الأزمة أعمق مما يتصور".. كواليس فشل اولاد زايد في فرض السيسي علي الملك سلمان
خاص شؤون إماراتية
لا تزال صفعة الملك سلمان لعبد الفتاح السيسي، برفض لقاؤه في الامارات وإحراجه أولاد زايد، تثير التساؤلات حول كواليس الزيارة وما جري فيها؟ ولماذا أعلن إعلاميو السيسي وبن زايد أن اللقاء سيتم وأن الملك سلمان وافق، بل وذهبوا لنشر تفاصيل الملفات التي سيناقشها الطرفان (!)، قبل أن يثبت كذبهم؟
"شئون إماراتية" علمت من مصادر خليجية وصحفيون تابعوا الزيارة في الامارات كواليس بعض ما جري، ولماذا كل هذا التفاؤل من جانب عيال زايد وإعلاميو السيسي، ونشر أكاذيب عبر اللجان الالكترونية، عن عودة المياه لمجاريها بين سلمان والسيسي، ثم عودة السيسي بخفي حنين.
المصادر الخليجية قالت بوضوح أن: "الأزمة أعمق مما يتصور"، وأن السعودية كانت لها شروط طلبت تنفيذها قبل التفكير في عقد أي لقاء، أبرزها وقف حملات الاعلام المصري ضدها والاعتذار عنها، مستغربة وقوفها مع نظام السيسي وأنفاق قرابة 30 مليار دولار عليه، ثم نيلها الجزاء بالهجوم على قادتها.
كما اشترطت إقالة سامح شكري وزير الخارجية المصري لانتهاجه مسلكا معاديا لتوجهات وسياسات المملكة، بعد لقائه بوزير الخارجية الإيراني، وقوله إن "الفكر الوهابي" يشكل مصدرا للإرهاب، وتسليم جزر تيران وصنافير لها وفق الاتفاق المشترك التي وقعه السيسي وسلمان و"قبضت" مصر ثمنه، مساعدات ودعم مالي جديد، معتبره ما يجري "خديعة" لها، بحسب المصادر
لهذا رفض سلمان اللقاء
وبحسب هذه المصادر، لم تستجب القاهرة لأي من هذه الشروط، وظل رد فعلها يشير لحل الخلافات دون خطوات على الارض ما دفع السعودية لرفض اللقاء، بل واكتفي الملك سلمان وولي العهد بإرسال برقيات تهنئة بالعيد الوطني للإمارات دون السفر الي ابو ظبي، ما أحرج عيال زايد، فطلبوا اتمام الزيارة عقب مغادرة السيسي لتسليم الملك أهم وسام إماراتي.
صحفيون تابعوا زيارة السيسي قالوا بدورهم في لقاءات خاصة أن "تطورات مفاجئة" أفشلت محاولات الإمارات عقد القمة المصرية السعودية بين السيسي والملك سلمان، وأن عيال زايد اقترحوا علي السيسي البقاء يوما ثالثا بعد اعلان رئاسة الجمهورية ان الزيارة يومان، وتعللوا بتأخر وصول الملك لانشغاله بأمور داخلية.
ولكن الرياض لم تستجب ايضا وظلت مترددة في أن تشمل جولة الملك سلمان للكويت والبحرين وقطر، دولة الامارات لحين إعلان مغادرة السيسي، وأنه فور إعلان ذلك تم بث خبر مرور الملك سلمان علي أبو ظبي لتسلم أرفع وسام أماراتي، حيث حاول عيال زايد مرة اخري الترتيب للقاء مقبل بين سلمان والسيسي دون جدوى.
المصادر الصحفية قالت إن ترتيبات إماراتية وكويتية شارك فيها أمين عام الجامعة العربية أحمد أبو الغيط نجحت في البداية بالحصول على موافقة السيسي وسلمان على عقد لقاء بينهما في أبو ظبي على هامش احتفالات الامارات بعيدها الوطني لـ "تصفية الأجواء المتوترة"، دون أن تشير لشروط السعودية، بيد أن تطورات مفاجئة رفضت الافصاح عن تفاصيلها، أعادت الامور لنقطة الصفر.
وعلى حد قول هذه المصادر: "كل الأمور كانت تسير بشكل اعتيادي والجميع يتوقع وصول الملك سلمان وعقد القمة، ولكن فجأة تكهربت الاجواء السياسية وغادر السيسي راجعا لمصر قبل وصول الملك بعدما شعر بالإهانة وتعمد الملك تأخير الزيارة لحين مغادرته والسؤال المتكرر عما جري فيما يتعلق بتنفيذ شروط السعودية".
ولهذا صدر بيان من الرئاسة المصرية لحفظ ماء وجه السيسي وبن زايد، يقول ان الزيارة كانت يومان فقط، وأنها جرت وفق ما هو معلن مسبقا لنفي أن سلمان رفض لقاء السيسي أو أحرج اولاد زايد.
وقال صحفي رافق الكواليس، ان "لقاءا سريا تم قبل مغادرة السيسي بينه وبين خالد الفيصل مستشار الملك سلمان ومحمد بن زايد لتقريب وجهات النظر، بديلا عن القمة المصرية السعودية، وأنه يجري ترتيبات لعقد لقاء بين وزيري الخارجية سامح شكري وعادل الجبير خلال عشرة ايام، وهوما شكك فيه اخر لرفض السعودية التعامل مع "شكري".
وتوقع اخرون أن يسافر السيسي بعد هذه اللقاءات التمهيدية الي الرياض للقاء الملك سلمان، بدعوي أن "الوضع ملتهب الان في الخليج بعد ادعاء إيران سيطرتها على مضيق هرمز وحاجة مصر والسعودية للتنسيق بينهما لمواجهة هذه التطورات الخطيرة"، بحسب قوله.
وكانت مصادر مصرية متطابقة، قالت إن اللقاء بين السيسي وسلمان "مؤكد"، وان السيسي مدد زيارته للإمارات يوما ثالثا، للقاء الملك السعودي، بعدما قالت رئاسة الجمهورية ان الزيارة يومين فقط (الخميس والجمعة) لتأخر وصول الملك سلمان حيث سيحضر القمة الخليجية في البحرين وزار قطر.
وقال النائب والصحفي مصطفي بكري المقرّب من السلطات المصرية، لـ "هافينجتون بوست عربي" الجمعة، إن عقد اللقاء بين السيسي والملك سلمان "مؤكد"، وأضاف أن اللقاء كان مجدولاً الجمعة، لكن تأخر وصول الملك سلمان أجَّله ليوم السبت، وقال إن "ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد حصل على موافقة الطرفين".
وأكد بكري، أن الملك سلمان سيصل إلى أبو ظبي على رأس وفد رفيع المستوى قد يضم ولي العهد محمد بن نايف، وتعقد قمة بينه وبين السيسي، بمشاركة إماراتية، لـ "تصفية الأجواء بين الرياض والقاهرة".
وكان مصطفى بكري عضو لجنة الإعلام بالبرلمان، أكد في سلسلة تغريدات على تويتر عقد قمة عربية ثلاثية في أبو ظبي بحضور السيسي والملك سلمان والشيخ محمد بن زايد، وان بن زايد طرح خلال زيارته الأخيرة للقاهرة عقد القمة، وحصل على موافقة السيسي، كما حصل على موافقة الملك سلمان.
أيضا كشف أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، الثلاثاء الماضي عن "تدخل بعض الشركاء للدولتين من ذوي التأثير"، بهدف تلطيف الاجواء بين السيسي وسلمان، مشيرا لأن "مصالح كل دولة تتدخل أيضا لإنهاء هذه الأزمة.
وأكد أن "الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي والشيخ عبد الله بن زايد، والشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، يلعبون دورا كبيرا في محاولة لم الشمل المصري السعودي".
وخلال لقاءه مع برنامج "على مسئوليتي"، على فضائية "صدى البلد"، أشار إلى أن ما أسماه "حالة العتب بين المملكة العربية السعودية ومصر"، "ستنتهي قريبا"، مؤكدا أن "غياب المملكة السعودية ومصر أضعف الجماعة العربية".
كذلك ذكر الإعلامي أحمد المسلماني، المتحدث الرئاسي السابق في عهد الرئيس المؤقت عدلي منصور، أنه "من المحتمل عقد قمة مصرية سعودية مشتركة بأبو ظبي".
وأضاف "المسلماني "خلال برنامجه "الطبعة الأولى" المذاع عبر فضائية "دريم"، أنه اجتمع خلال زيارته لدولة الإمارات بعدد من المسئولين والكتاب ورؤساء تحرير بعض الصحف، وأن هناك أنباء عن وصول الملك سلمان ى لحضور الاحتفالات وعقد لقاء مع السيسي.
الاكثر غرابة أنه وفي برنامجه "حقائق وأسرار"، عبر فضائية "صدى البلد"، مساء الخميس، تحدث "بكري" عن تفاصيل هذه القمة، التي لم تعقد (!)، مؤكدا أنها "ستبحث 3 ملفات: العلاقات المصرية-السعودية، واللبس الذي حدث نتيجة دعم مصر للموقف الروسي، ثم أوضاع المنطقة مثل سوريا والعراق وليبيا وما يجري ضدها من مؤامرات داخلية وخارجية، واليمن والرؤية السعودية للموقف هناك خاصة مع وجود إيران كموقف فعل، والنقطة الثالثة هي السياسة الأمريكية بعد وصول ترامب للسلطة"، بحسب قوله.
استمرار الخلافات الحادة
ودفع تأخر اللقاء عن موعده المقرر الجمعة، ثم الغاؤه اليوم السبت، مصادر سياسية مصرية للحديث عن احتمالات أن تكون جهود الامارات لتطويق الخلافات بين القاهرة والرياض "لم تثمر"، وهو ما تأكد اليوم بالفعل بفشل اللقاء ومغادرة السيسي لأبو ظبي قبل وول الملك سلمان.
واعتبرت المصادر أن عدم عقد اللقاء، رغم تأكيد الاعلاميون المصريون المقربون من النظام عقده، "يشير لاستمرار وتعمق الخلافات بين السيسي وسلمان حول سوريا واليمن، فضلا عن تعقد قصية عودة الجزر (تيران وصنافير) للسعودية، بعد رفض محكمة مصرية إعادتهما وتأكيد مصريتهما.
وتمر العلاقات المصرية السعودية بأسوأ أطوارها منذ 3 تموز/ يوليو 2013، منذ مماطلة السعودية في تنفيذ المقترح المصري لتشكيل قوة عربية مشتركة، وإعلانها عن تشكيل "التحالف العربي لمكافحة الإرهاب"، ثم "التحالف الاسلامي".
وتعاظمت الخلافات بالتراشق الاعلامي بين البلدين وهجوم اعلاميين رسميين مصريين علي الملك سلمان وولي العهد نجله، ثم جاءت الخلافات حول القضايا الاقليمية مثل اليمن وسوريا لتزيد الخلافات.
ولم يكن آخر مظاهر الخلاف، قرار القضاء المصري ببطلان اتفاقية تنازل مصر عن جزيرتي تيران وصنافير للسعودية.
وردت السعودية بإيقاف توريد المحروقات إلى وزارة البترول المصرية دون إشعار سابق، وتعطيل شحنات أكتوبر ثم نوفمبر وديسمبر الجاري ايضا، وذلك عقب التصويت المصري لصالح روسيا بشأن الأزمة في سوريا، في اجتماع مجلس الأمن، كما نفي السفير السعودي بالقاهرة أنباء عن زيارة وفد مصري للسعودية.
وقد أشار لهذه الشروط مصادر رسمية ودبلوماسية مصرية قالت لصحيفة "المصري اليوم" الأحد، تحت عنوان "شروط القاهرة والرياض تؤجل انهاء الخلافات"، إن شروط عودة العلاقات بين مصر والسعودية إلى مسارها الطبيعي لم تتحقق بعد، حتى يتم عقد لقاء ثنائي بين السيسي وسلمان أو ثلاثي ينضم إليه محمد بن زايد.
وأضافت المصادر أن الأوضاع بين القاهرة والرياض «ليست على ما يرام» منذ موافقة مصر على مشروعى قرارى مجلس الأمن الخاصين بسوريا، وهو ما ردت عليه السعودية بوقف إمدادات البترول من شركة «أرامكو» التى يرأس مجلس إدارتها ولى ولى العهد، محمد بن سلمان، إلى القاهرة، والتى امتنعت عنها دون ذكر أسباب واضحة لمدة 3 أشهر.
بل وكشفت أن "الأمر بالنسبة للمملكة لم يتوقف عند حد وقف إمدادات الطاقة، بل امتد ليشمل تعطيل كل الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التى وقعها السيسى مع سلمان أثناء زيارته للقاهرة فى شهر إبريل.