السيسي وبلح دبي .. حوار "ميدل ايست أي" المتخيل مع "الرئيس السابق"!

السيسي وبلح دبي .. حوار "ميدل ايست أي" المتخيل مع "الرئيس السابق"!

 خاص شؤون إماراتية

نشر موقع "ميدل إيست آي" البريطانية مقالا بالإنجليزية للكاتب "عمرو خليفة" عبارة عن حوار يتخيله الكاتب مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قال انه "بعد شهور قليلة من خسارة السيسي لمقعد الحكم"، جري في "دبي" التي قال ان السيسي انتقل اليها عقب رحيله عن الحكم.

الحوار الذي يشبه "الكوميديا السوداء"، والذي ترجمة موقع "المنصة"، بدا بعبارة: "نسي السيسي المقولة الشهيرة "اتق شر الحليم" ووجد طريقه للكرسي مغلق بأمر الشارع المصري".

وفيه يقول المحاور الافتراضي: "بعد نجاته من المحاسبة القانونية في مصر، واحتمائه في جناح وارف في دبي، حيث اختار أن يروي لنا قصته من منظور رجل اصطفاه الله لحماية مصر".

ويتابع: "من بين كافة المنصات الإعلامية الدولية، منح السيسي موقع "ميدل إيست آي" (م.إ.آي) الذي يشرف عليه الكاتب "ديفيد هيرست"، فرصة إجراء مقابلة مع الرئيس المصري السابق "السيسي" في ليلة عيد ميلاده".

ودار الحديث المتخيل علي النحو التالي:

م.إ.آي: سيدي الرئيس، نشكرك لمقابلتنا اليوم. هل تستمتع بإقامتك في دبي؟

السيسي: أهلًا بك يا عمرو. أنا مستمتع فعلا بإقامتي هنا. البلح الإماراتي عظيم فعلًا ولا يوجد نقص في اللبن، أنا مستمتع بالإفطار اللذيذ (مرتجًا بالضحك على دعابته التي يسخر فيها من مقولة سابقة له، وهي وسيلة فعالة لتجريد الصحفي من استخدام تصريحاته ضده).

يواصل السيسي بينما يعتدل في مقعده المزخرف بالذهب الذي يتناقض مع استعداده المُعلن لبيع نفسه لصالح البلاد: "أهل الشر سيحاولون إقناعك بأكاذيبهم. انا واثق من هذا، وأنت كصحفي محنك تعلم أني رجل ينتظر كبار الفلاسفة والرؤساء ما يصدر عني من كلمات. لذا؛ دعنا نبدأ على الفور، ماذا لديك من أسئلة لي يا ابني؟" قالها الرئيس متجاهلًا انه يكبرني فقط بعدة أعوام.

م.إ.آي: سيدي، في مفارقة لافتة، تم إقصاؤك عن الحكم في 3 يوليو 2018، في نفس اليوم الذي انقلبت فيه علي محمد مرسي، بعد مظاهرات كبيرة وُصفت بأنها الأكبر في تاريخ البلاد المعاصر. من تعتقد كان مسؤولًا عن الحراك الشعبي الواسع ضدك؟

السيسي: بنظرة تنم عن نفاذ الصبر "خلينا نكون واضحين هنا مع العالم أجمع ومش المصريين بس: مصر هي مهد الحضارة وهذا يجعلنا هدفًا للمؤامرات من القريب والبعيد. هذا الانقلاب غير المشروع جاء تعبيرًا عن كراهية كل ما هو مشروع، وهو مجرد واحدة من المحاولات العديدة التي وجهناها لتعطيل خارطة الطريق التي وضعتها بنفسي، والتي قادت إلى رفاهية واستقرار غير مسبوقين في تاريخ مصر. أما هؤلاء الذين يرفعون القرآن في يد والسلاح في اليد الأخرى هم المسؤولون عن خسارة البلاد لهذا الرخاء".

يواصل الرئيس بينما تعم الابتسامة وجهه: "المصريون لأنهم بطبيعتهم طيبو القلب ومتدينون، ظنوا خطأً أنهم ينفذون مشيئة الله بمنحي إجازة قصيرة من الحكم. لكني أخطط لجمع جنيه من كل مصري، لكي نخوض معًا طريق للخروج من تلك الأزمة بعرق المصريين، ستري، هنشحت جنيه فوق جنيه وستكون مصر قد الدنيا".

م.إ.آي: هذا يستدعي عددًا من الأسئلة سيادة الرئيس. لقد تحدثت عن الرفاهية، ولكن بعد 15 شهرًا فقط من بداية حكمك رسميًا، فإن 50% من الشباب كانوا يعيشون إما بالقرب من خط الفقر أو تحته، في الوقت الذي كان 26.3% منهم يعانون البطالة. في الواقع، فإنه طبقًا لتقارير البنك الدولي فإن هذا الرقم كان مرتفعًا بشكل كبير (42%) بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15-24 عامًا. لذا، سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي؛ أي رفاهية تقصدها؟

السيسي: محدقًا في صمت لنحو 15 ثانية، وضع بعدها ساقًا فوق الأخرى وقال بصوت تردد صداه في الجناح الفخم: ما يدعوه البعض بالحقائق، تلك التي تتحدث من المعروف أنها دعاية من الجماعة المحظورة. البنك الدولي والجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء من المعروف أنهما ذراعان لمثل تلك الممارسات. كيف تتحدث عن بطالة الشباب؟ أنت نسيت خطتي غير المسبوقة لإعطاء الشباب عربيات خضار وفاكهة مزودة بالثلاجات؟

م.إ.آي: لا سيدي الرئيس، كصحفي، فإن مهنتي تعتمد على التذكر: بعد ثلاثة أشهر من إطلاقك تلك الخطة مع الوعد بأن تلك العربات ستصل "قريبًا" لم نر أي من تلك العربات. وعوضًا عن ذلك وجدنا 60 ألف من هؤلاء الشباب في السجون خلال ما أطلقت عليه "عام الشباب". فهل هذا هو ما كنت تعنيه بهذا المسمى الذي أطلقته على 2016؟

في الواقع، نشوى الحوفي التي رآها البعض ممثلة لك شخصيًا في لجنة عفو شكلتها في 2016 احتفالًا بنهاية عام الشباب، قالت بوضوح إن العفو لن يتضمن أحمد ماهر وعلاء عبد الفتاح ولا المتهمين بالانتماء لجماعة الإخوان المسلمين. هل كانت هذه طريقة لضمان ملء 13 سجنًا اضيفوا إلى منظومة السجون في عهدك؟

أزاح السيسي ساقيه عن بعضهما مطيحًا بفنجان شاي فاخر موضوع أمامه على المنضدة وقال ببطء يضغط فيه على الحروف: شوف يابني. عملي هو حماية الدولة من هؤلاء الذين غسلت أدمغتهم بالقيم الغ

ربية ومزاعم الديمقراطية الكاذبة، وهو ليس عملًا سهلًا. كل شيء له ثمن والإرهاب له أشكال وأحجام عديدة.

ويواصل: "هؤلاء الصغار لا يفهمون صعوبة مهمة الأب. لكن شرح هذه الحقائق سيكون على رأس أولوياتي عند العودة. فلا بد أنك تفهم ان المصريين نور عيوني ولا شيء يعدل محبتهم ولا حتى البلح الإماراتي. أنا أعمى بدون أولادي المصريين". تراجع السيسي في مقعده وكأنه يطلق تنهيدة ارتياح.

 

م.إ.آي: أتيت بنا إلى الموضوع التالي سيادة الرئيس: الإرهاب. كان الإرهاب هو الرافعة التي أوصلتك إلى مقعد الرئاسة، لكنها كانت أيضًا ما قضى على حكمك. في الواقع؛ فبمرور نصف مدة حكمك الأولى، أشارت واشنطن بوست بدقة إلى أن "القتال في سيناء لم يكن أبدًا أكثر دموية" أي أن آلة القتل وصلت إلى أقصاها بعد عامين فقط من بدء حكمك. وكانت هناك اغتيالات متعددة في القاهرة وقربها لأعضاء بارزين في الجيش والحكومة.

هذا يعني أن البلاد كانت تفتقر للرخاء بمعدل تضخم فاق الـ 30% في 2017 بعد قرض صندوق النقد الدولي. لكن الرخاء وحده لم يكن غائبًا، الأمن أيضًا كان شيء غائب عن المصريين. فما قولك في هذا يا سيادة الرئيس؟

رد السيسي وهو يصفع وجه الأرض بحذائه في عصبية: أنت تخلط الحقائق يا عمرو! أنت تعلم أن قتالنا في سيناء كان ناجحًا جدًا! وتقريبًا كل أسبوع كان المتحدث الرسمي باسم الجيش يعلن عن قتل عشرات الإرهابيين وإصابة واحتجاز عشرات آخرين منهم.

م.إ.آي (يقاطعه): بالضبط! كيف يمكن للجيش أن يقتل العشرات من الإرهابيين ويقبض على عشرات آخرين في كل أسبوع خلال فترة حكمك، في الوقت الذي تستمر فيه ولاية سيناء (التي تعد فرعًا من تنظيم الدولة الإسلامية) مستمرة في عملياتها؟ يجب إذن أن يُقَدَّر عدد المنتمين إليها بعشرات الألوف حتى تصبح الأرقام التي يعلنها الجيش منطقية. أليس كذلك؟

السيسي: هاهاها.. شوف يا عمرو.. أنا لا بتاع إحصا ولا أرقام. أنا رجل عسكري أولًا وأخيرًا. لا أشغل نفسي بالأرقام وحقائقها. اهتمامي الرئيسي هو جعل الجيش المصري أعظم جيوش العالم، ودا اللي نجحنا فيه بإذن الله.

ماشفتش حاملة الطائرات الهليكوبتر ميسترال؟ مسمعتش صوت طيارات الرافال؟ خلينا نفكر في الإيجابيات. كن واثقًا أن الكوب نصف ممتلئ. لا تفكر فيما يحدث الآن ولكن فيما يمكن أن نكونه.

م.إ.آي: بالحديث عن الرؤية، لنتكلم عن قرض صندوق النقد الدولي الذي لجأت له في منتصف مدتك الأولى، في البداية كان نظامك كالأنظمة السابقة عليه؛ ينظر بعين الريبة إلى صندوق النقد قلقًا من نواياه وخطته. ولكن؛ بمجرد تزايد التراجع في الوضع الاقتصادي للدولة بالإضافة إلى تلاشي الدعم الخليجي؛ جريت إلى قرض صندوق النقد البالغ 12 مليار دولار رغم الشروط القاسية لذلك الصندوق والتي أسهمت في تراجع شعبيتك. هل تندم على هذا القرار؟

السيسي: (بينما يتصاعد الدخان من أذنيه غضبًا) انت بتصلي فين ياض؟ واضح إنك بتنتمي للجماعة المحظورة! ماسمعتنيش وأنا باقول إوعوا تسمعوا حد غيري؟

خبط السيسي قبضته المضمومة على المنضدة المبتلة بالشاي وهو يقول: لقد تحريت عنك، لا تنس أني ضابط مخابرات. أعرف خلفيتك التعليمية-وأعرف عنوانك أيضًا. إحنا عارفين ألاعيب أهل الشر، ولازم انت كمان تفهم دا.

م.إ.آي: ولكن سيدي الرئيس؛ العديدون يتساءلون لم احتجت إلى 12 مليار دولار من صندوق النقد الدولي مع أنك، وفقًا لنيويورك تايمز، حصلت قبلها على 30 مليارًا أخرى من الخليج.

السيسي بحسم: المقابلة انتهت.

ويختم تقرير "ميدل إيست آي" بالقول: "اختفى السيسي من الجناح الفخم بنفس السرعة التي تبخرت بها مليارات الخليج. ربما كانت الإهانات التي وجهها له مواطنوه عبر السوشيال ميديا في عيد ميلاده، هي ما عكر مزاج الرئيس؟

لا ندري، فقط كانت لدينا أسئلة عديدة أخرى، لكنها على كل حال لن تهم من يقتنعون بالشعارات كإجابات على الاسئلة المصيرية، ولا من يرون أن المشاريع الضخمة تقدم الحلول لعثرات البلاد الاقتصادية.

الكاتب