ساسة بوست تعنون تقريرا " التصوف في مواجهة المد الشيعي " ودعم الإمارات لحركات التصوف

ساسة بوست تعنون تقريرا " التصوف في مواجهة المد الشيعي " ودعم الإمارات لحركات التصوف

ناقش تقرير نشره موقع "ساسة بوست " ، بعنوان " التصوف في مواجهة المد الشيعي " ، المرجعية الدينية في الجزائر وتوجه دولتي الإمارات ومصر نحو إنشاء «مجلس حكماء المسلمين»، والدعم الرسمي لحركات التصوف العالمية، قد يؤكد هذا المسعى في تخلي الغرب عن التيارات الدينية الناشئة في البيئة السعودية، وإيجاد حليف ديني جديد بديلًا عنها". هذا ما قاله تقرير حول انتشار الصوفية والمد الشيعي في الجزائر.

ونقل التقرير الذي جاء بعنوان:" التصوف في مواجهة المد الشيعي.. نقاش حول المرجعية الدينية في الجزائر" نشره موقع "ساسة بوست"،  عن وزير الشؤون الدينية الجزائري زعمه: "الإخوان ضمن المتطرفين والمتشددين وذوي تهديد للأوطان، وجب محاربة فكرهم ومنعه من الانتشار".

وتابع التقرير، وتدافع "الحكومة الجزائرية على لسان وزيرها «محمد عيسى» لصالح الزوايا والتصوف كمرجع حضاري ديني للبلاد.  كما تعتبر الزوايا حضنًا وفضاء دينيًا مميزًا لدى السلطات الرسمية الجزائرية منذ وقت طويل. وتعتبر نخب السلطة ومثقفيها أن الزوايا ساهمت بقوة في الحفاظ على الهوية الجزائرية، كما تعتبرها مدرسة دينية تقف جدارًا أمام كل بقية الأفكار القادمة من المشرق العربي، كالسلفية وحركات الإسلام السياسي".

وهذا ما أشاد به جمال السويدي في كتابه المسمى "السراب" عندما أكد أن الأزهر هو الإسلام الرسمي الذي يمنح الحكام الشرعية، ومعروف الأزهر بسيطرة الصوفيين عليه وخاصة من جانب أحمد الطيب.

ومع ذلك،  يرصد التقرير، تحركات الملحق الثقافي لسفارة إيران في الجزائر «أمير الموسوي»، ما دفع  نشطاء مدونين  لإدارة حملة لطرد أمير الموسوي من الجزائر، لكن السلطات لم تقم بأي إجراء تجاهه، في حين تقوّت العلاقات الجزائرية الإيرانية في الفترة الأخيرة، خاصة تجاه القضايا الإقليمية التي تعرف صراعات أمنية وعسكرية طويلة، خاصة الملفان: السوري، واليمني.

يشار أيضا أن السويدي في كتابه، استثنى الإسلام السياسي الشيعي والصوفية مما قال إنها دراسة الجماعات الدينية، دون أن يقدم مبرر علمي لهذا الاستثناء، رغم أنه كان من الممكن توظيف منهج المقارنة ليكون دقيقا و موضوعيا، على حد قول ناقدين.

ويقول التقرير "ومن المعروف أن المد الشيعي لإيران لا يصادم التصوف والطرقية بشكل خاص، بل يعمل على التعايش معها والاستثمار في الصراع الوهابي والصوفي أكثر، ولدينا في عدد من الدول الإفريقية خير مثال، حيث تمكن المد الشيعي من الاندماج في المجتمعات الإفريقية المسلمة عبر استغلال روحانية التصوف، وابتعاد الطرقيين عن العمل السياسي، ونبذهم للتشدد والتطرف الذي يميز أتباع السعودية في مناطق عدة بالدول الفقيرة خاصة".

وزعم رئيس منظمة الزوايا «عبد القادر باسين»، أن السلفية – في إشارة إلى الوهابية – جزء لا يتجزأ من الطوائف التي تسعى للتفرقة بين الجزائريين، بل دعا الحكومة إلى تجريم نشاطهم في المساجد، التي أصبحت تحت سيطرتهم".

وخلص تقرير ساسة بوست الذي أعده الصحفي الجزائري "إبراهيم الهواري" إلى القول

"ومن المعلوم أن تيار الوهابية يحارب الصوفية بشدّة، حيث أورد مركز «راند» الأمريكي في تقريره السنوي حول شبكات الاعتدال الإسلامي، أن دعم وتشجيع التصوف في المجتمعات المسلمة يمكن أن يكون «بديلًا جيدًا» للوهابية التي تتصف بالتشدد والتطرف".

وتابع الهواري:" "ولعل قانون «جاستا» وتوجه دولتي الإمارات ومصر نحو إنشاء «مجلس حكماء المسلمين»، والدعم الرسمي لحركات التصوف العالمية، قد يؤكد هذا المسعى في تخلي الغرب على التيارات الدينية الناشئة في البيئة السعودية، وإيجاد حليف ديني جديد بديلًا عنها".

ويرى مطلعون، أن هذا الهدف والتقاء مصالح أبوظبي والقاهرة مع الشيعة والصوفية، يبرز تقاطعا واضحا مع خطورة قانون "جاستا" الذي يهدد السعودية بشكل خاص، في حين ظهر مسؤولون إماراتيون يطالبون علنا بإلغاء القانون، غير أن أهداف كتاب السويدي كلها تصب في هذا الاتجاه: عزل الإسلام الوسطي عن عمقه وبيئته ومحيطه.

الكاتب