ما بعد الهجوم على السفينة الإماراتية .. ابوظبي تنشر قواتها في باب المندب .. فما هو السبب ؟

ما بعد الهجوم على السفينة الإماراتية .. ابوظبي تنشر قواتها في باب المندب .. فما هو السبب ؟

قدمت دولة الإمارات العربية المتحدة "دعماً عسكرياً" لقوات الحزام الأمني في عدن، "لحماية" خليج عدن وباب المندب الذي شهد قبل أيام حادثة الهجوم الإرهابي على سفينة الإغاثة.

وأعلنت الأجهزة الأمنية في عدن، عن تلقيها دعماً لوجستياً من الإمارات، من أجل "تأمين" المياه الإقليمية في باب المندب، وصولاً إلى سواحل المدينة، بحسب مصادر خاصة لصحيفة "الاتحاد" المحلية والصادرة في أبوظبي.

وقال مصدر في قوات الحزام الأمني للصحيفة، "إن الحكومة الإماراتية قدمت عدداً من الزوارق البحرية الأمنية لتعزيز جهود تأمين المياه الإقليمية"، زاعما أن هذا الدعم "سيسهم في مكافحة أعمال تهريب البشر التي تشهدها السواحل الغربية والجنوبية في اليمن منذ اندلاع الحرب التي تشنها ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح".

وكشف المصدر إلى أن "قوة مدربة" سيتم نشرها في المياه الإقليمية لتأمين الملاحة في خليج عدن، وصولاً إلى باب المندب، وأكد أن عملية نشر الزوارق تأتي كمرحلة ثانية، بعد استكمال قوات الحزام الأمني تأمين المناطق البرية بمحافظات عدن ولحج وأبين.

وقالت الصحيفة، إن  المصدر ثمن "دور الإمارات المتواصل في تعزيز الجهود الأمنية الرامية لإعادة أمن واستقرار المنطقة"، على حد قوله.

وعقبت "الاتحاد" مختتمة تقريرها القصير مبررة نشر هذه القوات بالقول، "شهدت سواحل اليمن تدفق الآلاف من اللاجئين غير الشرعيين من القرن الأفريقي مستغلين الأزمة الراهنة التي يعيشها البلد جراء الحرب التي تشنها ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح".

وكان الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي أشار الخميس ((6|10) أن "موقف التحالف العربي القوي والحاسم تجاه التدخلات الخارجية في اليمن الشقيق أرسى لسياسة عمل جديدة وبناءة في التصدي لجميع التحديات".

وكانت تعرضت سفينة إماراتية الأسبوع الماضي، قالت أبوظبي والتحالف إنها "مدنية وإنسانية" فيما أصرت الأمم المتحدة على نفي طابعها الإنساني دون زعم أي طابع آخر لها.

وكان وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش، علق الخميس (6|10) أيضا على حادثة السفينة، قائلا:" : «إستهداف المتمردين الحوثيين للسفينة المدنية الإماراتية «سويفت» إعتداء ممنهج وجزء من تصعيد مقصود هدفه القفز على الحل السياسي و تقويضه».

وفيما اكتفى الحوثيون بقصف سفينة إماراتية ومنذ الأسبوع الماضي، وعدم تكرار هذه المحاولة كما يجري في قصفهم المتكرر لجنوب السعودية، تساءل مراقبون، كيف حكم قرقاش، أن استهداف السفينة "عدوانا ممنهجا"، وأنه "تصعيد مقصود"؟ وهل يحتاج الحوثيون للهروب من الحل السياسي لقصف سفينة إماراتية أُختلف على هويتها، أم أن مجرد إعلان تشكيل مجلس سياسي أو حكومة غير شرعية أو إفشال المفاوضات كافيا لنسف أي حل سياسي، يتساءل مراقبون، معتبرين أن الهدف لا يزال خفيا من وراء استهداف الحوثيين لسفينة إماراتية.

واستذكر متابعون للشأن اليمني، أن متزعم الحوثيين عبد الملك الحوثي ركز في انتقاده أثناء ظهوره الأخير على الدور الإماراتي أكثر من الدور السعودي، وهو "تعاط جديد"، دون أن تتضح النيات الحقيقية وراءه حتى الآن، يقول المتابعون.

ناشطون يمنيون، من جهتهم، "لاحظوا" سرعة تجاوب أبوظبي مع هذه الحادثة، وقيامها بنشر زوارق "أمنية" و"قوات مدربة"، وتبرير هذا الحضور السريع والانتشار العاجل بمكافحة الهجرة غير الشرعية، خاصة أن هذه الهجرة موجودة منذ سنوات، والسعودية هي الأولى بمواجهتها لوجود حدود مشتركة فضلا أن معظم هجرة الأفارقة تستهدف الأراضي السعودية.

وتساءل الناشطون اليمنيون، إن جاء القرار الإماراتي بالتنسيق والتشاور مع الرئيس هادي أم مع سلطات عدن الأمنية التي قال عنها الحوثي في خطابه الأخير، إن أي قرار في الجنوب لا يتم بدون موافقة أبوظبي، وهو معنى أكدته صحيفة "وول ستريت جورنال" قبل نحو عام.

وأضاف الناشطون، هل يأتي الوجود الإماراتي في باب المندب بالتنسيق مع التحالف العربي أم بتحرك فردي، وهل هناك توافق إقليمي عليه، خاصة أنه يأتي بعد أيام قليلة من تدشين أنقرة قاعدة عسكرية في الصومال وهو ما يتيح للجيش التركي بتواجد في المنطقة، فضلا عن الحضور التركي في اليمن بصفة عامة.

وإزاء ما تقدم، ختم محللون متسائلين، إن كان الانتشار العسكري الإماراتي في باب المندب، هل هو فعل مخطط مسبقا، قد يكون حادث السفينة جزءا منه، أم أنه رد فعل على العدوان الحوثي الذي يبدو أنه لا يمتلك سوى صاروخ بحري واحد؟

الكاتب