فوز الإسلاميين في المغرب يعمق جراح داعمي الانقلابات في الامارات

فوز الإسلاميين في المغرب يعمق جراح داعمي الانقلابات في الامارات

خاص شؤون إماراتية

أظهرت ردود الأفعال الرسمية الامارتية الغاضبة من فوز الإسلاميين في المغرب وتوليه تشكيل الحكومة للمرة الثانية منذ الربيع العربي، فشل الدعم الاماراتي الذي بددته أبو ظبي لإسقاطه حزب العدالة والتنمية الإسلامي، ووجهت صفعة قوية للإمارات التي فعلت كثير لإسقاطهم لكنها فشلت مثلما فشلت في انقلاب تركيا.
فقد غرد "عبد الخالق عبد الله" مستشار بن زيد غاضبا من فوز اخوان المغرب وملمحا لاستعمال ورقة الليبراليين ضدهم بعد فوز حزب (الاصالة) بالمركز الثاني، بقوله إنه "رغم فوز حزب العدالة والتنمية الاخواني بـ 125 مقعدا لكن المنتصر الحقيق حزب الاصالة الليبرالي في المغرب الذي رفع حصته من 48 الى 102 مقعدا".
وزعم أن حزب العدالة والتنمية المغربي "لن يستطيع وحده تشكيل حكومة بدون حزب الأصالة الليبرالي الحاصل على 102 مقعدا، وأن فرصه بتشكيل ائتلاف ضعيفة جدا و"ستصدق نبوءة ان عليه ترك الحكم لغيره".
وفي يناير 2015، كتب ضاحي خلفان قائد شرطة دبي يقول على حسابه على تويتر: "خلال عام او أكثر سيسقط إخوان المغرب سقوطا مدويا"، ولكن جاء فوز حزب العدالة والتنمية الإسلامي بالمرتبة الأولى وحصوله على 125 مقعداً من أًصل 395، وبقاؤه علي رأس الحكومة لولاية ثانية، وهزيمة اليسار، عقد لسان خلفان الذي لم يجد ما قوله مساء أمس الاحد، سوي "الاخوان أسوأ جماعة أخرجت للناس".
سر عداءهم لإسلاميي المغرب
ويقول الناشط المصري ومدير موقع رصد "أنس حسن" أن "الامارات صرفت كثيرا على تشويه واسقاط اسلاميي المغرب ولكن لم يحققوا ما يريدوا كما حدث بمصر".
وعلق الكاتب جمال سلطان، رئيس تحرير "المصريون"، على تغريده خلفان، بسقوط إخوان المغرب سقوطا مدويا قائلا: "تغريده ضاحي لم تكن أمنية، بل وعد وثقة بنتائج مخطط، وهذا ما يؤكد أن الإمارات هي أكبر "الاحزاب" الخاسرة في انتخابات المغرب".
وتحدث الحقوقي الدولي محمود رفعت بتفصيل أكثر عن تمويل الامارات إسقاط إسلامي المغرب وفشلهم، مشيرا لما اسماه "الدور الأقذر" الذي لعبته الإمارات ضد بنكيران وحزب العدالة والتنمية حين هربت أسلحة لتونس العام الماضي عبر محمد دحلان.
وأشار لإقامة الإمارات مؤتمر منذ عامين بدعوى مناقشة قضية الصحراء على غرار مؤتمر الشيشان وكان رجال السيسي حاضرون فيه، وكان المستهدف بنكيران.
وأضاف: "لم تكن تصريحات مسؤولي الإمارات ضد بنكيران وحزب العدالة والتنمية محض عبث أو مزاح بل تصميم على سحقه فاحتمى بالملك الذي لم يفرط به".
وأشار لتحريك الامارات الكثير من الايادي ضد بنكيران وحزب العدالة والتنمية بتحريك قضية الصحراء وأيضا من تونس التي حاولت استخدامها ضده.
وسبق للإمارات أن فشلت في تمرير انقلاب في تونس على حزب النهضة بزعامة الغنوشي برغم انفاقها الذي فضحته صحف لحزب الرئيس الحالي (السبسي)، وظل حزب النهضة رمانة الميزان في الحياة السياسية، كما فشلت في تمويل انقلاب تركيا عبر ضابط تركي علي علاقة بمحمد دحلان بحسب ما كشفت الاستخبارات التركية.
وكان الدكتور عبد الخالق عبد الله مستشار ولي عهد ابو ظبي قد اغضبه موقف مصر من التصويت في الامم المتحدة على قرارين حول روسيا، ووصف الموقف المصري ضمن هاشتاج (#مصر_تصوت_لصالح_المشروع_الروسي)، بأنه "مؤلم ومؤسف وجارح وغير مقبول وغير معقول وغير مفهوم وغير متوقع من مصر"، وأسماه "خيانة للشعب السوري".
ولكن انور قرقاش وزير الدولة للخارجية الاماراتي بادر عبر حسابه على تويتر، للدفاع عن موقف نظام السيسي الذي تدعمه الامارات قائلا إن "مصر الشقيقة، الممثل العربي في مجلس الأمن، صوتت لصالح المشروع الفرنسي والروسي، القاهرة سعت إلى تحرك دولي جاد للتصدي للوضع السوري المتأزم".

وانتقدت السعودية وقطر والامارات موقف مصر المؤيد لمشروع القرار الروسي الذي طرح للتصويت أمام مجلس الأمن، ووصفه مسئولون خليجيون بأنه "خيانة للشعب السوري".
وقال مندوب السعودية لدى الأمم المتحدة عبد الله المُعلمي في تصريحات لمراسل قناة الجزيرة، إنه "كان مؤلما أن يكون الموقف السنغالي والماليزي أقرب إلى الموقف التوافقي العربي من موقف المندوب المصري .. ولكن أعتقد أن السؤال يُوجه إلى مندوب مصر".
كما وصفت مندوبة قطر لدى الأمم المتحدة علياء آل ثاني موقف مصر بـ "المؤسف" وقالت لمراسل قناة الجزيرة إن "إن المهم الآن هو التركيز على ما يمكن فعله لمواجهة فشل مجلس الأمن في حل الأزمة السورية بعد استخدام روسيا الفيتو للمرة الخامسة".

الكاتب