أسباب زيارة محمد بن زايد لمصر ولقاءه بالسيسي بشكل مفاجئ

أسباب زيارة محمد بن زايد لمصر ولقاءه بالسيسي بشكل مفاجئ

استقبل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، الخميس، ولي عهد أبوظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في الإمارات العربية المتحدة، محمد بن زايد، في مطار القاهرة الدولي، في زيارة هي الثالثة خلال ستة أشهر.

ويرى مراقبون أن زيارة محمد بن زايد إلى مصر هدفها التوسط لحل الخلافات العالقة بين المملكة العربية السعودية والنظام المصري.

وفي وقت سابق، كشفت صحيفة “الأخبار” اللبنانية، نقلًا عن مصادر مصرية رئاسية، أن الإمارات تقود وساطة بين القاهرة والرياض، تهدف إلى فك الجمود في العلاقات بين البلدين.

وتأتي هذه الوساطة بعدما ظهر أن زيارة مستشار الملك سلمان للقاهرة قبل نحو أسبوعين، لم تنجح في احتواء الأزمة، وفق الصحيفة.

وأشارت الصحيفة إلى أن السيسي، أوصل عبر الوسيط الإماراتي رسالة إلى الرياض تقول إنه “يسعى إلى الحد من الدعم الخليجي في أقرب وقت”.

ونقلت الصحيفة عن مصادر قولها إن “الوساطة الإماراتية يرعاها الشيخ محمد بن زايد، وتسعى كذلك إلى احتواء الغضب المصري عقب التقارب الخليجي مع أنقرة”، مضيفة أنه “برغم تلقي السيسي تأكيدات من بن زايد بأن هذا التقارب مرتبط بأهداف سياسية، وأن هناك محاولات للصلح بينه وبين أنقرة، فإنّ الرئيس السيسي أبدى استغرابه لمواقف الرياض التي تتغيّر تدريجًا منذ رحيل الملك عبدالله”.

وعقد الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، جلسة مباحثات مع محمد بن زايد، ولي عهد أبوظبي، وذلك في مقر الرئاسة بالعاصمة المصرية القاهرة الخميس، حيث أكدا على عمق وخصوصية العلاقة بين القاهرة وأبوظبي، كما شدد الضيف الإماراتي على أن علاقة مصر بدول الخليج هي ركيزة لأمن واستقرار المنطقة.

وصرح السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، بأن الرئيس السيسي أكد خلال اللقاء على خصوصية العلاقات المصرية الإمارتية، معرباً عن اعتزاز مصر بما يربطها بدولة الإمارات العربية المتحدة، بقيادة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة من روابط أخوة وتعاون وثيقة تُمثل نموذجاً للتعاون الاستراتيجي بين الدول العربية.

كما أشار إلى أهمية مواصلة العمل على تعزيز التعاون الثنائي مع دولة الإمارات على مختلف الصعد، مؤكداً أن المرحلة الراهنة التي تمر بها المنطقة تتطلب تعزيز التكاتف العربي بما يمكن الأمة العربية من مواجهة التحديات المشتركة القائمة.         

كما أكد السيسي على وقوف مصر إلى جانب أشقائها في دولة الإمارات في مواجهة أية تهديدات إقليمية أو خارجية.

وأضاف المتحدث الرسمي أن محمد بن زايد أكد من جانبه على المكانة المتميزة التي تتمتع بها مصر وشعبها لدى دولة الإمارات العربية المتحدة، متمنياً للشعب المصري دوام الاستقرار ومزيداً من التقدم والتطور.

كما أكد ولي عهد أبوظبي حرص بلاده على التنسيق والتشاور مع مصر بشكل مستمر إزاء مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، مؤكداً على حيوية علاقات التعاون الاستراتيجي التي تجمع بين البلدين، وعلى أهمية الاستمرار في تعزيزها على جميع المستويات.

وأشار محمد بن زايد إلى أهمية مواصلة العمل على توحيد الصف العربي وتضامنه، والتيقظ من محاولات شق الصف بين الدول العربية الشقيقة سعياً لزعزعة الاستقرار بالمنطقة، مؤكداً على أن العلاقات بين مصر ودول الخليج تعد ركيزة أساسية لأمن واستقرار المنطقة. كما أكد ولي عهد أبوظبي على موقف بلاده الثابت من دعم مصر والوقوف إلى جانبها في مواجهة مختلف التحديات.

وهذه الزيارة لمحمد بن زايد هي السادسة إلى مصر خلال عامين، وكانت الزيارة الأولى في 6 يونيو 2014، لحضور حفل تنصيب السيسي رئيسا لمصر، وبعدها بـ3 أشهر جاءت الزيارة الثانية، لبحث قضايا المنطقة، وفي عام 2015 كانت مصر على موعد مع الزيارة الثالثة.

وخلال العام 2016، استقبلت مصر محمد بن زايد ثلاث مرات يفصلهما فارق زمني بسيط، الأولى 21 إبريل 2016، وأعلنت خلالها الإمارات دعم مصر بـ 4 مليارات دولار، والثانية 25 مايو الماضي، لتقديم التعازي في ضحايا الطائرة المصرية، والثالثة يوم الخميس 10 نوفمبر.

وأبلغت السعودية مصر بأنها أوقفت شحنات منتجات النفط السعودية إليها إلى أجل غير مسمى، مما عمق الخلاف بين البلدين.

 وجاءت الخطوة التي اتخذتها السعودية بعد خلاف البلدين بشأن الصراع في سوريا، وتقارب مصر أكثر من روسيا، الداعم الأساسي للرئيس بشار الأسد، الذي تعارضه السعودية.

وكانت مصر قد طرحت في أكتوبر/تشرين الأول مناقصات لتزويدها بحاجتها من منتجات النفط المكرر، من البنزين والسولار والمازوت لسد احتياجات السوق المحلي المصري عقب وقف أرامكو شحنة تقدر بـ700.000 طن.

 

يذكر أن السعودية، كانت قد وافقت على إمداد مصر بمنتجات نفطية مكررة بواقع 700 ألف طن شهريا لمدة خمس سنوات بموجب اتفاق بقيمة 23 مليار دولار بين شركة أرامكو السعودية والهيئة المصرية العامة للبترول وقع خلال زيارة رسمية للعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز لمصر هذا العام .

الكاتب