لا علاقة له بالأزهر رسميا، إلا مشيخة الازهر وجت له في بياناتها، تحت عنوان "البيان الختامي لجولة الحوار الثالثة بين حكماء الشرق والغرب"، وقالت أن الجلسة انعقدت في مدينة جنيف بسويسرا بين مجلس حكماء المسلمين برئاسة أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين، ومجلس الكنائس العالمي .

وكان الاهتمام الرئيسي خلال اللقاء المعلن هو "تعميم ثقافة السلام ودور القادة الدينيين والمؤسسات الدينية في هذا المجال، وتشجيع الجهود الداعمة للسلام"، وهي توصيات عامة جاءت في 5 توصيات، لكن أبرزها كان مطالبة العلماء والفقهاء بالتعاون مع الحكومات، ما يعني الخضوع لها وعدم انتقادها.

وأشار البيان إلى أن "المناقشات تركزت خلال اللقاء على الدور الحيوي لحوار الأديان والقادة الدينيين في صناعة السلام، كما ناقش الحضور العلاقة بين الفقر والعنف المرتبطين بالدين، ودعوا إلى نشر القيم الدينية باعتبار أن ذلك وسيلة لمكافحة التطرف وبعث الأمل لدى الشعوب، والدعوة إلى تمكين الشباب ليكونوا أعضاء فاعلين في مجتمعاتهم، كما أكد اللقاء على ضرورة أن يتمتع الجميع بالحقوق والمسؤوليات المتساوية باعتبارهم مواطنين في بلدانهم".

وجاءت توصيات اجتماعات مجلس حكماء المسلمين مع مجلس الكنائس العالمي كالتالي:

1-  رفض كل أشكال التعصب والتمييز العنصري، بسبب الدين أو العرق أو الجنس أو الأصل.

2-  تشجيع القادة الدينيين على العمل مع الهيئات والسلطات المحلية ذات الصلة، من أجل إبراز صورة الأديان بمفهومها السليم.

3-  تشجيع المبادرات الناجحة مثل "بيت العائلة" الذي أسسه الأزهر الشريف في مصر، بالتعاون مع الكنيسة القبطية الأرثوذوكسية والكنائس المصرية، ومحاولة تكرارها.

4-  البحث عن السبل المناسبة لتشجيع المساهمات الجادة للمرأة في عملية بناء ونشر السلام.

5-  تشجيع وقف سباق التسلح الذي يهدد أمن الشعوب كافة، والدعوة إلى توجيه هذه الموارد لمحاربة الفقر والجهل والمرض التي تواجه الشعوب الفقيرة والغنية على حد سواء.

مؤتمر للسلام في أبو ظبي

وبدأ أحمد الطيب، شيخ الأزهر ورئيس مجلس حكماء المسلمين، الثلاثاء، جولة خارجية شملت البحرين وسويسرا، انتهت اليوم 2 اكتوبر، قيل إنها "لتنسيق الجهود فيما يتعلق بنشر ثقافة السلام والحوار والتعايش المشترك"، وترأس خلالها الاجتماع الدوري لمجلس حكماء المسلمين، والذي ينعقد في دورته الحالية بالعاصمة البحرينية المنامة.

وترأس الطيب الجولة الثالثة من الحوار بين حكماء الشرق والغرب، والتي عقدت بالتعاون مع مجلس الكنائس العالمي، والقى خطابًا بعنوان "دور رجال الدين في تحقيق السلام العالمي"، واتفق الطرفان على عقد الاجتماع القادم في الربع الأول من العام 2017.

وقد تركزت المناقشات خلال اللقاء على الدور الحيوي لأتباع الأديان والقادة الدينيين في صناعة السلام، كما ناقشوا العلاقة بين الفقر والعنف المرتبطين بالدين، ودعوا إلى نشر القيم الدينية والتعاون بين أتباع الأديان باعتبار أن ذلك وسيلة لمكافحة التطرف وبعث الأمل لدى الشعوب.

وفي خطابه طالب شيخ الازهر بـ "التصدي لخطاب الكراهية"، وأعلن استعداده لعقد مؤتمر للسلام في أبو ظبي مطلع العام المقبل، وآخر في مصر منتصف 2017، وهو من ثمار جولات الحوار بين حكماء الشرق والغرب.

وأشار الطيب إلى أن "الدين والعنف نقيضان لا يجتمعان أبدًا، وأن الجماعات الدينية المسلحة التي ترفع لافتة الدين هي خائنة لدينها قبل أن تكون خائنة لأنفسها، وجرائمها لا يتحمل الدين وزرها، والإرهاب بكل أسمائه وألقابه ولافتاته لا يعرف الإسلام ولا يعرفه الإسلام".

 

وطالب شيخ الأزهر، بالبحث عن أسباب الإرهاب في سياسات التسلط والأطماع الدولية والإقليمية وأسواق التسليح والسخرية من أنبيائه وكتبه ورسله، دون أن يطرق لأسباب انتشار العنف الرئيسية وهي قمع وبطش الحكومات العربية لأبنائها واعتقالهم وسجنهم وتعذيبهم وقتلهم بدون مصوغ من قانون او شريعة.

وكان هدف مؤتمر الشيشان الاخير الذي رعته مؤسسة "طابه" الاماراتية، هو ترويج المشروع الصوفي الغربي الروسي الذي تدعمه الامارات لنشر ثقافة صوفية مائعة في شئون الدين وتصالحية مع أعداء الأمة، وممارسة هذه الثقافة من خلال التطبيع الثقافي والسياسي والديني، ومباركة قمع الانظمة لشعبها بدعاوي رفض الخروج علي الحاكم، ومحاربة الفصائل الاسلامية المعتدلة ووضعها في سلة واحدة مع داعش والقاعدة لتشويه صورتها عالميا.

الكاتب