بعد استشهاد 45 من جنودها في اليمن هل تغير الإمارات موقفها من علي صالح؟

بعد استشهاد 45 من جنودها في اليمن هل تغير الإمارات موقفها من علي صالح؟

عربي 21

بعد استشهاد 45 من جنود الإمارات المشاركين في عمليات التحالف العربي بقيادة السعودية باليمن، إثر استهداف معسكر "صافر"؛ شرق محافظة مأرب، بصاروخين أطلقهما الحوثيين والقوات الموالية لهم الجمعة، يبقى الحديث عن تغيير دولة الإمارات مواقفها من الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح، مجرد تكهنات.

وبحسب محلليين، فإن استقراء التصريحات الصادرة عن شخصيات مقربة من دوائر القرار السياسي في أبو ظبي، تعكس أن هناك مؤشرات على تبدل وشيك، في تعاطي النظام الإماراتي مع المخلوع صالح وأقاربه الذين يقيمون في الإمارات.

فهل تقطع الإمارات خطوط التواصل مع صالح، وبالتالي تُغيّر موقفها الرسمي بعد الضربة الموجعة التي تلقتها من القوات الموالية له في حادثة صافر الشهيرة؟

"عربي21" رصدت تغيرا في خطاب شخصيات إماراتية، سبق وأن شكلت حائط صد أمام الانتقادات الموجهة للمخلوع صالح.

النائب السابق لقائد شرطة دبي ضاحي خلفان، غيّر من لهجته تجاه صالح، إذ دعا في تدوينات على حسابه في "تويتر" إلى "شل الحركة في صنعاء"، واستخدام مصائد الفئران للحوثيين والعفاشيين، ومصطلح العفاشيين يطلق على أنصار علي عبد الله صالح المتحالفين مع حركة "أنصار الله" المعروفة بالحوثي.

وقال خلفان في تغريدة ثانية: "لن يكون اليمن رهينة لجماعة إرهابية حوثية أو عفاشية".

خيارات محدودة

ويرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء أحمد الزنداني أن "الإمارات أمام تحديات صعبة وخطيرة، بعد سقوط ذلك الرقم من جنودها في اليمن، والذي يحشرها في زاوية ضيقة، تكون مجبرة على اتخاذ موقف تجاه صالح ونجله أحمد المقيم في أبوظبي"، إذا لم تفعل ذلك، فإن انعكاسات هذا الحدث ستكون خطيرة على الداخل الإماراتي.

وقال الزنداني في حديث خاص لـ"عربي21" إن "خيارات الإمارات باتت محدودة، أقلها طرد نجل المخلوع صالح وتجميد أرصدة والاستثمارات الضخمة لعائلته وللرموز المقربة منه الموجودة فيها".

أما الخيار الآخر بحسب الزنداني، هو "مواجهة الشارع الإماراتي الذي يبحث عن إجابة حقيقية لتمسك سلطات البلاد بعلي صالح وأبنائه وأقاربه، في وقت تزهق دماء الإماراتيين على يد القوات التابعة لهم في اليمن".

وأشار الزنداني إلى أن أبوظبي ستلجأ إلى مواصلة القتال "متوقعا في الوقت نفسه" اتخاذ موقف حازم تجاه صالح وأقربائه، خصوصا وأن هناك مؤشرات تؤكد بأن نظام الإمارات يدرك خطر التغول الإيراني في المنطقة".

ولفت إلى أن الإماراتيين وضعوا عقبة أمامهم من خلال دوائر الاستخبارات العالمية، جراء استعداء الشعوب العربية عن طريق استهداف أحد أهم القوى الفاعلة، وهي الحركة الإسلامية ذات الجذور الشعبية، والتي لا يمكن حسم المعارك إلا بالتعاون والتنسيق الكامل معها.

وأردف الزنداني قائلا: "ليس أمام الإماراتيين سوى التحالف مع الشعب اليمني الذي تحظى حركة الإخوان المسلمين فيه بقبول وتأييد كبيرين، إذا أرادت أن تنجح في سياستها الخارجية وتحقق أهدافها".

صالح بات هدفا مشتركا

من جهته، قال الكاتب والمحلل السياسي اليمني ياسين التميمي إن حادث الهجوم على تجمع لقوات التحالف في صافر، سيكون له ما بعده على صعيد التعاطي الإماراتي مع المخلوع صالح، والذي يبدو أنه نجح خلال المرحلة السابقة في بناء مصالح واسعة في دولة الإمارات، وكان جزءا من غرفة عمليات استهدفت ثورات الربيع العربي".

وأضاف التميمي في حديث خاص لـ"عربي21" أن سلطات أبوظبي، تجنبت خلال الفترة الماضية حشر المخلوع صالح ضمن تحالف الحوثي، الذي انعقد التحالف العربي لمحاربته ومحاربة المشروع الإيراني الذي يمثل رأس حربته بخاصرة الخليج". 

وقال التميمي إن انخراط مخلوع اليمن صالح بصورة كبيرة في المعركة، وصولا إلى المواجهة العسكرية بخبرة الجيش السابق وقوات الحرس الجمهوري التي كان يقودها العميد أحمد علي عبد الله صالح، ربما يُسّرع من معركة "استعادة صنعاء" وبالتالي تضييق الخناق على صالح وإنهاء حضوره تماما في المشهد السياسي في البلاد.

وأوضح التميمي أن "إنهاء دور المخلوع صالح يمثل أولوية سعودية بما تمثله الرياض من ثقل وتأثير في الساحة اليمنية"، مرجحا أن يتحول علي صالح، بعد عملية صافر إلى هدف سعودي إماراتي مشترك". 

متوقعا أن تدفع خارطة الأحداث باتجاه بناء علاقات جديدة وتنصيب لاعبين جدد على الساحة اليمنية.
وبين المتحدث أنه "لم يعد لدى الإمارات ترف المفاضلة بين صالح والإخوان بعد أن أظهر المخلوع تصميما عنيدا على مواجهة التحالف، بالأدوات العسكرية المتبقية لديه".

وأشار التميمي إلى أن موقف النظام في الإمارات لن يتغير من إخوان اليمن، بل ما يمكن الذهاب إليه في هذا السياق هو "تحييدهم سياسيا وليس ميدانيا، ولذلك سعت الإمارات لترتيب الوضع السياسي في المحافظات المحررة، لضمان عدم سيطرة قوى الإسلام السياسي عليها".

أنباء عن مداهمة مقر نجل صالح بأبو ظبي وتأكيد وصوله لصنعاء

من جهة أخرى، قال موقع "عاجل" السعودي، إن مصادر يمنية أكدت أن السطات الإماراتية داهمت مقر إقامة نجل الرئيس اليمني المخلوع أحمد علي صالح، والذي عمل سفيرا لليمن في الإمارات سابقا.

ونقل الموقع السعودي الذي يتابعه أكثر من مليون ونصف المليون شخص على "تويتر" عن "هنا عدن"، أن السلطات وضعت أحمد صالح تحت الإقامة الجبرية وأوقفت مشاريع استثمارية يمكلها، وأموالا باسمه وبأسماء أقاربه في البنوك.

ونقلت مصادر أخرى أن السلطات الإماراتية أمهلت أحمد صالح 48 ساعة لمغادرة البلاد. ولم تؤكد السلطات الإماراتية أو المواقع الرسمية للدولة أي أخبار عن مداهمة منزله أو إبلاغه بضرورة مغادرة البلاد.

وكانت صحيفة يمنية يملكها الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح، ذكرت أن المليشيات التابعة له كانت وراء استشهاد أفراد الجيش الإماراتي، جراء القصف الذي استهدف معسكر صافر في مدينة مأرب اليمنية، الجمعة.

وكتبت صحيفة "اليمن اليوم" بالعنوان العريض على صفحتها الأولى: "دكا دكا". واختارت صورة كبيرة للصفحة الرئيسة لحريق المعسكر الذي تم قصفه بصاروخ سقط على مخازن الذخيرة وخلف 45 قتيلا من القوات الإماراتية.

وبعد تبني القوات التابعة لصالح القصف، الذي تبناه الحوثيون أيضا، تعالت دعوات في مواقع التواصل الاجتماعي لطرد نجل المخلوع من الإمارات التي عمل فيها سفيرا.

الكاتب