فانيتي فير: طالب يكشف برنامج تجسس تستخدمه الإمارات ومصر والبحرين

فانيتي فير: طالب يكشف برنامج تجسس تستخدمه الإمارات ومصر والبحرين

خاص شؤون إماراتية

عثر طالب دكتوراه أمريكي على برنامج تجسس يمكنه اختراق أي هاتف آيفون عن بعد والسيطرة على ذلك الهاتف، ليتبين أن البرنامج تستخدمه حكومات الامارات ومصر والبحرين للتجسس على مواطنيها.

هذا ما كشفته مجلة "فانيتي فير" الأمريكية مشيره لأن هناك برامج تجسس على الموبايل تبيعها شركات وهمية للحكومات القمعية العربية والفاسدة في العالم.

وأشار التقرير لقصة طالب الدكتوراه بجامعة كاليفورينا في بركلي "بيل مارزاك"، الذي كان عضوا بارزا في مختبر جامعة "تورنتو" متعدد التخصصات، مشيره لأنه نبه العالم إلى أن هذه الحكومات العربية القمعية "تراقب المعارضين من خلال برامج تجسس تم تسويقها بهدوء في سرية من قبل مجموعة شركات أوروبية وإسرائيلية غامضة".

برمجيات الامارات للتجسس

وبحسب رواية الطالب للمجلة، فقد اكتشف بعد منتصف ليلة 10 أغسطس الماضي، حسابا وهميا، أرسل لصديق من النشطاء بدولة الإمارات العربية المتحدة بريدا إلكترونيا يحتوي على رابط انترنت، إذا تم الضغط عليه يطلق برامج تجسس خبيثة إلى هاتفه المحمول.

وعندما وجد "مارزاك" أن البرنامج شديد التعقيد، أرسل نسخة منه إلى مهندسين متخصصين في الأمن الإلكتروني بالمعهد الامريكي لدراسة الشفرة المبهمة، فاكتشفوا أن البرنامج خبيث جدا ويمكنه التجسس على الصوت ورسائل البريد الإلكتروني، والرسائل النصية.

ولفتت إلى أن فريق من الباحثين في شركة Rapid7 للبرمجيات الأمنية في بوسطن اكتشف أن هذا البرنامج يستخدم في 10 دول بما في ذلك الإمارات المعروفة بمراقبة المعارضين.

وأشارت المجلة إلى ما حدث مع المعارض الإماراتي أحمد منصور الذي سجن لإهانة أفراد من الحكومة، حين تلقى بدوره بريدا إلكترونيا به رابط عند النقر عليه يقوم بتحميل برنامج تجسس يرصد كل ما يقوم به جهاز الموبيل الخاص به .

واكتشف الخبراء أن هذا البرنامج تم تسويقه من قبل شركة تدعىHacking Team ومقرها في ميلانو ويتم استخدامه من قبل حكومتي الإمارات والمغرب.

 واشارت المجلة إلى أن أحد القراصنة قام باختراق حساب تويتر لهذه الشركة وسرب قائمة عملائها من الحكومات القمعية والتي تضمنت حكومات المغرب ومصر وتركيا وسلطنة عمان والسودان والبحرين.

وتقول المجلة الأمريكية إن خبراء الأمن السيبراني اكتشفوا أن هناك مجموعة من الشركات الغامضة بدأت جهودا لصناعة وبيع أجهزة تجسس قادرة على اختراق أجهزة الكمبيوتر الأكثر شعبية في العالم ولاسيما الهواتف النقالة المصنوعة من قبل شركة آبل، ليس فقط اختراقها بل والسيطرة عليها.

وأطلق المبرمجون على هذا النوع من القرصنة الالكترونية "jailbreak "، وفي أغسطس الماضي أكدت شركة "أبل" أن هذا النوع من "القرصنة عن بعد" الذي اكتشفه مارزاك يتم إطلاقه من الخارج سرا على مدار سنوات.

برنامج تجسس في مصر

 وقالت المجلة إلى أنه في 2012 اكتشف مارزاك أيضا رسائل بريد إلكتروني بها شفرة برنامج تجسس يسمى "FinFisher" تم إنشائه وتسويقه من قبل شركة بريطانية تدعى "جاما جروب" باعتباره وسيلة جديدة لأجهزة الأمن والاستخبارات لمراقبة المجرمين والجواسيس.

وأنه في عام 2011 عثر المتظاهرون الذين اقتحموا مقر جهاز أمني عربي (في إشارة لمصر) على أحد الوثائق الحكومية التي تحتوي على عرض قدمته الشرطة بهذه الدولة لشراء برنامج FinFisher مقابل 353 ألف دولار"، في إشارة لشركة "جاما" التي كانت تسوق برنامج التجسس سرا للحكومات الاستبدادية لمراقبة المعارضين، بحسب المجلة.

 رابط وهمي لـ 24 مواطن إماراتي

وتقول "فانيتي فير" أن الطالب الامريكي "مارزاك" تلقى رسالة من روري دوناجي، الكاتب الذي ينشر مقالات في موقع "ميدل إيست آي" البريطاني تنتقد حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة، لكنه اكتشف أنه "رابط وهمي الهدف منه إدراج برنامج تجسس سري على جهاز الكمبيوتر الخاص به".

ثم اكتشف مارزاك أيضا أن هناك 24 مواطنا إماراتيا تم استهدافهم بنفس برنامج التجسس من خلال روابط يتم إرسالها عبر تويتر، ثلاثة من هؤلاء تم القبض عليهم وأدين آخر غيابيا بإهانة حكام الإمارات.

وقال "مارزاك" أن البريد الإلكتروني الذي تلقاه في تلك الليلة في أغسطس الماضي في بيركلي "جاء من حساب وهمي لأحمد منصور"، المعارض الاماراتي، الذين تعرض للسجن والضرب في الشارع، ثم صودر جواز سفره، وسرقت سيارته، كما تعرض لمحاولات متعددة من الحكومة الإماراتية لاختراق أجهزة الكمبيوتر والهواتف الخاصة به.

كيف توظف الامارات الهاكرز؟

وكان تقرير استقصائي مهم وخطير حول مخطط أنشطة تجسس على نطاق واسع للغاية وهجمات عبر الإنترنت لشركة "دارك ماتر" الإماراتية، التي يرأسها رجل الأعمال الإماراتي فيصل البناي، وهو كذلك الرئيس التنفيذي وصاحب شركة أكسيوم يليكوم، نشره موقع ذا انترسيبت theinterceptبعنوان "جواسيس للتأجير" للكاتبة "جينا ماكلفين".

حيث تحدث تقرير موقع «ذا انترسيبت» الأمريكي عن الأساليب والطرق المنظمة التي تتبعها السلط

ات الأمنية في الإمارات للتجسس على المواطنين والمقيمين، من خلال شركة متخصصة في الهاكرز، تعمل على استقطاب المتميزين في هذا المجال من مختلف أنحاء العالم.

وذكر الموقع المتخصص في التسريبات، إن الباحث الإيطالي في مجال الأمن السيبراني، «سيمون مارجاريتلي» كان أحد الشخصيات الذين حاولت شركة «دارك ماتر» المتخصصة الأمن السيبراني، وذات القدرات المالية الممتازة في أبو ظبي، والتي تلخص مهمتها في «حماية المنظمات الأكثر تعقيدا» الحكومية أو في القطاع الخاص، من خلال منع ومكافحة الهجمات الإلكترونية الخبيثة.

وروي الباحث الإيطالي إنه كان لدية مقابلة مع شركة «دارك ماتر»، وأن مسؤولي هذه الشركة استقبلوه بحفاوة بالغة في دبي بجناح في فندق "جنة مارينا".

وأوضح أنه في مجال عمله يساعد الناس على مكافحة «الهاكرز» وسد الثغرات الأمنية الإلكترونية التي تسمح للهاكر بالتنصت على البعض في بعض الأحيان.

ولفت الباحث الإيطالي إلي أن شركة «دارك ماتر» أخبرته عن وجود فريق من «الهاكرز» أو المتسللين في أنحاء الدولة، ولكنهم يعملون لصالح جهاز أمن الدولة (جهاز استخبارات داخلية)؛ إذ بضغطة زر واحدة يمكن إصابة كل أجهزة الكمبيوتر في مراكز التسوق مثلا.

 

 

الكاتب